i روايات خالدة

جوستين

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ينحدر دوناتيان ألفونس فرانسواز، الملقب بالماركيز دو ساد 1740 ـ 1814 ،من عائلة فرنسية أرستقراطية عريقة، تعلم في طفولته على يد عمه آبي دي ساد، الذي كان مثقفا ماجنا، زوجه والداه من رينيه دي مينتري، وهي ابنة إحدى العوائل البرجوازية الغنية، التي أعجبت بهذا الشاب الوسيم، فوافقت عليه في الحال.

وسكن الزوجان في أحد القصور بالقرب من باريس، إلا أن الزواج لم يغير شيئا من طباع الماركيز، فسرعان ما بدأت أخبار فضائحه الجنسية تنتشر وتصبح على كل لسان، حتى دخل السجن أكثر من مرة بسبب فجوره وتعذيبه للنساء والرجال أيضاً. كتب عدة روايات منها أعمال روائية أبرزها: 120 يوما في سادوم أو مدرسة الفجور « (1785 ،والتي اعتبرت من أبرز رواياته وأكثرها إثارة للنفور،حيث تروي قصة أربعة أشخاص يسجنون 42 ضحية في قلعة ويجرون عليهم طرقا شتى من التعذيب الجنسي. و«ألين وفالكور» و«تعاسة الفضيلة» و«يوجني دي فارفال» أو جرائم الحب و«خطاب مواطن باريسي إلى ملك الفرنسيين» و«الفلسفة في المخدع» و«جوستين» أو تعاسات الفضيلة، وتبعت ب«قصة جولييت، أختها»،(روايتان متلاحقتان) وجرائم الحب.

وعلى الرغم من ممارسته للعنف الجسدي واحتواء أغلب قصصه ورواياته على القتل وإراقة الدماء، إلا أنه لم يقترف جريمة إلا في الخيال. وكتب عن نفسه قائلا «لقد تخيلت جميع أنواع المعاصي لكني بالتأكيد لم اقترفها كلها ولن اقترفها».

من اسم ماركيز دو ساد، اشتقّت كلمة «سادية»، وروايته«جوستين» هذه تعدّ من أكثر الروايات مجوناً وعربدة في التاريخ، وأعتبر مؤلفها رجلاً معتوهاً، أمضى نصف حياته في مصحّة عقلية. وفي الواقع، فإن المؤلف قد ترجم خيالاته المحمومة عن الألم إلى ضرب من الأدب.

كتب الماركيز دو ساد رواية «جوستين» في أسبوعين أثناء ما كان معتقلاً في عام 1787 في سجن الباستيل الفرنسي الشهير. وهي لم تتعد الـ 187 صفحة في بادئ الأمر، ولكنها وصلت إلى 4 آلاف صفحة في عشرة مجلدات، عندما تبعها بأجزاء عن أخت جوستين، جولييت في عام 1801، وكتبها بأسلوب كلاسيكي تقليدي. والرواية كلها مكتوبة بضمير المتكلم.

ومن شدة فضائحيتها، أمر نابليون بونابرت بإيقاف مؤلف هذه الرواية، وأودعه السجن طوال الثلاثة عشر عاماً الأخيرة من حياته. وقد وصف نابليون رواية جوستين بأنها «أوضع كتاب ظهر على الإطلاق بخياله المنحرف المريض».

وقد تعرضت الترجمة الإنجليزية إلى الرقابة والحجب في الولايات المتحدة في الثلاثينات. ولم تنشر إلا في عام 1953 من قبل دار أولومبيا بريس.

وتتعلق حبكة الرواية بشخصية جوستين، 12 عاما، وهي تعمل خادمة، وتتبعها الرواية حتى عمر الـ 26 عاماً. تبدأ الرواية المكونة من خمسة وعشرين فصلاً، بجوستين، وهي فتاة من عائلة مرموقة وابنة مصرفي شهير أفلس، مات وترك ابنتان هما جوستين وجوليت، وتحافظ جوستين على الفضيلة ولا تريد الانخراط في الرذيلة، رغم انسياقها إليها، بينما تنحدر أختها في هذه العوالم لتقيم علاقات حميمة مع المشاهير والسياسيين، وتوقع في حبها الرجل الثاني في الدولة لتكمل إشباع نفسها بالمال والسلطة.

أما جوستين، فقد سلكت طريقاً آخر، بعد أن أستلمت حصة من ورثة أبيها، وتبحث عن العمل، لكنها تقع في يد صاحبة دير، لتغويها بخدمة رجل غني وتفاجأ بمقاصده البعيدة عن العمل، فتهرب مرة أخرى، لتعمل مدة ثلاث سنوات عند تاجر بخيل مقتر، يلفق لها تهمة سرقة عقد من الماس، فتدخل السجن للمرة الأولى، وتعرف امرأة تخطط للهروب فتحرق السجن وتهرب معها جوستين، وتقع في يد عصابة تديرها المرأة التي عرفتها بالسجن، وتشركها في الجرائم.

لكنها تعطف على الرجل الذي يسرقون ماله، وتتمكن من فكّ أسره وإعادة المال إليه، وتهرب معه، لكنه يغتصبها في الغابة وينتهي إيمانها بالفضيلة. وهكذا تسوقها الأقدار للعمل عند رجل شاذ، هو وخادمه.

يحاول إغراءها بالمال بعد خمس سنوات، لتقتل عمّته الغنية التي تسكن معه، فيكتشف خيانتها، وتتخلص منه بعد تعذيبه لها. وتقع بين يدي طبيب وتكتشف جريمته وإقدامه على حبس ابنته لترويعها، وتحاول مساعدتها ولكنه يمسكها ويعذبها ويسمّها.

وتخوض جوستين غمار الحياة، وتتفتح أمامها آفاق الأمل عندما ترى كنيسة نائية، تتوجه إليها، أملاً بالخلاص من العذاب، وتصلها ليلاً وقد أغلقت الكنيسة أبوابها، وتطلب من الخادم أن يساعدها، فيأتيها الأب، ويستمع إليها، من ثم يطمئنها ويطلب منها أن تتبعه.

ولكنه ما إن يبتعد قليلاً حتى يناديها ب«العاهرة»،ويدخلها إلى زاوية آمنة، لتجد الآباء الأربعة في الكنيسة، وتبدأ معاناتها من جديد. وتعثر هناك على فتيات أخريات وقعن في فخ الآباء الفاجرين.

تهرب بطريقتها لتقع بين يدي الرجل الذي يستمتع بمرأى الدم يسيل من زوجته، وتكون هي مساعدة لزوجته، فتحاول الإبلاغ عنها لتجدها مسجونة معذبة، وتهرب بعدها لتوقعها الأقدار في يد الرجل الذي اغتصبها المرة الأولى، وقد أصبح تاجراً للرقيق، أو بمعنى آخر للفتيات الأبكار، وتخرج منه لتنقذ رجلاً مصاباً فتصبح سجينته ويعذبها.

هكذا يأخذ الكاتب قارئه في سلسلة من متواليات التعذيب والعنف والفحش، لكي يشرح فلسفته التي تعتمد على أن الإنسان عبد لغرائزه الحيوانية. وتتخلل الرواية كثير من النقاشات بين الشخصيات، كلها تدور حول فلسفة الرجل السادي وكيفية التعامل مع ضحيته المرأة.

الكتاب: جوستين

تأليف : مركيز دو ساد

الناشر: جي. في. جيروارد 1791

الصفحات: 252 صفحة

Marquis de Sade

Justine

Publisher J. V. Girouard 1791

Publi

شاكر نوري

Email