متحف الشندغة.. بيت الحياة البحرية «اللؤلؤ» "20"

يمثل «متحف الشندغة» حالة فريدة في عالم المتاحف، إذ هو في الواقع يمثل 22 متحفاً في واحد، وهذه المتاحف الداخلية، التي يطلق عليها بيوت الشندغة، تجعل من «متحف الشندغة» حياً متحفياً متكاملاً.

ومن اللافت أن كل بيت- متحف من هذه البيوت يتخصص بعنوان من عناوين الحياة في دبي، ويعرض جانباً من جوانب تراثها الثري، ويعرف بتقاليد الحياة والعمل والتجارة والصناعات المحلية، بطريقة فريدة. في هذا السياق يبرز«بيت الحياة البحرية» قسم اللآلئ، بوصفها صناعة خليجية، ومن أقدم الجواهر النفيسة الطبيعية، وأكثرها قيمة في صناعة المجوهرات، وخصوصاً للأسواق العالمية.

ويوضح هذا القسم طريقة استخراجها، والأدوات المستخدمة، مع شرح جودتها وأنواعها إلى الخصائص الفريدة لقاع الخليج، منذ تاريخه الذي يعود إلى ثمانية آلاف سنة حتى منتصف القرن العشرين، من دون أن تتغير الطرق التقليدية لاستخراجها، لتسهم هذه الحرفة في صياغة الهوية الثقافية والإرث التاريخي لسكان المنطقة، من خلال عرض نماذج من اللآلئ القديمة.

وما تزال هذه التجارة تشكل رمزاً للتراث، بعد إقامة روابط تجارية وثيقة بين سكان المجتمعات الساحلية في الخليج إلى بلاد الرافدين وبلاد فارس ووادي السند، ومصر، ويضم البيت صوراً معروضة لأسماء تاريخية في تلك الحضارات، تحلت باللآلئ في عقودها وتيجانها.

أما الخريطة الضخمة، التي توضح نقاط الهيرات في مياه الخليج «مغاصات اللؤلؤ»، التي استخرج منها الغواصون أجود أنواع اللآلئ، فكانت أغلبها في دولة الإمارات والبحرين، كما توضح إحصاءات الطلب على اللؤلؤ الطبيعي، الذي بلغ ذروته قبل قرن، كيف كانت لآلئ الخليج العربي تسيطر على أسواق التجارة العالمية، خصوصاً بيوت الأزياء والمجوهرات.

كما يتعرف الزائر على طريقة ازدهار اللؤلؤة، وكيف أصبحت ركيزة أساسية لاقتصاد الخليج، وتشكيل دورة حياتها في المحار؛ فيعرض المتحف بدقة لـ«المحار»، منذ أن يكون رملاً أو كائناً رخوياً لافقارياً يتكون من قوقعتين متطابقتين متصلتين برباط مفصلي مرن، إلى تشكل اللؤلؤة في محارة تعيش في هيرات، وبالقرب من أشجار القرم، وفي البيئات المائية الأخرى، وتتغذى على الطحالب والكائنات المجهرية الأخرى، مع عرض صور اللؤلؤة بمراحلها التكوينية من البيضة الملقحة إلى اليرقة حتى البلورة.