«الأطباق الطائرة» بصمة الشهر الفضيل

مع آخر ساعات اليوم الرمضاني، وقبيل أذان المغرب، تلفت الأنظار حركة منتظمة لأطباق طعام طائرة بين بيوتات الحي الواحد، في جو يغلفه الكرم وتتجلى فيه روحية الشهر الفضيل، التي تبعث على التآلف الاجتماعي والتعاضد المجتمعي.

وقد طبعت ظاهرة «الأطباق الطائرة» أجواء رمضان في الإمارات منذ عقود، ولا غرو، فأهلها أهل كرم وجود للبعيد، ما بالك للجار القريب، فلا يرتفع الأذان إلا والموائد عامرة بأصناف الطعام الرمضاني الشهي.

وتتجاوز عملية تبادل الأطعمة تلك مسألة الغنى والفقر، حيث يستقبل الغني من جاره الفقير والعكس، لتقف عند معنى التعاضد وروحية الجود الرمضانية، وتنافساً على الأجور، امتثالاً لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم، الذي رواه الترمذي: «من فَطَّرَ صائماً كان له مِثْلُ أجره غيرَ أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئاً».

ولئن طبعت هذه العادة الزمن الماضي، فإن من الناس من يتمسك بها في عصرنا الحالي، في ارتباط وجداني بهذه العادة التي أضحت طقساً رمضانياً مميزاً، يحيل إلى ذكريات جميلة لزمن جميل.