الإمارات جودة حياة راقية للمتقاعدين

 لم يدرك العم صالح أبو أحمد، الذي أفنى عمره في الأعمال الحرة، أن رحلته الأخيرة إلى الإمارات ستغير حياته، فيقرر البقاء فيها، والاستمتاع بما تبقى له من عمر، في ظل ما توفره الدولة من امتيازات وإمكانات عدة للمتقاعدين.

حيث أدركت الإمارات بحكمة وبصيرة احتياجاتِ مرحلة ما بعد التقاعد، وأعدت خططاً مستقبلية لهذه المرحلة الحتمية، وأوجدت بيئة داعمة وصحية لهم، دون التلبس ببعض الصور النمطية، التي تدّعي أن المتقاعد أصبح مسناً أو متواكلاً، أو عاجزاً عن الإنتاجية والعطاء.

 
ووفق تقرير صادر من الأمم المتحدة مؤخراً، فإن أعداد السكان من الفئة العمرية التي يزيد عمرها على 60 سنة، سيزيد من 962 مليوناً إلى 2.1 مليار شخص حول العالم بحلول عام 2050، أما في الدول العربية، فهم أكثر من 28 مليون نسمة «يستمرون في التزايد بشكل متسارع»، وهو ما يقود إلى أسئلة واسعة حول أوضاع هذه الفئة من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والنفسية، بعد بلوغها تلك المرحلة الحتمية.
 
وتقدم الإمارات جودة حياة راقية للمتقاعدين، فمثلاً، استحدثت دبي برنامج «التقاعد في دبي» في سبتمبر 2020، بتوجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، فالتفكير بمرحلة ما بعد التقاعد أو التوقف عن العمل، لم يعد كابوساً مزعجاً، أو مصدر قلق لشريحة واسعة من المقيمين في الدولة، أو المقبلين على التقاعد في العالم، نظراً للمزايا التي يوفرها البرنامج للباحثين عن قضاء بقية أعمارهم في حياة كريمة مفعمة بالحيوية والنشاط والأمل، من خلال الحصول على تأشيرة لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد، وتتوفر للمتقاعدين الذين لا تقلّ أعمارهم عن 55 سنة، ويستوفون المتطلبات اللازمة.
 
فالبرنامج الذي يرتكز على رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الرامية إلى تعزيز مكانة دبي وجهة عالمية مفضلة للزيارة.
 
وكذلك الإقامة والعيش بها، يوفر فرص الاستفادة من نهج الإمارة في الانفتاح على العالم، وسعيها الدائم لترسيخ قيم التعايش والتعاون والتسامح، وتوفير نوعية الحياة المميزة، خصوصاً أن دبي تحتل المرتبة الأولى على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمرتبة 11 عالمياً، ضمن تصنيف أفضل 20 جهة عالمية لاستثمارات رأس المال الجريء لعام 2020.
 
كما أن برنامج «التقاعد في دبي»، فريد من نوعه على مستوى المنطقة، وموجّه لكافة المتقاعدين، سواء من المقيمين في الدولة، أو المقبلين على التقاعد من حول العالم، لتكون دبي وجهتهم، لقضاء أجمل أوقاتهم في مرحلة ما بعد التقاعد، في واحدة من أسرع مدن العالم نمواً وتعدداً للثقافات.
 
والاستمتاع بأسلوب حياة مميز فيها، من خلال إتاحة العروض التنافسية التي من شأنها أن توفر الراحة للمستهدفين، بأعلى المستويات العالمية، ضمن قطاعات الرعاية الصحية والتأمين والعقارات والبنوك، ما يسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية في الدولة، وترسيخ موقعها وجهة عالمية للعديد من الأنشطة الاقتصادية وتخصصات الأعمال.
 
ويمكن اختصار العوامل الرئيسة التي تجعل من دبي مدينة صديقة ومثالية للمتقاعدين، بسبع نقاط أساسية، أولها أسلوب الحياة الفريد، الذي توفره المدينة لقاطنيها، مع خيارات لامتلاك عقارات تناسب أسلوب الحياة العصرية الفريدة التي يرغبون بها.
 
الأمر الثاني هو أسلوب الحياة المريح في دبي، فبالإمكان الحصول على الكثير من الخدمات، والعيش برفاهية، ضمن كلفة معقولة، والأمر الثالث هو الاستجمام بكل ما يندرج تحته من مقومات، مثل الأجواء المفتوحة، والشمس والشواطئ والمتنزهات ومراكز التسوق.
 
وباعتبارها عاصمة فنون الطهو في المنطقة، تقدم دبي مجموعة من التجارب التي تلبي مختلف الأذواق والثقافات والميزانيات، ويمكن الاختيار من بين آلاف المقاهي وعربات الطعام والمطاعم، التي تعكس المأكولات العالمية لأكثر من 200 جنسية مقيمة به.
 
المقوم الرابع هو «أسلوب حياة صحي»، فدبي توفر فرصة الاستمتاع بالحياة في المناطق المفتوحة، من خلال التنزه أو المشي على طول الشواطئ الرملية.
 
وكذلك الاسترخاء في الحدائق الجميلة، وممارسة رياضة المشي في مناطق عدة، ثم يأتي العامل الخامس، وهو الموقع الاستراتيجي لدبي، وسهولة التواصل، فالإمارة تمتاز بموقع جغرافي مثالي بين الشرق والغرب، فيما تسهم البنية التحتية المتطورة من الناحية التكنولوجية، في سهولة التواصل مع الأصدقاء والعائلات، وزيارتهم، بما في ذلك المطارات وشركات الطيران.
 
وعامل الجذب السادس، وهو نظام الرعاية الصحي المتميز، الذي توفره دبي بجودة عالية، ضمن مجموعة من التخصصات، مع وجود أفضل مزودي خدمات التأمين الصحي للشركات المحلية والعالمية، وأخيراً وليس آخراً: «إدارة الميراث».
 
حيث طور مركز الوصايا في مركز دبي المالي، خدمات صياغة وتسجيل وتوثيق الوصايا، لضمان إمكانية تخطيط المتقاعدين لشؤون حياتهم وحمايتها، وذلك وفق رسوم معدة خصيصاً ومتاحة فقط لحاملي تأشيرة التقاعد.
 

الأكثر مشاركة