متحف الشندغة.. بيت التنقل والتجارة "15"

ت + ت - الحجم الطبيعي

يمثل «متحف الشندغة» حالة فريدة في عالم المتاحف، إذ هو في الواقع يمثل 22 متحفاً في واحد، وهذه المتاحف الداخلية، التي يطلق عليها بيوت الشندغة، تجعل من «متحف الشندغة» حياً متحفياً متكاملاً.

ومن اللافت أن كل بيت - متحف من هذه البيوت، يتخصص بعنوان من عناوين الحياة في دبي، ويعرض جانباً من جوانب تراثها الثري، ويعرّف بتقاليد الحياة والعمل والتجارة والصناعات المحلية، بطريقة فريدة.

في هذا السياق يبرز «بيت التنقل والتجارة»، الذي ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالأرض، كالبضائع والاختلاط بثقافات المجتمعات الأخرى.

 

وهنا يوضح «بيت التنقل والتجارة» الغايات المتعددة من التنقل والتجارة، وهي تشمل عقد الصفقات وتبادل البضائع، كما يوضح ظروف الرحلات القصيرة والطويلة للتنقل بين مختلف أسواق المدينة.

أسهمت البيئة الطبيعية المختلفة في التأثير على الحركة التجارية والتنقل في المنطقة، وكيف تأثر شكل النشاط التجاري في دبي، لذا يروي «بيت التنقل والتجارة» الكثير حول معنى التجارة البريّة قديماً في دبي، المرتبطة بالتجارة الدولية، وكيف كان أهالي المناطق الصحراوية والجبلية يتداولون المنتجات المحلية، كما يتناول بالشرح قوافل الإبل، التي تتجه إلى التجمعات السكنية الداخلية لتنقل البضائع المستوردة، ثم تعود منها إلى الساحل محملة بالمنتجات المحلية.

سيرة أسواق المدينة في دبي حاضرة في «بيت التنقل والتجارة»، وهي بالمناسبة كانت أسواقاً متخصصة وكل سوق بهوية خاصة، كما يروي سيرة سكان الشندغة، وكيف كانوا يقصدون أسواق ديرة تحديداً، إذ ينتظرون انحسار المد ليتمكنوا من الذهاب إليه عبر الخور.

وتمتد أسواق دبي، كما تعرضها خريطة معلقة على جدران «بيت التنقل والتجارة»، على منطقة الراس في ديرة، التي تحتوي على أكثر من عشرين سوقاً متخصصاً، كما يروي «بيت التنقل والتجارة» سيرة الاستيراد والتصدير منذ 1894م، والإعفاء الضريبي الكامل للتجار الأجانب حتى حلول القرن العشرين، وكيف عُرف مكتب الجمارك باسم «الفرضة»، وهو أقدم دائرة حكومية في دبي، كما أطلق عليها البعض أم الدوائر.

ويعرض «بيت التنقل والتجارة» للواردات والرسوم الجمركية، خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، من خلال الخرائط الدقيقة والواضحة، وكيف أصبحت دبي مركزاً رئيسياً للاستيراد والتصدير، منذ أن أسهمت الإدارة عام 1894م بتشجيع العديد من التجار للوفود إليها من جميع أنحاء العالم. كما يعرج على العملات المتداولة والخدمات المصرفية، وكيف اختلف على مر السنين، وحول تجارة المواد الغذائية، وأهميتها في تاريخ دبي، وكيف كان التجار يقومون بوزن البضائع بطرق مختلفة، سواء من حيث الكيلو ووحدة المثقال والغرام ووزن الروبية، هذا ويوضح البيت تجارة الأراضي والعقار حسب توفر المياه في الأرض، التي تلعب دوراً في سعرها.

Email