فاسألوا أهل الذكر

قراءة الاذكار

أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقول السائل:

هل قراءة الأذكار تكون بعد صلاة الفريضة مباشرة أو بعد صلاة السنّة؟

الجواب، وبالله التوفيق: إن الأذكار الواردة بعد الصلوات المفروضة محلها بعد السلام منها، وليس بعد صلاة السنة الراتبة البعدية.

وقد نصت الأحاديث الواردة في ذلك على أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، كان يقولها إذا انصرف من صلاته، ومن ذلك حديث ثوبان، رضي الله عنه، قال: «كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثاً، وقال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ذا الجلال والإكرام». قال الوليد: فقلت للأوزاعي: كيف الاستغفار؟

قال: تقول استغفر الله، استغفر الله. رواه مسلم في صحيحه برقم 591. وغيره من الأحاديث. وفي شرح النووي على صحيح مسلم [5 /89]: (قوله: «إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثاً» المراد بالانصراف السلام).

وقد نص العلماء على أن الأذكار الواردة عقب الصلاة إنما تقال عقب السلام منها. ففي المغني لابن قدامة [1 /327]: (ويستحب ذكر الله والدعاء عقيب سلامه، ويستحب من ذلك ما ورد به الأثر...)، ثم ذكر الأذكار الواردة عقب الصلاة.

وفي حجة الله البالغة [ص 438]: (والأولى أن يأتي بهذه الأذكار قبل الرواتب، فإنه جاء في بعض الأذكار ما يدل على ذلك نصاً، كقوله: من قال - قبل أن ينصرف، ويثني رجليه من صلاة المغرب والصبح، لا إله إلا الله... الخ، وكقول الراوي: «كان إذا سلّم من صلاته يقول بصوته الأعلى: لا إله إلا الله... الخ، قال ابن عباس: كنت أعرف انقضاء صلاة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بالتكبير.

وفي بعضها ما يدل ظاهراً، كقوله: «دبر كل صلاة». والأصل في الرواتب أن يأتي بها في بيته، والسر في ذلك كله أن يقع الفصل بين الفرض والنوافل بما ليس من جنسهما، وأن يكون فصلاً معتداً به، يدرك ببادئ الرأي، وهو قول عمر رضي الله عنه لمن أراد أن يشفع بعد المكتوبة:

«اجلس، فإنه لم يهلك أهل الكتاب إلا أنه لم يكن بين صلواتهم فصل، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: أصاب الله بك يا ابن الخطاب»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «اجعلوها في بيوتكم».) انتهى باختصار.

ومما سبق يتبين أن محل الأذكار الواردة بعد الصلوات المفروضة إنما هو عقب الصلوات بعد السلام، ولا تؤخر إلى ما بعد الفراغ من السنة الراتبة بعدها إن كان لها سنة راتبة. والله تعالى أعلم.

هذه الفتاوى بالتعاون مع دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي

Email