المستقبل حاضر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تجديد طاقة الأرض نقيض التشاؤم والروح الانهزامية.. علينا محاربة هذه المشاعر لأنها تستنزف قدراتنا وتقودنا إلى اليأس

 

من الآن فصاعدا، وعلى امتداد مئات السنين، سيعمل الكون على تقديم العون لمحاربي الضوء، في الوقت الذي سيقاطع المغرضين. وستحتاج طاقة الأرض إلى تجديد نفسها، وستتطلب الأفكار الجديدة فضاءات.

وأما الجسد والروح، فسيحتاجان إلى تحديات جديدة. أما وقد تحول المستقبل إلى حاضر، فإن الأحلام كلها، ما عدا تلك التي تنطوي على أحكام مسبقة، ستحظى بفرصة إظهار نفسها.

وما كان مهما سيبقى كذلك، أما الذي لا جدوى منه فسيختفي، ولهذا السبب يعمل المحاربون على تجاهل أي انتقاد موجه إليهم، عندما يرون كثيرا من الناس، يبدي رأيه في كيفية التصرف أو العمل، مدركين أن مهمتهم على الأرض لا تعطيهم الوقت الكافي للاستمرار في شرح كل ما يقومون به.

والمحاربون أيضا يتفادون التعليق على سلوك الآخرين، فمن أجل الإيمان بالمسار الذي يسيرون عليه، غير مطلوب منهم إثبات أن طريقة الآخرين خاطئة، فمن يتصرف على هذا النحو لا يثق بخطواته.

 

مكافحة الظلم

يقول عالم الأحياء البريطاني تي إتش هكسلي:

«إن عواقب أفعالنا تشكل فزاعات للجبناء وإشعاعات من ضوء للحكماء. والعالم كرقعة شطرنج، تشكل بيادقها لفتات من حياتنا اليومية، وقواعد اللعبة هي ما يطلق عليها قوانين الطبيعة».

وعلى الرغم من تركيز محاربي الضوء على ما يقومون به، إلا أنهم لا ينظرون إلى المظالم بعين لا مبالية. ويدركون أن كل شيء يمثل شيئا واحدا، وأن تصرف كل فرد يؤثر على كل سكان الكوكب، وإذا رأوا أحدهم ضحية هجوم حشد من الناس، يستخدمون سيوفهم لإعادة الأمور إلى نصابها.

لكن، على الرغم من انهم يحاربون الاضطهاد، لا يحاولون إصدار أحكام على المضطهد أبدا، فكل منهم سيُسأل عن أفعاله أمام الله، ولهذا السبب، ما إن ينجزوا مهمتهم، حتى يتوقف محاربو الضوء عن النطق بكلمة واحدة، فمحاربو الضوء هم في العالم لمساعدة إخوانهم وليس لإدانة زميلهم الإنسان.

 

تجنب التشاؤم

في سبيل تجديد طاقة الأرض من الضروري أن يكون المرء مدركا أن التشاؤم معد، والروح الانهزامية معدية، كذلك فقدان الأمل، والناس الذين يتصفون بما يكفي من التعقل لرؤية تلك الهالات، التي هي عبارة عن ذبذبات من الطاقة كامنة في الإنسان، يلاحظون انه قبل أن يخترق المرض الجسد، فإن جزءا من الطاقة الحيوية ينضب بسبب القلق وعسر الدماغ. وكل ما نزرعه اليوم سيعاد إلينا بطريقة ما، في دورة تشبه كثيرا، تلك التي نراها في الطبيعة.

 

القبول بأخطاء محدودة

قال الفيلسوف الألماني نيتشه، يوماً: «لا جدوى من فتح نقاش حول كل الأمور، فجزء من حالة الإنسان هو أن يخطئ مرة كل حين».

ولكن، جميعنا يعرف أناسا يصرون بالمطلق، على انهم محقون، حتى حدود أصغر التفاصيل، كما أننا شخصيا، وفي مرات متعددة، نكون في هذه الفئة من الناس، فلا نسمح لأنفسنا أن نرتكب خطأ. وكل ما نجنيه من اتخاذ موقف كهذا، هو الخوف من الاستمرار قدما في الحياة، ذلك أن بعض الخطوات تتطلب منا قرارات جديدة لا علم لنا بنتائجها. والخوف من ارتكاب الأخطاء هو الباب الذي يوصد علينا لنبقى قابعين في قلعة متوسطي القدرة، وإذا تمكنا من التغلب على هذا الخوف، نكون قد خطونا خطوة مهمة نحو حريتنا.

 

التحلي بالشجاعة

إننا ملزمون، دون ادنى شك، بالتحلي بالشجاعة، في سبيل التحلي بالقدرة على مواجهة هذه اللحظة الإنسانية الجديدة المفروشة أمامنا، وغاية السماح للأفكار الجديدة في أن تحظى بفضاء، ولكي تتجدد طاقة الأرض. وهذا يكون بأنواع كثيرة تشمل الشجاعة في مواجهة الأحكام المسبقة، والشجاعة في التحلي بالإنصاف والعدل، وفي فهم كل ما يؤثر على تاريخ العالم. والشجاعة في أن نخطو في المجهول، مع إدراكنا أننا سنخطئ بعض الأحيان.

قامت العناية الإلهية بمهمتها بعد أن وضعتنا على قبة العالم، وهي الآن تتأمل فينا بمحبة، وتطلب منا أن نؤدي المهمة المنوطة بنا.

Email