حياة

ثقافة النار في أساطير الشعوب

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يحظَ عنصر من عناصر الكون بالأهمية القصوى والبحث والتنقيب مثلما حظي به عنصر «النار«ولم يكن أي عنصر من تلك العناصر قد دخل في الثقافات الاجتماعية والدينية والفلسفية والأساطير والخرافات مثلما كانت النار قديماً وحديثاً تحظى بمثل هذا التوقير .

قد يكون منشأ هذه الأهمية دينية في أساسها، وبالتالي فلسفية كنتيجة من نتائج البحث المضني في ماهيتها الرمزية والاعتبارية؛ ولأنها أشغلت فكر الإنسان القديم في كينونتها الغامضة كمصدر حتمي من المصادر اليومية للحياة التي تنطوي على الكثير من المفردات، ولعل معرفة إنسان ما قبل التاريخ للنيران قد جاء من ملاحظته للبرق والنار المتولدة من البراكين وحرارة الشمس. ومن المؤكد أنه انتبه إلى الشرر المتطاير حينما تتصادم بعض أنواع الصخور الصلبة أو الحصى أو الحجارة الغليظة، أو عندما تضرب حوافر الحيوانات بعض المواد الصلبة. لذلك دخلت النار في المعجم الحياتي بكل آفاقها الرمزية والواقعية وتبنتها عديد من الديانات الوضعية في بداية نشوء التفكير البشري في مراقبة ظواهر الطبيعة.

فشكلت آفاقاً واسعة للإنسان الذي كان دائماً مشدوداً للخارق من تلك الظواهر؛ عبر الدين أولاً وبالتالي عبر الفلسفة، وبين هذا وذاك نشأت الكثير من الخرافات والأساطير بين الشعوب، فاستولدت ثقافاتها الخاصة بها التي ظل بعضها باقياً إلى اليوم، بينما توارى البعض الآخر خلف قرون التاريخ الماضية وبقي وثيقة من وثائق الشعوب .أساطير النارانشغلت الحضارات القديمة بموضوعة النار وتفريعاتها المختلفة التي تركتها في الأثر الإنساني العام؛ فالفرس والإغريق والرومان والصينيون وفيما بعد العرب، كانوا في فاتحة مَن أدخل النار في معتقداتهم الدينية والفلسفية؛ فالشعوب القديمة كانت ترى في النار فضيلة تصدرها الآلهة لهم لذلك فهي مقدسة، عندها نعرف لماذا تكونت عبادة النار وعبادة الشمس خاصة إذا علمنا أن الإنسان القديم كان يجد صعوبة في توليد النار لتبقى مصدر إشعاع دائم؛ حرارة وضوءاً .

وتذكر مصادر مختلفة على أن الإنسان القديم تمكن من إشعال النار قبل 790 ألف سنة فمكنته بالتالي إلى الهجرة وذلك استناداً إلى تحليل أحجار من الصوان في موقع أثري على ضفة نهر الأردن.وكانت دراسة نشرت في العام 2004 أظهرت أن الإنسان كان قادرا خلال الحقبة القديمة من الزمن على التحكم في النار كنقلها باستخدام الأغصان المشتعلة، لكن العلماء الآن يقولون إن الإنسان القديم تمكن بالفعل إشعال النار بدلا من الاعتماد على الظواهر الطبيعية مثل البرق.ورغم أن العلماء لم يعثروا على بقايا أعواد ثقاب أو قداحات قديمة، إلا إن عينات أحجار الصوان التي عثر عليها في نفس المكان خلال اثنتي عشرة حضارة متعاقبة تعد دليلا على القدرة على إشعال النار. والمتأمل للطرق البدائية التي كانت سائدة في العصور القديمة سيجد أن طريقة حجر الصوان هو أفضل الطرق البدائية الموجودة لإنتاج شرار مباشر الذي يتحول إلى لهب .

وتوليد النار آنذاك أضفى قويً سحرية وغيبية على النشاط الاجتماعي العام، فمعالجة الأمراض والمرضى أخذت مساراتها من النار كقوة طاغية يكتنفها الغموض، وكان ثمة اعتقاد سائد بأن من يعلم بقوة النار يملك الحكم والسلطة؛ والزرادشتيون يوقرون النار، فالنار مقدسة، ويحرصون على أن تبقى مشتعلة في معبد ( لالش ) ولاسيما يوم الأربعاء . لقد صنف أرسطو النار كأحد العناصر الأربعة. ففي الهندوسية، النار هي عنصر من العناصر المقدسة.

كما قدست الديانة الزرادشتيه النار وكان الزرادشتيون لهم هياكل النار. يوجد ارتباط عند الزرادشتية بين قداسة النار وقداسة الشمس. في اليهودية فأنّ للنار قدسية خاصة عند اليهود. والنار في الديانة المسيحية رمز لروح القدس حيث يقول يوحنا المعمدان: هو الذي يعمدكم بروح القدس وبالنار، فالنار في الكنيسة تكون معلقة في وسطها لأنها دليل البشارة والنور، ثم وضعها حول الصليب و إيقاد النار أو الشموع في المناسبات العديدة.

الأكراد عرفوا بالشعوب الهندو- أوربية. تسميتهم بالآريين جاءت من النار التي كانت ترافقهم أينما حلوا و ارتحلوا، وتيمّناً بتلك النار، عُرفوا بهذا الاسم المقدس ( آري) أما الأيزيدية وهي من الديانات القديمة جداً من بقايا الديانات الطبيعية التي ترجع أصولها إلى مراحل تاريخية سحيقة تمتد إلى العصر السومري، اعتبرت الشمس والقمر والنجوم والضوء والنار وكل ماله علاقة بالضياء من التجليات المقدسة وللشمس منزلة خاصة ومتميز.

حيث تعتبر إحدى أشكال تجليات الله وبهذا فإن الديانة الأيزيدية هي من الديانات الشمسانية التي انتشرت في بلاد الرافدين وسوريا وآسيا الصغرى والأناضول حيث انتشرت معابد الشمس في حمص وبعلبك وحلب والحضر وبابل وآشور والوركاء وماردين مرورًا بالمناطق التي تشمل أفغانستان والهند وحوض القفقاس.

تقديس الشمس

وثائقيا يعود تاريخ عبادة الشمس وتقديسها، كمصدر للنار، إلى عام 1380 قبل الميلاد حيث توفي أمنحوتب الثالث وخلفه أبنه أمنحوتب الرابع المعروف باسم «إخناتون» حيث ثار على دين آمون، وعلى الأساليب القديمة التي يتبعها الكهنة معلنا أن تلك الآلهة وكل طقوس العبادات وثنية منحطة، وأنه ليس للعالم إلا اله واحد هو «آتون» وأن الإلوهية أكبر ما تكون في الشمس مصدر الضوء وكل ما على الأرض من حياة .

ومهما تكن عقيدته في التوحيد، فقد قال ان «أتون» لا يوجد في الوقائع والانتصارات الحربية فقط بل يوجد في جميع صور الحياة والنماء، وأن هذا الإله الحق خالق حرارة الشمس ومغذيها إلا رمز للقدرة الغائبة . وأن هذه هي التي تهب الشمس المتجدد في الظهور والإشعاع والأفول ؛هذه الفلسفة انتقلت إلى بلاد الرافدين في العراق وأثرت بشعوب المنطقة القاطنة فيها بذلك الوقت وبدأت تظهر الديانات التوحيدية «الإله الواحد» ويقول البعض أن ذلك بدأ مع البابليين.

ويحكي الأدب الفارسي قصة اكتشاف النار في قتال مع التنين. ومؤدَّاها أن الحجارة التي استخدمها البطل سلاحًا لم تصب الحيوان التنين وإنما اصطدمت بالصخر، فتولد عنها ضوء باهر وبهذا شاهد الإنسان النار لأول مرة. وفي آسيا ينسبون النار إلى الوعل وفي شرق غينيا أن امرأة ولدت الشمس والقمر وقذفتهما إلى السماء هي التي ولدت النار.

بينما تحكي الأسطورة الرومانية عن كاهنات الآلهة فستا المكلفات بالحفاظ على بقاء النار المقدسة مشتعلة بحسب الأساطير، حيث كان الموقد مركز الحياة العائلية في روما القديمة، وكانت فستا تقوم مقام النار وفي الأصل كانت إلهة المدفئة عندهم وكان جميع الرومانيين يحتفظون بموضع مقدس في منازلهم تبجل فيه فستا وربَّات تدبير المنزل المعروفة باسم الآلهة الحارسة للمنزل. وفستا هي ابنة إله الخصوبة والزرع، وأوبس ربة الخصوبة والحصاد، وأخت جوبيتر رب الأرباب.

تصور فستا في الأساطير في هيئة امرأة شابة عذراء، وتقابل فستا «هستيا» عند الإغريق.وهي حامية لمدينة روما، وذلك بجانب أن جميع الأسر كانت تعبدها. ربما نشأ هذا الدور خلال أيام روما المبكِّرة عندما كان الملوك يحكمون المدينة.

وكما تقول الأساطير كانت فستا في ذلك الوقت تحمي سعادة ورفاهية الأسر المالكة النار والشعر عندما كان الإنسان يقدس النار، فلأنها تفيض عليه بالنور وتستشعره بالدفء وتكون عاملاً مهماً في طبخ طعامه . ولم تكن هذه الفوائد عابرة في الحياة القديمة، بقدر ما كانت أساسية في تكوين معتقدات الشعوب وخرافاتها وأساطيرها وثقافاتها وفلسفتها.

ومن ثم إذكاء جذوة الإبداع لديها؛ فالنار شكلت مجازاتها واستعاراتها من هذا الفيض الأسطوري الخرافي الثقافي، فأنتجت فلاسفتها ومثقفيها ومبدعيها على مر الأزمان، وشكلت تحدياً كبيراً للإنسان وهو يتقدم إلى الحياة بفضائل بصيرته واستكشافاته وتجاربه . لهذا بقيت النار مصدراً ملهماً للمبدعين، ويقال أن بعضهم يضع قدمه في النار عند قول الشعر كي يتماهى مع ذات الشعر المنبجسة فيه وقد احتلت النار في التقاليد الشعرية العربية القديمة موقعا متميزا إذ كان الشاعر يتحدث عن الرماد والاثافي والنار الخامدة ونار العشق ونار الفراق وما إلى ذلك من مجازات .. نارية !

هذا يحيلنا إلى المتصوفة والدراويش الذين يمارسون طقوساً غاية في الجرأة والغرابة، عندما يرقصون على الجمر أو ينامون عليه دون أن يشعروا بحرارته القاسية، بل يتجلون إلى أعلى حالات التجلي في خطاباتهم الصوفية والروحية .ويذكر لنا تاريخ العشق عشاقاً التهموا الجمر ومشوا عليه ودخلوا حلقات النار دون أن يكونوا على وعي منهم، بل كانت جذوة الانفعال واللاشعور هو ما كان يقودهم إلى فعل الغرائب في تصرفاتهم .

فالنار كما يقول علماء النفس تتحكم بالصفات الأخلاقية للإنسان فالذهن الحاد ينتج عن الطبع الحار، إذا ما عرفنا أن العناصر الأربعة في الطبيعة (النار والماء والهواء والتراب) يغلب بعضها على بعض في داخل الإنسان وتطبعه بطابعها، هذه العناصر التي استعارها الفيلسوف الظاهراتي باشلار من أرسطو وربط بخيال متين بينها، وميّز بينها في مؤلفاته المهمة (التحليل النفسي للنار) و(الأرض وأحلام الإرادة) و(الماء والأحلام) و(الهواء والأحلام) .

النار الأزلية في كركوك

(رو) تعني (النار الأزلية). كلمة (ر) تعني (له؟ب النار العال؟) و كلمة (كوك) تعني (مستمر أو دائم). ذكر المؤرخون نار كركوك قبل آلاف السنين ووصفوا لهيبها وضياءها الأزلي.

باشلار

بدأ باشلار بدراسة النار كما يراها اللاشعور تحليلاً نفسياً لها، وتظهر إلى مختلف المواقف التلقائية على أنها مركبات (وهو ما يسمى بعلم النفس بالعقد) مركب برومثيوس ويصور الاحتدام الذي يفرضه المجتمع، الذي يوجه الحلم نحو الالتحام بالشعلة الهدامة، رمز الحياة والموت، ومركب نوفاليس الخاص، بأصل النار ومصدرها، وهنا تظهر النار من حيث علاقتها بالنشاط الجنسي؟

الشعلة الأولمبية

أصل نشأة فكرة الشعلة الأولمبية للألعاب الرياضية من دين اليونان الوثني؛ كان رئيس آلهتهم رب الأرباب (زيوس) وقد مزجت العقيدة الإغريقية الوثنية بين طقوس العبادة والرياضة، وقد نشأت الألعاب الأولمبية تكريماً لإلههم الأكبر (زيوس) ولهذه الأولمبياد مكان مقدس هو سهل صغير من أعمال (إيلييس) في اليونان القديمة، وكان هذا السهل (أولمبيا) مركز عبادتهم ومستودع تماثيلهم وذخائرهم المقدسة في دينهم .

وفي هذا السهل الصغير قرية أخذت اسمها من اسمه فسميت قرية (أولمبيا)، واشتهرت هذه القرية بما فيها من معابد فصارت مجتمع الدول الإغريقية ومحجهم الأكبر كل أربعة أعوام، ويكفي أن معبدهم الأكبر المحتوي على هيكل كبير آلهتهم (زيوس) على جبل يسمى (جبل الأولمب) وهو أقدس جبل عندهم وواديه أقدس وادٍ وقريته أقدس قرية .

والمهرجان الأولمبي بشعائره وألعابه يقام على ساحة مقدسة تسمى ( ALTIS ) تقع عند سفح تلال (كرونوس) الذي يعتقدون أنه والد ربهم (زيوس) فإذا ما جاء وقت المهرجان ووفد الوفود نصبت الخيام حول البقعة المقدسة، وحول المنطقة الحرام شيدت ملاعب الرياضة حيث تقام المباريات، ولا زال يحتفظ ـ إلى اليوم ـ في متحف مدينة (أولمبيا) اليونانية بنص المعاهدة الجبرية التي عقدت بين شعوب الإغريق عام 884م شعار الألعاب الأولمبية في العصر الحاضر خمس دوائر متشابكة، ويقولون: إنها ترمز إلى دوائر القرص الخمس الذي كان يتدرب به (إيفيتوس) ملك (إيلييس) .

والذي حفرت بنود الهدنة الإجبارية و عدد رسل زيوس Zeus خمسة الشعلة الأولمبية، وكان شرف إشعال اللهب الأولمبي يمنح للفائز في سباق جري ينتهي عند مخرج المعبد المقدس لزيوس . وعندما تشتعل النار إيذاناً ببدء الدورة تتوقف الحروب في بلاد الإغريق، وتبدأ الهدنة الإجبارية . وقد أصبحت لحظة إشعال الشعلة الأولمبية في العصر الحاضر أكثر اللحظات إثارة في حفل الافتتاح، حيث يأتي عدّاءان بالشعلة من وادي (أولمبيا) مكان إقامة البطولة.

وهي في أثينا عاصمة اليونان حالياً ويشترك الآلاف من العدائيين في هذه الرحلة (للشعلة) من المذبح المقدس في الوادي المقدس (أولمبيا) إلى حيث تقام البطولة، ويبدأ العداؤون بحمل الشعلة قبل أربعة أسابيع من بدء البطولة، وتشترك الطائرات والسفن في نقل الشعلة عبر الجبال والبحار، ثم يقوم آخر العدائيين بحمل الشعلة إلى داخل الملعب وإشعال الشعلة الأولمبية.

وتبقى الشعلة مشتعلة حتى نهاية المسابقة دخول اليونان للملعب أولاً من شعائرها في العصر الحاضر أن رياضي اليونان يدخلون الملعب أولاً، ثم يلي ذلك دخول رياضي البلدان الأخرى في ترتيب ألفبائي لأسماء دولهم بلغة البلد المضيف، ويدخل رياضيو البلد المضيف آخراً، ثم يرفع العلم الأولمبي وتصدح الأبواق وتطلق المدفعية إيذاناً ببدئها ..

النار الساسانية

في مدينة إيلام توجد عدة مواقد للنار خاصة بالديانة الزرادشتية، وإنّ قسماً من هذه المواقد ترجع تأريخياً إلى زمن الساسانيين و قسم آخر منها تعود إلى زمن أبعد من هذا التأريخ. أحد هذه المواقد هو موقد (كلم) الذي يقع بالقرب من قرية (كلم) التابعة لإيلام

مبدعون في ذاكرة النار

كثير من المبدعين تعاملوا مع موضوعة النار بحساسية عالية، فكتبوا تآليفهم على ضوء فلسفات كثيرة، محللين وباحثين وشعراء وروائيين، فاستحوذت النار على مجمل نشاطاتهم الأدبية والثقافية والشعرية والفلسفية، كما هو الحال الأديب «أدوارد غاليانو» من أمريكا اللاتينية الذي ألف ثلاثية ضخمة بعنوان ( ذاكرة النار) التي كتبها.

وقال عنها بأنه لا يؤمن بالحدود التي تفصل بين الأجناس الأدبية استناداً إلى ضباط جمارك الأدب.كما كتب غاستون باشلار كتابين مهمين هما (التحليل النفسي للنار) و(على ضوء شمعة ) ولمحمد ديب رواية (الحريق) وهناك الكثير مما لا يعد ويحصى في إيراد مفردة النار في الأعمال الشعرية والروائية والبحثية.

الحرق في جنائز بعض الديانات

ما أن يموت أحد البوذيين فإن أول ما تنصرف إليه الهمة هو إحضار الراهب للصلاة عليه، وغالباً ما تكون طقوس الصلاة على الميت مصحوبة بعلميات تبخير وطقوس ثم يتداول أهل الميت بعد ذلك المدة التي سيبقى فيها الميت محنَّطاً قبل عملية حرقه ودفنه، لأن عملية الصلاة عليه تدوم أياما وأسابيع، بل ربما أكثر من شهر في بعض الأحوال على حسب شهرة الميت واحتياج مجيء الناس إليه للصلاة عليه .

ومما يجدر ذكره هنا أن الديانات التي تستخدم عملية الحرق في الجنائز هي الديانة الهندوسية والديانة البوذية، وكلتاهما ديانة هندية كما هو معروف، ولكن الطريقة تختلف بين الديانتين. ففي الديانة الهندوسية تكون تقاليد الصلاة على الميت وحرقه أقل تكلفا، وأسهل كثيرا من حيث الطقوس، فغالبا ما يوضع الهندوسي على سرير ثم يوضع الحطب من حواليه ومن فوقه، ويوقد عليه النار حتى إذا تفحم وصار رمادا ذروه في نهر من الأنهار المقدسة عندهم.

أما في الديانة البوذية فالوضع أصبح أكثر تعقيدًا، فالميت في الديانة البوذية يجب أن يحرق وهو على هيئة المصلي، يعني على هيئة المنحني والرافع يديه ضامًّا إياهما إلى صدره. وبعد إعداد هيئة الميت على هذا النحو يتم إعداد فرن معد خصيصا لإحراق الأموات . يوضع الميت في الفرن، ويغلق عليه، وتجري عملية الحرق وسط أصوات الموسيقى الجنائزية القديمة، ووسط صلوات الرهبان .

وارد بدر السالم

Email