الإماء الشواعر

الإماء الشواعر

ت + ت - الحجم الطبيعي

مؤلف كتاب «الإماء الشواعر» هو «أبو الفرج الأصبهاني علي بن الحسين بن محمد من أئمة الأدب والأعلام في معرفة التاريخ والأنساب والسير واللغة، ولد في أصبهان سنة 284هـ وتوفي في بغداد سنة 356 هـ، وهو صاحب كتاب الأغاني المشهور.

أما كتابه: «الإماء الشواعر» فإنه يظهر براعة النساء الشواعر وهنّ يقفن مع شعراء العصر العباسي ويشهد لهن بالشاعرية الفذة مقدماً صوراً نادرة عن مجالس السحر في بغداد: إبان عصرها الذهبي ويضم الكتاب نوادر ثلاث وثلاثين شاعرة عباسية.

من الكتاب: فضل الشاعر اليمامية جارية المتوكل، كانت فضل مولّدة من مولدات البصرة، وبها نشأت كان مولدها باليمامة، وتقول هي: إن أمّها علقت بها من مولى لها من عبد القيس، وأنه مات وهي حامل بها، فباعها ابنه فولدت على سبيل الرق، حتى اشتراها محمد بن الفرج وأهداها إلى المتوكل، وكانت سمراء حسنة الوجه والقد والجسم، أديبة فصيحة سريعة الهاجس مطبوعة في قول الشعر متقدمة لسائر نساء زمانها فيه.

ولما دخلت فضل الشاعرة على المتوكل يوم أهديت له قال لها: أشاعرة أنت؟ قالت هكذا يزعم من باعني واشتراني فضحك وقال: أنشدينا شيئاً من شعرك فأنشدته هذه الأبيات:

استقبل الملك إمام الهدى

عام ثلاث وثلاثينا

خلافة أفضت إلى جعفر

وهو ابن سبع بعد عشرينا

لا قدس الله امرأ إن لم يقل

على دعائي لك: آمينا

فاستحسن الأبيات وأمر لها بخمسين ألف درهم وأمر عريباً فغنت بها.

وحدثني محمد بن العباس اليزيدي، قال كتب بعض أهلنا إلى فضل الشاعرة:

أصبحت صباً هائم العقل

إلى غزال حسن الشكل

أضني فؤادي بعد عهدي به

وبعده مني ومن وصلي

منية نفسي في هوى فضل

أن يجمع الله بها شملي

فأجابته

الصبر ينقص والسقام يزيد

والدار دانية وأنت بعيد

أشكوك أم أشكو إليك فإنه

لا يستطيع سواهما المجهود

إني أعوذ بحرمتي لك في الهوى

من أن تطاوع فيّ قول حسود

m_alfahed@yahoo.comمحم

Email