جاويد قرشي.. من أفلام بوليوود إلى مصور حاكم

ت + ت - الحجم الطبيعي

سيكمل «جاويد آختر قرشي» الثمانين من عمره كأول مصور رسمي لحكومة الفجيرة، بدأ مشواره في التصوير الفوتوغرافي من خلال كواليس صناعة أفلام بوليوود، وكان المصور الخاص لخالته النجمة السينمائية مينا كوماري. شارك في أهم الأحداث بالفجيرة منذ 1975 ولا يزال. يؤكد أن الإمارات بلد منحه أكثر مما كان يحلم به يوماً.

يعد « جاويد آختر قرشي» الوالد لابن وابنة المصور الرسمي لصاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، يخدم بالديوان الأميري لأكثر من 45 عاما. يقول:» عايشت كثيراً من الأحداث... كنت كاميرا صورة بدون صوت، وكل صوري تتحدث عني وتصف ذكرياتي الذهبية لدولة الإمارات العربية المتحدة، هذا البلد الذي منحني أكثر مما كنت أحلم به يوماً «.

قال «جاويد» كما يطلق عليه الجميع، ووسط ألبوماته القديمة ومعدات التصوير: «مهنة التصوير كانت موهبة حرصت على تنميتها من خلال اقتناء كاميرات قديمة جداً مازلت أحتفظ بها حتى اليوم، فقد بدأت مشواري في التصوير الفوتوغرافي من خلال مرافقتي لخالتي الفنانة السينمائية الراحلة مينا كوماري، كنت مصورها الخاص، إلى جانب هوايتي في تصوير أفراد عائلتي وأصدقائي في الاستوديو الخاص بي منذ عشرات السنين»، لافتاً إلى أن لحظة قبوله كمصور لحكومة الفجيرة كانت من أسعد اللحظات في حياته، «ووقتها عرفت أن الله كتب لي حياة جديدة مختلفة.

ويتحدث عن لحظة قدومه الدولة عام 1975 في زيارة سياحية لصهره سليم الشريف الذي كان مديرا لبنك دبي الوطني، وفي زيارتهما لأقاربهما في إمارة أبوظبي، ومع قرب موعد العودة كان من المفترض أن يسلم سليم الشريف كاميرا جديدة نوع (CP 16) إلى وزارة الإعلام بأبوظبي في ذلك الوقت. وكان محمد الكندي مساعدا لمدير وكالة الإمارات (وام)، ولكون الكاميرا حديثة التصميم ما يستدعي خبير لتشغيلها وتدريب القائمين على التصوير عليها، فبادر إلى تقديم يد المساعدة نظرا لخلفيته الفنية ودرايته بكاميرا الأفلام ومعدات التصوير الفوتوغرافي، فقام بتجميعها وإعدادها للعمل، وتصادف وجود اجتماع نوقش فيه عن الحاجة إلى مصور في الفجيرة، وتم سؤاله أن كان مهتما بالعمل بوظيفة مصور فوتوغرافي وتلفزيوني لحكومة الفجيرة، فوافق على الفور دون تردد، ومن تلك اللحظة انطلقت رحلته التي تستمر ليومنا هذا.

ويعتبر أول صورة تاريخية التقطها في إطار عمله ويعتز بها إلى يومنا هذا كانت للشيخ زايد بن سلطان – رحمه الله – عندما قدم في زيارة رسمية إلى إمارة الفجيرة عام 1977، وحط رحاله وقتها في الديوان الأميري، ويتحدث قائلا: “لم أكن أعلم بتلك الزيارة الإ عن طريق المصادفة من موظفي الديوان، فذهبت راكضا وأخذت كاميرتي، وكان الجميع سعداء في استقباله وفي مقدمتهم صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي حاكم الفجيرة، وقمت بالتقاط مجموعة من الصور، إلا أن أهمها صورة مؤسس الاتحاد وهو حاملا صحيفة الاتحاد ويقوم بتصفحها، وتعد الصورة تاريخية لأني كنت المصور المحظوظ الوحيد الموجود، فعليا قد لا تتاح لك فرصة مناسبة أخرى لالتقاط صور جيدة وخصوصا وإن التقنية السابقة لا تساعد كما هو الحال الآن. رغم ما اعتبره حظي الجيد كان هناك سوء حظ كذلك عندما تشرفت بمصافحة الشيخ زايد – رحمه الله- لم أحظى بشرف التقاط صورة معه لعدم وجود مصورين آخرين مع الأسف. ويستكمل حديثه:» وجودي في هذا المنصب أتاح لي الالتقاء في الكثير من الشخصيات التي لم نحلم أن نراها، والتقطت صورا لهم وخاصة الفنانين والإعلاميين الذين كانوا يحضرون لإجراء حوارات وعمل برامج من الفجيرة».

ويشير جاويد إلى أنه أثناء عمله عرف قيمة العمل الذي يقوم به وخطورته في نفس الوقت، فهو حريصاً جداً في التعامل مع المسئولين، وخاصة الزوار الذين كانوا يأتون في زيارات للإمارة وبينهم رؤساء ووزراء ورؤساء وزارات وشخصيات هامة. ولذا كان حريصاً على أن يلتقط الصور المناسبة واختيار ما يصلح منها للنشر، كما أنه مستمرا على تصوير المناسبات وحاضرا في أهم الأحداث التي تقام بالإمارة، فقد نقل شغفه وإخلاصه هذا إلى ابنه الذي يعمل معه. وأكد أن شغف التصوير أتاح له تطوير قدراته وإمكاناته وصار يتكيف مع كل تغير يطرأ على الكاميرات والأشكال الحديثة للتصوير.

ولد جاويد في عام 1941 في مومباي بالهند، التحق بالدراسة وأكمل تعليمه الجامعي، بدأ مشواره في التصوير من خلال كواليس صناعة الأفلام في بوليوود. شارك كفنان طفل في فيلم « سندور» عام 1947. لديه أرشيف ضخم من صور الرؤساء والشخصيات الهامة.

 

 

Email