التشكيلي فواز أرناؤوط وقصة عشق الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

افتتن فواز أرناؤوط بسحر الإمارات في مقتبل عمره، منذ قدومه مطلع الثمانينات، قائلاً:«كان لدي طريق سهل للعمل والحياة في وطني وسط أهلي، لكن آثرت المضي قدماً والعمل في الإمارات بروح يملؤها التحدي وإيمان لا يتزعزع بقدراتي تعلمته بشكل كبير من أرض اللامستحيل، لتمثل بامتياز ذهبي تاريخ فني».

«لم تتملكني أبدا أدنى فكرة في أن أكون رائدا في مجال عملي وأنال شرف الإقامة الذهبية في الإمارات»، هكذا يقول فواز حمود أرناؤوط الرائد في مجال الفن التشكيلي والكاريكاتير الذي جعلت شعبيته على المشهد الثقافي بالإمارات واستعداده للسير بفنه في اتجاهات جديدة، من الرواد في نظر الكثيرين.

رحلتنا معه بدأت في أرجاء منزله بدبي الجنوب وبين حنايا مرسمه التي تناثرت فيها أفرشته وألوانه وعدد كبير من رسوماته. إنه فنان تشكيلي من جمهورية سوريا العربية، وكائن مهووس بالألوان، يخط بيده أي لوحة طبيعية تسرق نظره، ومن يتابع تجربته التشكيلية يلفت انتباهه إيمانه جماليا في محبة الحياة.

وقع فواز أرناؤوط، والد لولدين، في عشق الحياة المحلية الإماراتية عندما انتقل للإقامة فيها هربا من التجنيد الإلزامي في أوائل الثمانينيات كقصة ناجح لديه لم ترو، فقد كانت سببا في أن يجد لديه موطنا راسخا في الوجدان، في الوقت الذي كانت دولة الإمارات لاتزال في بداية عهدها مع التطور الحضاري.

وكان القرار بأن تكون لمدة 5 سنوات، إلا أنه منذ ذلك الحين حتى يومنا هذا سخر نفسه لتعزيز الإبداع التشكيلي فيها والمشاركة في تنمية الثقافة الفنية، مؤكدا بأن الإمارات تمثل جزءاً كبيراً من تاريخ فنه وحياته.

من مسقط رأسه بمنبج بحلب ترعرع ونهل بطل حلقتنا اليوم وتأثر بطبيعتها الخلابة، حيث ولد في الثامن عشر من فبراير للعام 1955. حصل على بكالوريوس فنون جميلة من جامعة دمشق في عام 1979، وعمل أثناء دراسته رساما ومخرجا صحفيا لمجلة الأطفال السورية «أسامة»، لمدة خمس سنوات. في عام 1980 سافر إلى دولة الإمارات وبدأ العمل بمجلة أخبار الخليج.

يحمل أرناؤوط مسيرة حافلة تنقل فيها بين عدة وظائف، أولها في صحيفة «البيان» وبعدها في شركة البترول "زادكو"، حتى عاد للعمل في «البيان» إلى اليوم.

قدم عشرات المعارض الفنية الشخصية والجماعية الدولية، وحصد العديد من الجوائز المحلية والعربية، شارك في برامج تلفزيونية ناقلا من رحيق تجاربه الشخصية، عضو في جمعية الإمارات للفنون، إضافة إلى أنه اشتغل على مدارس تشكيلية كثيرة. وتخصص برسم البورتريهات لكبار الشخصيات.

ويقول: «صحيح أن لكل فنان رسالة يؤمن بها وقضية يناضل من أجلها، فأنا رسالتي تظهر للعيان، من يتابع تجربتي التشكيلية والتي مفادها زراعة الجمال وحب الحياة، وغرس أبجديات الفن التشكيلي في أجيال المستقبل.

كما أعمل على تنمية الذوق الفني والرقي بثقافة اللون والشكل استنادا إلى عملي الحالي كرسام ومخرج صحفي سابق للعديد من المطبوعات»، مستذكرا من شريط ذكرياته الذهبية أنه أقام في عام 1985 معرضا في نادي أدنوك، وألقى محاضرة فنية في المجمع الثقافي عن تقنية الألوان والرسم، ولاقت نجاحا كبيرا وكتبت عنها الصحافة وقتها.

وأجمل ذكرياته الذهبية عندما ربت صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على كتفه وفي لقاءات ثقافية مختلفة يتصادف وجوده فيها، تقديرا لجهوده الفنية التي ساهمت في الارتقاء بالمستوى الثقافي في الدولة، ما يؤكد الفطنة والحكمة لهذا الشخصية العظيمة التي تقدر الفن والفنانين.

ويتابع حديثه: «إن عالم الفن التشكيلي منحني أشياء كثيرة، وتاريخ فني بالإمارات كان سببا في حب الناس، وخلق شخصية متميزة وقوية وجريئة، زيادة على أنه ملأ كل أوقات فراغي بأشياء جميلة و ذات رسالة نبيلة كما أنه منحني السند الذي من خلاله أرسل مجموعة من الرسائل الجمالية للمجتمع، وفي المقابل منحت لهذا الفن أشياء ثمينة في حياتي كالحب و العطف والوقت».

Email