أشارت الدكتورة رولا أبو خليل، استشاري طب الغدد الصماء في عيادة المستشفى الأمريكي بالبرشا، إلى أن مرضى الغدد الصماء يحتاجون إلى استشارة الطبيب المختص خلال فترة الصيام، وأوضحت أن هذه الغدد تختص بإفراز الهرمونات المنظمة لأعضاء الجسم، حيث تُعَدّ الغدد النخامية والدرقية والكظرية من أهم هذه الغدد، لذلك السماح بالصيام من عدمه يرجع لنوع المرض، وبينت أن أمراض الغدة الدرقية غالباً لا تعيق صاحبها عن الصيام في شهر رمضان، سواء في قصور عملها أو فرط نشاط الغدة، ما دام المريض قد التزم بإرشادات الطبيب المشرف على حالته، وأن الإفطار يكون في حالات نادرة جداً لمرضى الغدد عندما يكون لديهم التهابات حادة في الغدة الدرقية التي قد ينتج عنها حمى يستحيل معها الصيام.

ولفتت الدكتورة رولا إلى أن مرضى الغدد الصماء يقسمون إلى عدة أنواع منها: «فرط نشاط الغدة الدرقية» حيث يرجع لإفراز كميات زائدة من هرمون الثيروكسين، وتظهر أعراضه في تضخم بالغدة الدرقية أسفل الرقبة، ويصاحب ذلك نقصان في الوزن، ورجفان، وخفقان في القلب، ويمكن للمريض الصيام بشرط تناول العقاقير التي يصفها الطبيب المعالج بانتظام، ويعد «قصور الغدة الدرقية» ثاني الأنواع؛ حيث يشكو المريض في هذه الحالة «الوهن»، والإعياء الشديد، ونقص النشاط الفكري والعصبي، ويتم العلاج بتناول هرمون الثيروكسين مرة واحدة يومياً ومن ثم يمكن للمريض الصيام دون أي تأثير جانبي، وفي ثالث الأنواع تحل «أورام الغدة الدرقية»، وليس للصوم تأثير على أورام الغدة الدرقية ويمكن للمريض الصيام، وعلاج أورام الغدة الدرقية عادة ما يكون جراحياً.

وأفادت الدكتورة رولا أنه في حالة التهابات الغدة الدرقية الحادة تؤدي عادة للألم في الغدة وقد تحدث الحمى، مما يجعل الصيام صعباً في المرحلة الحادة من المرض؛ وأما الالتهابات المزمنة للغدة الدرقية فلا تتعارض مع الصوم غالباً بالإضافة إلى أن الحالات التي تكون فيها مستويات هرمونات الغدة الدرقية خارج نطاق السيطرة قد تتطلب مراقبة حثيثة، وربما تأجيل الصيام، بناء على استشارة الطبيب، وبينت أن من مضاعفات خمول الغدة الدرقية، حدوث مشاكل في القلب والاكتئاب، وتلف في الأعصاب، والعقم، والوذمة المخاطية. والأخير هو ظرف خطير للغاية يتطلب الاتصال بالإسعاف فوراً، وتشمل أعراضه الشعور بالبرد والدوار والنعاس.

وأكدت الدكتورة رولا أن الصيام ليس مضراً لمرضى الغدة الدرقية الذين يعانون من خمول في الغدة الدرقية، لأن دواء الغدة يجب أن يتم تناوله مرة واحدة في اليوم فلا بأس من تناوله خلال فترة الإفطار والصيام بشكل طبيعي.