نجيب محفوظ في السينما المكسيكية

نجيب محفوظ في السينما المكسيكية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ثمة بدايات كثيرة يمكن الانطلاق منها لعالم «نجيب محفوظ» الروائي وتجلياته على الشاشة الفضية، كمدخل للنظر في التجربة الفريدة في نقل روايتين من رواياته لسينما غير مصرية، وهما زقاق المدق وبداية ونهاية.

وهذا ما حاول أن يقوم به الكاتب حسن عطية في كتابه «نجيب محفوظ في السينما المكسيكية» حيث حاول تسليط الضوء على هذه التجربة في الوقت الذي تغيب عنه السينما العربية في نقل أو استلهام رواية أو قصة واحدة من أعمال نجيب محفوظ، رغم انتشار تلك الأعمال المتكرر طباعتها بين القراء العرب، وتأسيس وجود صاحبها كعميد للرواية العربية ذاتها كفن وصناعة في كثير من بلدان العالم العربي. ويذكر المؤلف أن المفاجأة كانت كبرى حينما شاهد فيلماً مكسيكياً عن واحدة من أشهر روايات كاتبنا الكبير، وهي رواية «بداية ونهاية» للمنتج والمخرج الشهير» أرتورو ريبيستين» أحد أبرز فرسان السينما المكسيكية المعاصرين، وأشهر تلامذة المخرج الإسباني العالمي» لويس بونيويل» خلال فترة إقامته وإبداعه السينمائي بالمكسيك في الخمسينيات.

ولا يقف الأمر عند مجرد عرض فيلم مكسيكي في مهرجان أوروبي بأسبانيا يستلهم رواية كاتبنا المصري الكبير، بل وأن يحصل هذا الفيلم على الصدفة الذهبية كأفضل فيلم عرض بالمهرجان في هذه الدورة، ولا يقف التقدير الدولي والحصول على الجوائز السابقة، بل وأن يغزو غالبية مهرجانات العالم الكبرى، من كان إلى برلين وميونيخ وتورنتو ولندن حتى نانت وكوبا والمكسيك، خلال عامي 1993 و 1994.

ثم جاء العام التالي لتقدم شركة أفلام «ألاميدا» التي يمتلكها «ريبيستين» فيلماً من إخراج «خورخى فونس» عن رواية أخرى للأديب العالمي صاحب جائزة نوبل وهى «زقاق المدق» وقد تم دعوة الفيلم إلى أكثر من أربعين مهرجاناً دولياً ومحلياً محققاً سبقاً متميزاً في تاريخ السينما المكسيكية حيث حاز الفيلم على اهتمام عالي كما حصل على أكثر الجوائز التي حصل عليها فيلم مكسيكي من قبل فوصل بها إلى 49 جائزة خلال عامي 1994و1995 .

حيث حصل من لجان تحكيم المهرجانات على جوائز الأفضل على مستوى الفيلم والإخراج والسيناريو والتصوير والمونتاج والتأليف الموسيقي والأزياء والماكياج والممثلين إلى جانب جوائز النقاد والجمهور كأكثر الأفلام مشاهدة. ودخل عام 1995 في أكثر من دولة من دول أميركا اللاتينية.

يتحدث المؤلف عن رواية «بداية ونهاية» وعن العوامل التي أثرت في الرواية المحفوظية وأهمها عاملي الزمان والمكانب، ثم يتناول الرواية الأخرى لنجيب محفوظ وهى زقاق المدق حيث يقوم بعرض بنائها الروائي و أستعرض حضور الزمان و المكان في الرواية، ويذهب الكاتب إلى البناء السينمائي لرواية زقاق المدق فيقول التقط كاتب السيناريو الأديب «بيثينتي لينييرو» من كم الشخصيات الرئيسية والثانوية الحافل بها الزقاق المحفوظي مجموعة محددة من الشخصيات يبني فيها فيلمه بناء سينمائياً متداخل الحكايات، متعدد الزوايا لكل حكاية على حدة فالزقاق عنده وعند مخرج الفيلم ليس خاصاُ بالحلاق الطيب ومعشوقته الجميلة الفقيرة، وإنما الزقاق هو بانوراما كاملة لشخصيات إنسانية تبحث عن الخلاص من واقعها الرتيب، فالفقر ليس مدقعا كما في الرواية المحفوظية.

ولا هو الباعث الرئيسي لحركة الشخصيات وأفعالها الحياتية بل هو أن حياة هذه المجموعة من البشر التي نراها في الفيلم هي حياة اقتصادية عادية لا حرمان فيها ولا شعور بضغط مكاني يحبس الأفكار والمشاعر داخله فهي تحيا في شارع ضيق نوعا ما لكنه غير مغلق على ذاته كالزقاق المصري ويبدو على امتداده مع أول مشهد في الفيلم مفتوحا على شوارع واسعة من ناحية ومتصلا من الناحية الأخرى بساحة توصل بدورها لميدان وسط المدينة العام وتقع على أمته كنيسة.

خالد عزب

الكتاب: نجيب محفوظ.. في السينما المكسيكية

تأليف: د. حسن عطية

الناشر: مكتبة الاسكندرية 2009

الصفحات: 124 من القطع المتوسط

Email