الحب الضائع في زمن رحيل كيوبيد

الحب الضائع في زمن رحيل كيوبيد

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

«يا حبيبي ونبض قلبي ونور حياتي.. يا ابتسام ليلي ونهاري وذكرياتي» كلماتٌ هي تملأ بها «ثومة» مع منديلها الوردي ـ المكان حباً، والقلب نبضاً، والروح تسامياً، والخيال تحليقاً، والذكريات، واقعاً، ودمع دافئ على الوجنتين يعلن حالة حب؟ هي كل ذلك وأكثر.. الرومانسية.. الاحتواء.. وكل الدنيا.. هي الإنسان في أجمل حالاته وأحلى صوره. هي العالم كله في راحة اليد..

هي العطاء في بذخ.. والتفاني بلا حدود.. والهمس والجهر معاً.. هي الزهور والربيع والتمايل مع نغم.. هي كلمات شاعر.. وشطحات فنان.. هي الخط البلاتيني الفاصل فيما بين الواقع والتمني.. هي المعنى الإنساني للحياة.. إنها الرومانسية.. رومانسية المشاعر والشكل ومنهج حياة؟ عندما تكون عطاء، يهمس الشاعر جمال نجيت قائلاً: «أهديكِ عمري وحسي وجوارحي.. أهديكِ جرحي هو اللي باقي في دنيتي لما خلص فرحي» ... «مش باقي مني غير شوية قوة في إرادتي... على شوية شعر في خطي ... حاسبي عليهم وانتِ بتخطي وبتعطري شطي»

أين هي الآن؟ أين الإنسان؟ وأين الكلام؟ أين الابتسام ودفئ الأحضان؟ ولمعان العيون ومد جسور بين الكون؟ رحلوا.. تاركين وراءهم الأطلال.. فضاء مليء بالأشباح ووجوه لا تعرف لها تحت الشمس مكان؟ ربما! ولكن وبكل يقين.. هو رحيل كيوبيد عن عالمنا.. لملم سهامه وحمل جعبته وذهب في البعيد، يبحث عن أناس ينتظرونه.. مرحبين... «بالحب عايشين وعلى الأمل معولين» مرة أخرى علامة استفهام حائرة تفرض حضورها لماذا رحل كيبويد؟ لأنه ضل الطريق إلى عالم لا يحتاج ولا يحيا بالحب، إيقاع لاهث مجنون يحكم الإنسان ويحوله لشيء، رحلت الكلمات وحلت مكانها الأرقام، وقعت اللوحات من فوق الجدران، مكانها عليه لوحات تعكس سباق زمن محموم بحلم الثراء.. والغد عنده هو البنيان وأرصدة بالكوم في الحسابات، والطموحات جعلت من الإنسان «بلوناً» محقونا بهليون يحلق في غوغاء في فضاء أجوف، لا يحط برحاله على الأرض ليبدأ مسيرة حب كان..

غابت الكلمات ومكانها أجوف مليء بالصراخ ومعانٍ لم يعرفها الإنسان، تلوث صوتي حل مكان الهمس والشعر والنثر، تلوث ضوئي طغى على جماليات القمر «ليلة التمام».. فتخلى عن العشاق، وابتلع ضوءه في السماء. رحل المتحدثون باسم الحب، وتركوا أماكنهم خاوية، غاب إحسان عبد القدوس عندما كان يتساءل دائماً: «هل في حياة كل منّا وهم كبير اسمه الحب الأول؟ رحل من دون جواب، غاب صوته عن المذياع في منتصف كل ليلة عندما ينهي أحد برامجه بقوله «تصبحون على حب». غيّب الموت حليم الذي علّم الناس كيف يحبون، وكانت «قارئة الفنجان» آخر ما شدى به العندليب ولم يصدق عندما قالت له العرافة قارئة الفنجان» إن حبيبتك يا ولدي امرأة بلا عنوان»!

غاب وغاب اللحن والكلمات ونبض القلوب وسهر العيون، غابت أم كلثوم بعد أن دافعت عن الحب والرومانسية من خلال كلمات مرسي جميل عزيز وألحان الموسيقار مرهف الحس بليغ حمدي، عندما قالت: «يا اللي ظلمتو الحب وقلتوا وعدته عليه.. قلت عليه مش عارفه إيه.. العيب فيكم يا في حبايبكم، أما الحب يا عيني عليه» فعلاً.. «يا عيني عليه يا ثومه».. رحلت ولم يخطر لك في كوابيسك ما نحن فيه وعليه الآن!

عولمة المشاعر مستباحة.. التحكم في نبض القلوب جزء من بحث في معمل.. الرضا والجمال انتحرا معبرين عن استيائهما من زمن بلا حب.

كل شيء من حولنا رافض المشاعر الرومانسية، ازدحام وضجيج وصراع هنا وهناك، وحقد يملأ العيون ويقبض من الصدور، مشاهد عنف ودماء وضياع الإنسان بين واقع وتمني.. ألفاظ نابية أصبحت سيدة الكلمات، قرع الطبول وكليب «بيدور في غثيان محموم» يتربع على عرش الغناء..

وماذا عن الفنون؟

زمانها ولى وراح، لغة الرقي وملابس النخبة الناعمة والسعي وراء ما هو جميل «ذهب مع الريح»، دماء وضرب ولغة غريبة ومفردات ليست في الإمكان من مكان، أفرزت إنسانا غير الإنسان، إنسانا مغتربا تائها، ضل طريقه، يصهر بأحجار المكان، ويتمنى أن يكون له مكان تحت الثرى ينتظر فيه الحساب.. فالدنيا ليست بمكان!

انعكس غياب الرومانسية على الفن السابع العربي والعالمي حتى وصل بالسينما العالمية لمرحلة مخيفة مما يعرف باسم سينما الخيال العلمي، مستخدمين في ذلك تقنيات تفرز أشكالا وهياكل بشرية، نصفها إنسان والنصف الآخر حيوان.. أشكال تجرح العين وتدمي القلب وتصادر طفولة الصغار، وانعكاس كرتون مقزز يخافه الكبار قبل الصغار، كرتون رصد نفسه لنقد المجتمعات، منها سلسلة حلقات «سمسون» التي تواكب تحركات المجتمع الغربية إلى الوصول بالإنسان لمرحلة «التشيؤ».

تجريد وسيريالية تجتاح لسنوات لحل ألغازها ومضمونها، احتلت مساحة اللوحات في كل مكان، لماذا؟

لغياب عباقرة الفن الأصيل، غياب «يوجين دي لاكروا» الذي أسرى الفن التشكيلي الفرنسي العالمي بإبداعات غاية في الرومانسية والجمال وهو رائد من رواد المدرسة الرومانسية في الفن التشكيلي، ويقول النقاد عنه، إن طريقة استخدامه للألوان والخطوط لها أكبر التأثير على الرسامين الانطباعيين وعلى رموز الفن الحديث وعلى رأسهم «بيكاسو».

ومن أشهر لوحات دي لاكروا وله في فرنسا في العام 1978 ـ أشهرها «تيهية في المقابر» وتعكس فتاة وحيدة تجلس وسط المقابر، تسأل السماء الرحمة وهي لوحة تجسد رومانسية الضعف الإنساني تجاه فكرة الموت.

ويعتبر دي لاكروا أشهر رسامي القرن التاسع عشر وهو رائد الحركة الرومانسية في الفن، بلغت مجموع لوحاته أكثر من 850 لوحة.

ومن معتقداته الفنية بأنه لا يرسم بالضرورة كل ما يراه، وإنما ما رآه من قبل ويخشى ألاّ يراه في مرة أخرى فكانت لوحاته من هنا نوعاً من السجل المرسوم لأفكاره، توفي العام 1863.

ويعتبر الفنان «بول كلي» الذي عُرف أسلوبه في الفن التشكيلي باسم «الرومانسي البارد» وذلك في التعقيب على أكبر معرض لأعماله نظمه في العام 1914.

وقد كتب الفنان وقتذاك قائلا «الرومانسية هي المفتاح الناجح للأعمال الخالدة».

وقد تأثر بول كلي كرسام بالدرجة الأولى بالفنان جويا وبالأسلوب التعبيري لكل من جيمس إنسور وألفريد كيبان، فقد زار ما بين عامي 1908 ـ 1912 معارض عدة في موناكو مما سمح له باكتشاف أعمال فان جوخ وماتيسي وسيزان.

وبين واقع دموي، ورومانسية قررت الرحيل ربما للأبد نجد أنه ما زالت في الذاكرة ومحفورة في القلب والوجدان الأعمال السينمائية والعربية ولن تشق طريقها إلى عالم النسيان، لأن تأثيرها كان أكبر بكثير من مساحة محدودة في اللاشعور.

من الأفلام العالمية الرومانسية ذهب مع الريح لكلارك جيبل، رجل وامرأة من السينما الفرنسية الرومانسية من إخراج كلود لولوسن، تلعب الدراما الرومانسية الممزوجة بإخراج مميز وألوان لا تتعدى ظلال العاجي والبني الفاتح، وهما لونان يؤثران على عواطف الإنسان، كما أكد النقاد، وذلك عندما عرض الفيلم في هوليوود والقاهرة في الستينات من القرن الماضي.

الطاحونة الحمراء الذي عرض في العام 2001 للمخرج باز لورمان الذي أعاد بفيلمه هذا قصص الحب القديمة الكلاسيكية مثل روميو وجولييت، وغيرها الكثير من التراث الروماني في الفن السابع.

وبالنسبة للسينما المصرية، فكان عصرها الذهبي في السبعينات عندما نقلت معظم روايات إحسان عبد القدوس للسينما وقامت ببطولة معظمها الفنانة الكبيرة نبيلة عبيد وسعاد حسني ونادية لطفي، وهو العصر الذهبي لرومانسيات السينما المصرية، التي تحاول أن تعيد أمجادها حالياً وسط موجة أفلام العنف والعشوائيات وبحور الدم التي صبغت السينما المصرية.

من أهم هذه المحاولات الحديثة، «عن العشق والهوى» من بطولة منى زكي وأحمد السقا ومنة شلبي، و«أبو علي» من بطولة كريم عبد العزيز ومنى زكي أيضاً، و«احكي يا شهرزاد» من بطولة منى زكي التي تألقت في أفلام الرومانسية وكأنها تعيد اعتبار السينما المصرية، وقت عصرها الذهبي، وفيلم «ألوان السما السبعة» لليلى علوي وأحمد الفيشاوي، وفيلم «انت عمري» لنيلي كريم وهاني سلامة و«السلم والثعبان» لحلا شيحا وهاني سلامة.

ربما نجد في الأجيال الجديدة حلم الرومانسية القديم الذي قدمته فاتن حمامة ونادية لطفي ونبيلة عبيد وميرفت أمين ونجلاء فتحي.. ولكن كيف تشق رومانسيات الألفية الثالثة في الفن السابع طريقها وسط العولمة والعنف و«الحب الالكتروني» ورسائل المحمول؟ إذا ضل النهر طريقه بين الأحجار فلابد له أن يخلق روافد جديدة!

والحب بمعناه الواسع سمة من سمات الإنسانية في كل مكان وزمان مهما كانت الصعوبات والتحديات والصراعات، فالأسرة الواحدة تستمد استمراريتها من الحب فيما بين أفرادها، هو الحب نفسه الذي يجعل الأم تصفح عن شطحات أبنائها، وهو الحب ذاته الذي يجعلها تترفع عن إحباطاتها وأن تجري الدعوات لأبنائها وزوجها وكل من حولها، تجري على لسانها، مجرى الدم في العروق، الحب هو وقود الصبر على المنغصات اليومية، على طرق مكتظة وكأنها يوم الحشر.

وعلى مشاكل عمل لابد والتعايش معها في سلام ووئام، والحب هو المُبرّد لغليان الأسعار وارتفاع ثمن كل شيء في ما عدا الإنسان، فهو القيمة التي لا تقدر بثمن ولكنها أرخصه.

بالحب وحده تكون العبادة خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى، به ومعه يكون الصبر على الاستقامة وإقامة شعائر الإسلام والأديان المختلفة، هو الطريق إلى الجنة عندما يرتفع الحب ويختزل في حب الله ورسوله عليه الصلاة والسلام، هو تقديم الشهيد نفسه بكل الحب راضياً مرضياً للوطن، فيكون من الأحياء عند الله، لا يقام له حساب.

بالحب لا يفنى العطاء بل يثمر بكل الرضا، وبحب الإنسان لذاته، بعيداً عن التفسيرات النرجسية في الفلسفة، تقوى لديه نزعة النفس اللوامة، لأنه يصل بحبه لذاته إلى مرحلة التسامي بالنفس إلى النفس المطمئنة التي تعود إلى ربها راضية مرضية، وهي المرتبة العليا لكل نفس بشرية.

وماذا عن العلاج بالحب؟

قد يبدو السؤال سطحياً للبعض، ولكنه في واقع الأمر هو من نظريات علم النفس الحديث الذي يركز على حب الإنسان لذاته بعيداً عن النرجسية المرضية، وإذا أحب الإنسان نفسه حباً متزناً، بُعدت عنه مشاعر الشعور بالقهر والرثاء للذات التي تنتهي بالإنسان إلى الاكتئاب النفسي والذهني.

وهنا على الطبيب أن يخرج مكنونات النفس جميعها وخاصة الإيجابية منها ويواجه بها مرضاه، والعلاج بالحب أيضاً له وجه آخر، هو القدرة على حب الأقربين حباً متوازنا وليس مفرطاً بالعطاء الذي يرهق صاحبه ويحمله أكثر مما يحتمل، وهو ما نفى عنه ديننا الحنيف، «ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به» (سورة البقرة الآية 286).

وبالحب بكل معانيه ونسبه وتدرجاته ينعكس جمالاً وصنعاً على الإنسان، فنجد ارتياح قسمات الوجه بسبب الرضا، ولمعانا مميزا في العيون بسبب الفرح بمعايشة حالة حب رومانسية وبشرة صافية كماء نبع بسبب تحفيز إفراز مادة الكولاجين التي تحفظ للبشرة سلامتها وجمالياتها، ويبتعد المرض عن الإنسان بسبب تحفيز فاعلية الجهاز المناعي الذي يقوى في حالات الحب والسلام الإنساني محارباً كل الأمراض، وواقياً للجسم منها.

يحقق الإنسان توازنه في كل نشاطاته الإنسانية عندما يكون في حالة حب رومانسي أو حب بمعناه الواسع، فلا يلتهم الطعام التهاماً من دون وعي مثلما يحدث في حالات الضيق والاكتئاب، ويوزع الإنسان على كل من حوله حالات الرضا والتواصل، يستمتع بكل نعم الله التي لا تحصى، يحقق الإبداع في العمل أياً كان نوعه، فالإبداع والحب وجهان لعملة واحدة ذات قيمة لا تقدر بثمن.

قراراته متوازنة لأنها جزء من نسيجه المتوازن، ونتاج لتفكير إيجابي، وعواطف مستقرة، معاني السلام تنمو بداخل المحبين لأن الحب والعنف طرفا نقيض.

القناعة وليدة لحب حقيقي، وهي نوع من التوازن للإنسان للرغبات الاستهلاكية، فكلما كان الإنسان غير مستقر وجدانياً وعاطفياً تطل من داخله رغبة الاستحواذ والتملك.

فإذا أردنا الرضا والنور والتسامح، فما علينا إلاّ أن نزيد من جرعة الحب بيننا، وهذا ما عبّر عنه العبقري الراحل أحمد زكي قبل وفاته بيومين في الحفل الكبير الذي أقامته شركة «جود نيوز» التي أنتجت فيلم حليم، قال وهو يلوح لجمهوره الكبير المحب للعبقرية والجنون في شخصية أحمد زكي: «محتاجين نحب بعض أكثر يا جماعة، ما قدمناش غير الرضا والحب»! بعد ذلك بيومين قابل وجه رب كريم.

وأتصور إذا كان إحسان عبدالقدوس ضمن الحضور ولم يغيبه الموت وقتذاك، لأكمل جملة زكي، قائلاً: «تصبحون على حب»، وهي «الفينالا» التي كان متعوداً أن يختم بها برنامجه الإذاعي الناجح الذي كانت تذيعه إذاعة القاهرة في السبعينات من القرن الماضي.

«ماذا»؟ هي اسم قصيدة من أجمل قصائد الشاعر نزار قباني في الحب والغزل، وقت كانت فيه الرومانسية عملة ذهبية.

«أي انقلاب سوف يحدث في حياتي؟؟

لو أعشق امرأة تكون بمستواك..

أي انقلاب سوف يحدث ـ لو أحبك ـ

في نظام الكائنات

ماذا سيحدث للبحار والمراكب؟

ماذا سيحدث للكواكب؟

ماذا سيحدث للفنون لو لمست شفاك؟

ماذا سيحدث للثقافة بل للدنيا كلها؟

لو أعشق امرأة تكون بمستواك»؟

يسأل شاعر الحب ويتساءل، ولكنه بالفعل يعلم بأن الحب الحقيقي أمامه تقوم الدنيا ولا تقعد!!

ربما بالحب وحده يحيا الإنسان..

وعلينا أن نسأل أهل العشق والهوى!

الرومانسية الصينية

دخلت السينما الصينية عصرها الذهبي بحق، خاصة بعد انخفاض نسبة العنف التي كانت مسيطرة عليها، ومن الأفلام الصينية التي حصدت الجوائز في كان فيلم «فلاينج دارجونز» أي «التنين الطائر»، وهو فيلم يجسد وبنسبة عالية عشق الإنسان للطبيعة، الأمر الذي يحول عاطفته الرومانسية هذه إلى شعوره بأنه أخف وزناً، فيطير مغازلاً الرياح وغصون الأشجار، والطيران هنا هو الرمز الدال على تحرر الإنسان وانعتاقه من قيود كثيرة تؤخر تقدمه.

والتحرر المقصود في هذا الفيلم هو الوصول لأعلى درجة من درجات الحب الرومانسي تجاه الطبيعة من حولنا ويرجع التفوق الصيني في الفن السابع مؤخراً إلى فكرة حرية التناول والتركيز على القضايا الأساسية للإنسان ونبذ العنف.

«المراهق»

رواية للكاتب الكبير فيودور ديستوفسكي بعنوان «المراهق» يؤكد فيها أن تحليق المراهق بأحلامه وآماله بشكل رومانسي بعيد عن الواقع المحيط، هو القادر على تغيير العالم من حوله، فالرومانسية من وجهة نظر الكاتب أيضاً هي قوة دفع لمستقبل مختلف أفضل، قادر على التغيير، عازلاً كل السلبيات التي يصعب التعايش معها. وربما ان أي تغيير يبدأ بفكرة أو حلم يقظة أو تمنيات «مراهق». والرومانسية في رأي ديستوفيسكي هي اكتشاف ذاتنا والنهوض والتسامي بها من أجل تغيير ما هو أشمل.

أشهر الرومانسيات في الأدب

كثيرة الكتب التي تنتمي للمدرسة الرومانسية في الأدب، يطلق عليها «الروائع» أو «الكلاسيكيات» بسبب شهرتها العالمية، وهذه الروائع الأدبية الرومانسية ألهمت السينمائيين والمسرحيين والرسامين والموسيقيين على مر العصور، ومن أشهرها:

روميو وجوليت لوليم شكسبير، مسرحية من خمسة فصول تعتبر من أعظم وأهم أعمال الكاتب الكبير، تعكس قصة حب أسطورية تنتهي بالموت بين عاشقين يخرجان من قلب الصراع الدرامي بين عائلتين.

أحدب نوتردام لفيكتور هوغو، رواية مفعمة بالحب بين قراع الأجراس في كنيسة نوتردام بين الأحدب القبيح المنظر وبين امرأة فائقة الجمال جسدتها السينما العالمية في أفلام متعددة، وجسدته أيضاً السينما المصرية، لعبت بطولته مريم فخر الدين.

ذهب مع الريح لمارغريت ميتشل، يعكس قصة حب من طرف واحد بين رجل وفتاة على وقع الحرب الأهلية الأميركية.

مرتفعات وذرينج لإيميلي برونتي، من كلاسيكيات الأدب الإنجليزي تعكس الحب في الصراع الطبقي.

جين إيرلنارلوت برونتي تعكس الصراع فيما بين الحب وقيود التقاليد السائدة في المجتمعات الغربية.

منى مدكور

Email