ناصر أكرم: الترابط والتراحم أبرز سمات الشهر الفضيل

ت + ت - الحجم الطبيعي

«حين نتذكر الفوارق بين الماضي الحاضر، نتذكر الحب الذي كان يجمع أفراد العائلة والفريج جميعهم على سفرة واحدة وقلب واحد وطعام بسيط، يتقاسمونه معاً»، هكذا بدأ ناصر أكرم الإعلامي السابق في قناة 33 بتلفزيون دبي حديثه، مضيفاً:

«اليوم نجد فخامة منزل، وما لذ وطاب من الأطباق المحلية والعالمية وغيرها، إلا أننا نفتقد شعور اللمة الجميلة، التراحم والترابط الأسري وتبادل الأطباق الرمضانية بين الفريج، أبرز ما كان يميز رمضان لول، أما اليوم فبات اجتماع الفطور مقتصراً على الأسرة الواحدة وربما قد يجتمع جميع أفرادها أو لا يجتمعون».

ملامح

وأشار إلى أن «رمضان لول» كان يتميز بصلة الأرحام والأصدقاء عقب أداء صلاة التراويح، لتناول وجبة العشاء معاً، واليوم في ظل التطور باتت تلك الأجواء بعيدة، إذ أصبح لكل شواغله، مشيراً إلى أنّ الماضي ترك أثراً جميلاً في النفوس. وأضاف: «كان الاحتفال بقدوم رمضان قديماً يبدأ من ليلة النصف من شعبان .

والتي تعرف باسم «حق الليلة»، مشيراً إلى أنّ العادة قضت في الإمارات بتجمع الأطفال بعد صلاة المغرب بملابسهم التقليدية، يحملون على رقابهم كيساً من القماش يسمى «الخريطة» ويمشون جماعات تتوقف على البيوت وتبدأ بترديد الأهازيج لحض أهل البيت على منحهم المكسرات والحلويات، وهم ينشدون: «عطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم».

ويلفت أكرم إلى أنّ عادات رمضان في الإمارات لم يطرأ عليها تغيير منذ أجيال، من حيث بدء الاستعدادات قبل أيام من حلول الشهر الفضيل بتحضير مستلزماته، وتجهيز المجالس لاجتماع العائلة والجيران.

وشراء وتجهيز المير، وهي عادة إماراتية أصيلة، تقدم فيها الهدايا للأهالي والأصدقاء، كنوع من صلة الرحم، مبيناً أنّ مظاهر رمضان في التراث الشعبي الإماراتي، لا تختلف مظاهره كثيراً عن الحاضر، من مظاهر فرح الصغار والتكافل الاجتماعي وصلة الأرحام.

بريق

ويؤكد أكرم أنّ الطقوس التي كانت تمارس في رمضان تعطيه بريقاً خاصاً وأهمها الإفطار الجماعي والإفطار في الشوارع، وحرص الجميع على أداء الصلاة جماعة في مسجد واحد ومبادرة من يتيسر لديهم من الطعام والقوت والنعمة على الزكاة والصدقات للمساكين والفقراء، وهي المزايا التي يتحلى بها أبناء الإمارات في الإعلاء من شأن قيم الرحمة والتكافل والتعاون.

ولفت إلى أن كل هذه المظاهر كانت تؤثر في الإحساس القوي ببركة شهر رمضان وحكمته الدينية، مشيراً إلى توفّر موائد الإفطار في كل مكان، واحتشاد المساجد بالمصلين، وتوفّر مجالس الذكر والحديث في كل مكان، إذ يتجمّع فيها الشباب وأهل الفريج يتجاذبون أطراف الحديث ويتبادلون الأخبار والذكريات والقصص الفكاهية والتاريخية والدينية.

Email