متحف الشندغة.. بيت الحياة البحرية «المحامل» "19"

ت + ت - الحجم الطبيعي

في متحف الشندغة، الذي يتضمن 22 متحفاً، أو كما أطلق عليه بيوت الشندغة، يعرض كل بيت عنواناً من عناوين الحياة في دبي. يمثل «متحف الشندغة» حالة فريدة في عالم المتاحف، إذ هو في الواقع يمثل 22 متحفاً في واحد. وهذه المتاحف الداخلية، التي يطلق عليها بيوت الشندغة، تجعل من «متحف الشندغة» حياً متحفياً متكاملاً.

لنأخذ جولة في قسم المحامل (السفن)، والذي يعتبر أحد فروع «بيت الحياة البحرية»، وهو من أمتع البيوت من حيث العرض، عبر الشاشات اللمسية التي تعرف بأنواع السفن وأدواتها وأوزانها مع الرياح والنجوم، وكل شيء حول السفن في دبي بوصفها إرثاً بحرياً عريقاً، وشكلت وسيلة للتواصل بين المجتمعات الساحلية المنتشرة على امتداد الخليج العربي، والبحار الأخرى.

أطلق سكان الخليج العربي اسم المحامل على السفن الشراعية، ليعرج المتحف عبر ممراته إلى صُنّاع السفن في دبي، والعائلات المختصة بالمهنة، وطريقة صنعها بأنواعها، من اللّيحان (الألواح) الخشبية، حسب الغرض من السفينة إن كانت للصيد، أو الغوص على اللؤلؤ، أو التجارة البحرية والنقل، تحديداً في القرن 19 وبدايات القرن العشرين.

وكيف تطورت صناعة السفن بوصفها صناعة لها تقاليد راسخة وتفاصيل ومواصفات، وكيف اختلفت تسمياتها وأماكن صنعها وفقاً للزمن، ليتم تقسيمها إلى فئتين: المحامل كبيرة الحجم المستخدمة في الإبحار إلى مسافات بعيدة، وفئة المحامل المتوسطة الحجم المستخدمة في صيد الأسماك والغوص على اللؤلؤ، إضافة إلى فئات أخرى مثل القوارب الصغيرة لنقل البضائع قرب السواحل.

ويتعرف الزائر عبر الشاشات الذكية واللمس على أنواع المحامل، استناداً إلى الغرض، مثل (السَفّار) لنقل المسافرين والبضائع، و(السَمّاك) وهي الشراعية للصيد أو الغوص على اللؤلؤ، و(المياديف) على القوارب الصغيرة ذات المجاديف، وهناك الماشوّة والبُوم والبقارة والشاحوف والبتيل والسنبوك والبغلة والغنجة، وعن السفن التي اشتهرت فيها دبي مثل (الصَمْعَا) و(العبرة)، بتفاصيل دقيقة، مع توضيح الأماكن المحيطة بورشة بناء المحامل وخياطة الأشرعة.

Email