خصيبة النعيمي: الشهر الفضيل روحانية وبساطة

ت + ت - الحجم الطبيعي

حينما تحدثت الجدة خصيبة عبيد حارب النعيمي عن ذكرياتها الجميلة في شهر رمضان المبارك، كانت تتحدث بشغف ولهفة لأيام تمنت من قلبها بأن تعود، لا سيما وأنها أيام تعبق في ذاكرتها بدهن عود معتق أصيل، كأصالة وروحانية أجمل 30 يوماً حافلة بروح الخير والعطاء.

وقالت خصيبة النعيمي في حديثها وهي تبتسم: «من الصعب أن أنسى رمضان «لوّل»، أيام روحانية عشناها بأجمل معاني البساطة، أتذكر كيف كنت أترقب وعائلتي ظهور الهلال، نعم، كنا في حالة ترقب للهلال، كان ذلك من اللحظات الجميلة التي يصعب نسيانها، فجميعنا في الحي ننتظر خبر رؤيته، وهو ما كان صعباً على الجميع بسبب عدم وجود وسائل رؤية متطورة كالتي نشهدها اليوم. ومن الأشياء الجميلة التي ما زلت أتذكرها، ومن المستحيل نسيانها الحرص على لمة القلوب قبل لمة الأجساد قبيل بدء أذان المغرب.

كانت الأمهات والجدات يتهافتن على إعداد وجبة الإفطار، فكل ربة بيت تقوم بل وتتفنن بإعداد وجبة إفطار بالذي يجود علينا منزلها بلا تكلف ولا إسراف، وتجتمع بعدها نساء الفريج أو الحي في مائدة واحدة مشتركة، ومائدة أخرى تخصص للرجال تحتوي على الثريد، والأرز الأبيض والسمك وغير ذلك من الأطعمة التي تشعرنا حقاً بروحانية الشهر الفضيل. نعم، لقد كانت الموائد عامرة بأشكال وألوان مختلفة تعكس بركة وخير هذا الشهر.

كما كنا نحرص في الوقت ذاته على توزيع ما قمنا بإعداده للجيران، لنُشكل في النهاية سفرة عامرة من الأكلات الشعبية لأبناء الفريج. لمَ لا؟ حيث يعتبر الكرم صفة أساسية في المجتمع الإماراتي الأصيل، وتأتي عملية تبادل أطباق الطعام من العادات الرمضانية الجميلة التي تصنع السعادة وتخلق أجواء الرحمة والحب بين الجيران.

وأضافت: «وبعد ذلك يتوجه الرجال إلى مسجد الحي لأداء صلاة التراويح، ليجتمعوا بعد الانتهاء منها مجدداً إلى مأدبة أخرى تسمى بالفوالة وذلك حتى الساعة 11 مساءً تقريباً، حيث يمثل الشهر ملتقى وتراحماً وألفة ومحبة بين الجميع. نعم، فقد كان كل شيء جميلاً، وله مذاق ونكهة خاصة».

كما أوضحت النعيمي أن أفراد الأسرة أيضاً يحرصون على التجمع على وجبة السحور، وذلك في حرص لا يقل مطلقاً عن التجمع على وقت الإفطار. وأكدت أنها كانت تتلذذ بتناول الأرز و«السحناه» على وجبة السحور.

وتجزم خصيبة النعيمي بأنها في كل مرة تجتمع مع جاراتها وصديقاتها يتذكرن كيف كن يستقبلن شهر رمضان المبارك، حيث يشعرن فعلياً بالحنين واللهفة للزمن الماضي، حيث كن في أتم استعداد لاستقبال الشهر الكريم الذي اتسمت أيامه بالمحبة والتواصل الاجتماعي.

وأضافت: «ومن جانب آخر، استطيع القول إن الحياة الاجتماعية في رمضان زمن «لوّل» كانت عامرة بالخير، وذلك في شتى الجوانب، فأبوابنا مفتوحة لأهالي الحي والجيران، الأمر الذي كان من شأنه أن يزيد من روحانية وعبق الشهر الفضيل على الرغم من إمكاناتنا البسيطة وصعوبة الحياة آنذاك».

Email