متحف الشندغة.. بيت دبي المعاصرة (11)

ت + ت - الحجم الطبيعي

يمثل «متحف الشندغة» حالة فريدة في عالم المتاحف، إذ هو في الواقع يمثل 22 متحفاً في واحد، وهذه المتاحف الداخلية، التي يطلق عليها بيوت الشندغة تجعل من «متحف الشندغة» حياً متحفياً متكاملاً.

ومن اللافت أن كل بيت - متحف من هذه البيوت يتخصص بعنوان من عناوين الحياة في دبي، ويعرض جانباً من جوانب تراثها الثري، ويعرف بتقاليد الحياة والعمل والتجارة والصناعات المحلية، بطريقة فريدة.

يبرز «بيت دبي المعاصرة»، الذي يعرض تاريخ المدينة، ويسرد كيف ازدهرت تجارياً واقتصادياً وسكانياً وعمرانياً، وأسهمت في استقطاب ممثلي مجتمعات وثقافات من كافة أنحاء العالم، وقصة أهلها وكفاحهم من أجل أنفسهم وبناء مجتمع نموذج قابل على التكيف مع مستجدات العصر والتحولات الاجتماعية والاقتصادية.

قصة دبي تعني التاريخ الممتد الذي تحولت خلاله المدينة من قرية صيد صغيرة لمدينة عصرية متعددة الثقافات؛ في قصة تبدأ قبل نحو مئتي عام، فمنذ 1833، العام الذي استقر فيه آل مكتوم مع قبيلة بو فلاسة في دبي، وهم يرحبون بالتجار وأصحاب الأعمال الجدد بهدف تحقيق التنمية والازدهار، معتمدين على توفير تسهيل الأعمال وتقديم الحوافز، كتقديم الأراضي، ومنح الامتيازات الضريبية للمستثمرين.

فجاءت نتيجة هذه الإجراءات النمو التدريجي، الذي لم يلبث أن تسارع بقوة، خاصة بعد وضع الميناء الحر عام 1902، وخلق الأمن على ضفاف خور دبي وتهيئته للأنشطة التجارية، ليندفع التجار، من بعد، نحو دبي لمزاولة أنشطتهم فيها، والانطلاق منها إلى العالم.

يوضح «بيت دبي المعاصرة»، النمو العمراني، وكيف تطور مساكن أهل دبي من بيوت العريش والحجر المرجاني والطوب اللبني، إلى المباني الحديثة وناطحات السحاب.

ويعرض نماذج للمواد المستخدمة قديماً، مع شروحات لطريقة البناء، سواء بالطوب اللّبني الذي اعتمدوا عليه في بناء الحصون وأبراج المراقبة، أو الحجر المرجاني الذي كان يستخرج من خور دبي لبناء البيوت ذات الطراز المعماري التقليدي، إلى العريش الذي كان يتناسب مع احتياجات الأسرة البسيطة حتى عام 1960، لتأتي مساهمة النفط والقطاعات الاستثمارية في تمويل خطط تطوير المدينة.

وتمضي قصة دبي في النمو والتطور مع ازدياد حركة السكان؛ فحسب الإحصاءات كان عدد سكان دبي عام 1853 نحو 3000 نسمة، ووصل عددهم عام 1901 إلى 10000 نسمة، وفي عام 1939م تضاعف عددهم 20000 نسمة، وصولاً إلى العام 1959 فقد بلغ عددهم 50000 نسمة.

نمت المدينة مع الصروح والمشاريع الأساسية التي تأسست منذ الخمسينيات، ومنها تجريف وتوسيع خور دبي، وإنشاء بلدية دبي ومستشفى آل مكتوم. أما في الستينيات، فتمثلت هذه المشاريع بإنشاء مطار دبي، وقصر زعبيل، وجسر آل مكتوم، وبنك دبي الوطني.. إلى السبعينيات وبناء ميناء راشد، وميناء جبل علي، ومستشفى راشد، واستاد آل مكتوم، ونفق الشندغة.

Email