شيخة الشامسي.. عطاء لا يخبو بريقه

يأخذنا الحنين دوماً الى دروب الذاكرة الأليفة المسكونة بالوجوه الطيبة، التي صنعت مجالاً حيوياً من العطاء والمودة؛ فالذاكرة لا تجهد صاحبها في استعادة هذه الأسماء، التي حفرت مكاناً لها في أعماق القلب بأفعال وحكايات إنسانية.

بريق العطاء

شيخة عبيد الشامسي في عجمان حكاية لم يخبُ بريقها، رغم تجاوزها الـ 75 من عمرها وما زال بيتها ملاذاً تقصده النساء في أي وقت، بابها مشرع لا يغلق في وجه أحد، وهو عرف تتبعه هذه المرأة، التي تعكس ملامحها الطيبة، وكل معاني الكرم والجود الإماراتي، والذي يمتد لأكثر من 38 عاماً. تقول: «هكذا تربينا وعشنا وكانت بيوتنا وقلوبنا مفتوحة تتسع للجميع، فمنذ طفولتي ورغم صعوبة الحياة في مرحلة ما قبل النفط واعتماد أغلبية الأسر على ما يجود به البحر، إلا أن القلوب كانت تحتضن القريب والجار، والزائر الغريب، الذي تسوقه قدماه إلينا». وأضافت: «ترعرعت في هذه البيئة، وعاهدت نفسي على مواصلة هذا الطريق، الذي هو ديدن أهل الإمارات، فكلما ذكرت اسم دولتنا ارتبط معها على الفور كل معاني العطاء والبذل».

ذكريات طفولة

وتستذكر الأم شيخة أيام الطفولة في رمضان قائلة: «كنا نعيش في بيت واحد في منطقة الحصن، وكان أبي، عمي، والجد والجدة وحتى الجيران يفطرون سوياً، اليوم تفرقت الأسر، وبات لكل فرد منزله الخاص».

وتضيف: «بدأت الصيام وأنا في العاشرة، وكنت أذهب في كنف أمي، لتأدية الصلاة في المسجد، وكان للصلاة في رحاب المساجد نكهة مختلفة، وبعد صلاة التراويح تجد المجالس مليئة بالناس يتسامرون حتى منتصف الليل، وكان الثريد والهريس وجبات رئيسية».

وقالت: «من أجمل ما تحمله ذاكرتي عادة تبادل الأطباق بين الجيران، ومن شدة محبتي للناس أبقيت بيتي في مشيرف مفتوحاً للجميع، وهو الأمر الذي حدا بإحدى الجمعيات في الإمارة إلى تكريمي».

طقوس رمضانية

وأضافت: «لرمضان ترتيبات مختلفة في مجلس البيت، حيث يكون جاهزاً قبل أذان المغرب، ونضع أكلاتنا الشعبية، ونستعد لمن يريد أن يشاركنا الإفطار، وبعد صلاة التراويح تتجمع النساء منهن من تقرأ القرآن، وأخرى تتحدث في أمور الدين وتبصّر بها البقية، والبعض يتحدثن عن أمور الحياة والعمل، ونبقى على هذا الحال نتسامر إلى أن ينتصف الليل».

سمعة طيبة

وقالت آمال صالح إحدى السيدات، التي التقيناها في مجلس الأم شيخة: «هي أم الجميع، الأخت والصديقة، بيتها نقطة التجمع والديوانية، التي تلتقي فيها نخبة من السيدات، لتبادل أطراف الحديث».