قوّتنا كبيرة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تحكي ليماه غبووي، الفتاة التي كانت في الرابعة عشرة من العمر، عندما تولّى الديكتاتور شارل تايلور، السلطة في منروفيا، ما أدخل البلاد ليبيريا- في صراع دموي قبلي، عن قصة نضالها ورفيقاتها، في مواجهة الديكتاتورية والظلم والحرب الاهلية، موضحة أنه على خلفية قناعتها، أن للنساء دورا ينبغي عليهن القيام فيه من أجل كبح الرعب، أسست " منظمة نساء ليبيريا من أجل السلام"، التي ضمت نساء مسيحيات ومسلمات، ذلك كأول تجربة من نوعها في البلاد.

وكان الهدف الأساسي، جمع الصوت من أجل إرغام شارل تايلور وأنصاره، على الدخول في مفاوضات للسلام. وموضوع تلك التجربة التي خاضتها ليماه ورفيقات دربها، يشكل مضمون هذا الكتاب" قوتنا كبيرة"، إذ تقدم فيه تجربتها.

والتي كانت تعني، وبعمق: "التزاما عميقا"، فضلا عن أنها تقدّم صورة بلاد إفريقية، عاشت حربا أهلية طويلة، لكنها رأت الأمل يولد منها، مجددا. وهذا بالإضافة إلى القيمة الوثائقية الكبيرة عن ليبيريا، خلال فترة دقيقة ومضطربة من تاريخها. والكتاب هو قبل كل شيء شهادة عن "قوة المرأة" وقدرتها على المساهمة في مصير بلادها.

وتشير المؤلفة إلى ذلك العمل الوثائقي، الذي قدمته قناة تلفزيونية أميركية عام 2008، عن مجموعة من النساء الشجاعات والبصيرات، اللواتي كن يطالبن بإحلال السلام في بلادهن: ليبيريا. وكانت مظاهراتهن وحركتهن، قد آلت إلى إرغام شارل تايلور على الرحيل، وانتخاب ايلين جونسون سيرلين للرئاسة، لتكون بذلك أول امرأة، تشغل مسؤوليات رئيس دولة، في تاريخ القارة الإفريقية الحديث.

وتؤكد ليماه غبووي، أن الحرب الأهلية الليبيرية، مزّقت حياتها، وأودت بحياة العديد من أهلها وأصدقائها. وخرّبت بلادها وحطمت آمالها كفتاة تحلم بالمستقبل. كما تكشف عن أنها عرفت كابوس العنف من زوجها، ولكنها وجدت الشجاعة لتحويل مرارتها إلى فعل، مبينة أنها وجدت نفسها مدفوعة إلى ذلك، على خلفية وعيها بأن المرأة الليبيرية كانت الضحية الأولى للنزاع الدموي الذي كانت تشهده البلاد.

وعلى خلفية قناعتها أن النساء باستطاعتهن توليد قوة لا تقهر، إذا عملن كيد واحدة، وأن عليهن القيام بذلك، إذ يقع عليهن القمع الأكبر في حالة النزاعات طويلة الأمد.

تروي المؤلفة، في الكتاب، لحظات دقيقة عديدة، في مسيرة كفاحها من أجل السلام في بلادها. ومن بينها: لقاؤها الرئيس شارل تايلور.. لقاء عام في ساحة بلدية مونروفيا، حيث كان يتوجدد حوالي ألف امرأة وبعض رجال الدين. وكان أنصار تايلور والجنود يختلطون مع الجمهور، كما كانت وسائل الإعلام حاضرة بكثافة. وتصف المؤلفة ذلك الجمع المختلط، من خلال مثل شعبي ليبيري، يقول ما مفاده: " المطر المفاجئ، يدفع الخروف والتيس إلى الملجأ ذاته".

ومن ما تنقله أنها قالت في كلمتها للجمهور يومذاك: " .. في الماضي كنا نصمت (...) لكن بعد أن عانينا من القتل والاغتصاب وتجريدنا من إنسانيتنا.. وعرفنا المرض ورأينا أطفالنا وعائلاتنا تُدمّر، علمتنا الحرب أن المستقبل أن نقول لا للعنف ونعم للسلام. وإننا لن نتراجع قبل أن يحلّ السلام في بلادنا".

لكن..لم يأت الرئيس تايلور في ذلك اليوم. وربما كان ذلك أفضل، كما تقول المؤلفة، مضيفة: "علمنا، في ما بعد، أن حرّاسه كانوا قد تلقوا الأمر بضربنا بالهراوات إذا قمن بالتظاهر في الشارع. هكذا أعطينا الرئيس ثلاثة أيام للرد على مطالبنا".

وتلفت إلى أنه لم يرد عليهن الرئيس. فقامت المظاهرات بالنسائية تحت شعار "المطالبة بالسلام"، بعيدا عن أية "مطالب حزبية، وعن السياسة عموما. وكان اللباس الأبيض، اللون الذي ارتدته النساء، في اشارة الى السلام. وتصف المؤلفة الحركة التي أطلقت عليها، مع رفيقات دربها، تسمية "العمل الجماهيري من أجل السلام"، نوعا من "الانتفاضة العفوية".

وتشرح أنه بعد أسبوع من التظاهر المستمر أمام البرلمان، جاء موفد الرئيس تايلور واقترب من مؤلفة هذا الكتاب قائلا: "لدى رسالة" وأضاف : "الرئيس يريد مقابلتكم".

هكذا، ومع نساء ليبيريا ساعدت ليماه غبووي، بلادها على إحلال السلام وأصبحت إحدى النساء اللواتي ساهمن في تغيير مسار تاريخ ليبيريا.

 

 

 

 

 

الكتاب: قوتنا كبيرة

تأليف: ليماه غبووي

الناشر: بيست بوك نيويورك 2011

الصفحات: 256 صفحة

القطع: المتوسط

 

Mighty be our powers

Leymah Gbowee

Beast Book

New York - 2011

256 .P

Email