محنة الشامسي.. طقوس البساطة محفورة في الوجدان

ت + ت - الحجم الطبيعي

كغيرها من أمهات الزمن الجميل، تترقب الجدة محنة الشامسي وكل أهل الفريج رؤية هلال شهر رمضان المبارك، ويستعدون للخروج لرؤية هلال الشهر الفضيل، إذ يخرج الناس لترقب ومشاهدة الهلال، بل كانوا يتنافسون في مراقبة هلاله من خلال وجودهم في الأماكن المرتفعة، فيصعدون إليها شغفاً وطلباً للفوز برؤية الهلال، حيث إن رؤيته لها رمزية ومكانة عند أهل الفريج آنذاك وعند المسلمين عموماً، فمن كان يسبق إلى رؤية هلال رمضان يشتهر اسمه بين الحي أو الفريج.

بهجة

وتضيف محنة الشامسي: «لقد كانت بهجتنا وطقوسنا تبدأ بقرب حلول رمضان من منتصف شهر شعبان، أعجز عن وصف الحياة التي عشناها سابقاً، على الرغم من بساطتها وعفويتها، إلا أنها لم تكن تتوفر بها أدنى وسائل الراحة والرفاهية، لكن يكفي أن القلوب كانت تحن على بعضها، وتفتقدها، ويحرص جميع من في الحي أو الفريج على توفير ما لا يتوفر عند جاره، فهذه كانت نعمة في حد ذاتها ولله الحمد».

وتستطرد قائلة: «رمضان شهر السعادة كنا نسعد بقدومه وتصبح أيامنا روحانية، وأهم ما كان يميز رمضان في الماضي حرصنا كنساء على الذهاب بعيداً عن الفريج بحثاً عن الحطب الذي كنا نستخدمه لإشعال النار بهدف إعداد وجبتي الإفطار والسحور، تتضمن وجبة الإفطار ألذ أنواع الأطعمة مثل الأرز والزبادي، والسمك المالح وسمك «العومه»، تكون وجبة الإفطار بمشاركة جميع أفراد الحي، إذ تخصص مائدة للرجال، وأخرى للنساء، كل نساء الفريج كن يحرصن على جلب ما قمن بإعداده في البيت من طعام، ويتم تقسيمه بين مائدة الرجال والنساء».

تقاليد

ولفتت الشامسي، إلى أن الأغنياء كانوا يذبحون الأغنام ويوزعونها على أهالي الفريج الذين كانوا يقومون على الفور بتمليح وتجفيف قطع اللحم وتعليقها تمهيداً لطبخها كوجبة للإفطار، مشيرة إلى انتظار أفراد الأسرة تناول السحور الذي كان بسيطاً في مكوناته من الأرز مع الزبادي، أو الأرز مع اللبن.

وأضافت الشامسي، إنها تعرف الكثيرين ممن لا يزالون يحافظون على تقاليد رمضان في الماضي رغم مرور السنوات. وضحكت الجدة محنة الشامسي قائلة: «لم يكن لدينا في تلك الفترة ما يطلق عليه اليوم باسم العيدية التي تسعد الأطفال، إذ كان أطفالنا يفرحون بالعيد من خلال لباسهم الجديد الذين كنا نخيطه كأمهات وجدات».

Email