ما الأولوية في إخراج أموال الزكاة ؟
الجواب وبالله التوفيق:
أولى الناس بزكاة مالك هم الفقراء من قرابتك المسلمين؛ وإن إعطاء هؤلاء أفضل من إعطاء غيرهم، ولك الأجر مضاعفاً إن شاء الله تعالى، حيث جمعت بين خيرين عظيمين: الصدقة وصلة الرحم. فعن سلمان بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذوي الرحم صدقة وصلة». رواه النسائي والترمذي وحسنه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وقال صحيح الإسناد، ولفظ ابن خزيمة قال: «الصدقة على المسكين صدقة، وعلى القريب صدقتان صدقة وصلة».
وفي حديث امرأة عبد الله بن مسعود، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لهما أجران أجر القرابة وأجر الصدقة». رواه البخاري ومسلم واللفظ له.
فإن لم تجد في قرابتك فقيراً، فانطلق بهذه الزكاة إلى الفقراء من جيرانك المسلمين؛ فإن الله تعالى قد أوصانا بالجار أعظم الوصية؛ فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-«ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه» «متفق عليه»، وواجب بره قال ابن بطال رحمه الله تعالى: في هذا الحديث الأمر بحفظ الجار والإحسان إليه والوصاية برعي ذمته والقيام بحقوقه «شرح صحيح البخاري 9/221».
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره» «رواه أحمد والترمذي».
فإن لم يكن في جيرانك فقير، فانظر الجمعيات الخيرية في بلدك؛ فسلمها لهم، وأخبرهم أنها زكاة مال، ووكلهم بدفعها لمستحقي الزكاة من فقراء المسلمين ومساكينهم وغارميهم وأبناء السبيل، فإن في بلاد المسلمين أعداداً لا يعلمهم إلا الله تعالى من المشردين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، يموتون مرضاً وبرداً وجوعاً وعطشاً ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وننوه بأنه قد تختلف الأفضلية باختلاف الأحوال والأزمنة بحسب درجة الفاقة والمجاعة والحاجة الشديدة وغير ذلك من النوازل والبلايا التي تنزل بالناس ويقدر كل حال بحسبه.
هذه الفتاوى بالتعاون مع دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي