جماليات

محمود زين العابدين: جائزة الشيخ زايد للكتاب شكلت منعطفا كبيرا في حياتي

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

«عمارة المساجد العثمانية» عنوان الكتاب الذي أهل المهندس محمود محمد زين العابدين للحصول على جائزة الشيخ زايد للكتاب فرع المبدع الشاب للعام 2007، كما أهله للحصول على الجائزة الأولى من منظمة العواصم والمدن الإسلامية عن فئة التأليف والتحقيق والترجمة.

للمؤلف عناوين أخرى لم تخرج عن عالم العمارة مثل «جولة تاريخية في عمارة البيت العربي والتركي» و« حلب عمارة المدينة القديمة نماذج تجارب » وغيرها من الإصدارات. وكل هذا نابع من رؤية عميقة، لما أبدعه الإنسان في هذا المجال، ومن هنا كان معه الحوار التالي نصه:ما الذي يطرحه كتابك « فن عمارة المساجد العثمانية »؟يتناول هذا الكتاب فن عمارة المساجد العثمانية الذي انطلق من مدينة « بورصة» العاصمة الأولى للدولة العثمانية، منتقلاً إلى مدينة «أدرنة» ومن ثمّ مدينة «إستانبول» عاصمة الدولة العثمانية، تلك المدينة التي شهدت تطور هذا الفن المعماري الثري الذي مرّ بعدة مراحل، لتصل إلى ذروة مجدها في عهد المعماري «سنان» بعد أن منحها هوية معمارية خاصة، تميزت بها عن سائر أنماط العمارة الأخرى في العالم الإسلامي. إلى جانب هذا تناولت العمارة العثمانية في سوريا، ودرست التأثير العثماني في العمارة العربية الإسلامية في سوريا، خلال القرن السادس عشر.

أسست مركز شادروان الذي يعنى بالتراث العمراني فما الذي حققه المركز إلى الآن من الناحية العملية في أقسامه الهندسية والثقافية والسياحية؟

انطلاقا من اهتمامي بالتراث العمراني ورغبتي بتسليط الضوء عليه والتعريف به، أسست في العام 2003م موقع إلكتروني أسميته شادروان، www.shadirwan.com، جمعت من خلاله بحوثي العلمية وإصداراتي ومقالاتي، إضافة إلى مجموعة كبيرة من الصور الفوتوغرافية، بهدف الاستفادة من المعلومات المتوفرة فيه ولتحقيق التواصل بين جميع المهتمين بالتراث العمراني.

وفي العام الماضي تطور مشروع شادروان من موقع إلكتروني إلى مركز يعنى بالتراث العمراني، وبدأ المركز بعدد من الأعمال التوثيقة والتأليف المتخصص، كمحاولة متواضعة لإعادة صياغة مفهوم التراث؛ لكونه الرصيد الذي يشكل هوية المجتمع، ويعزّز وجوده وجذوره الحضارية والإنسانية.

مسؤولية النجاح

حصلت على ثلاث جوائز أية مسؤوليات تضعها أمامك هذه الجوائز؟

تشكل الجوائز الحافز الكبير على متابعة الطريق لتقديم المزيد من الأعمال والمؤلفات، وتساهم في دعم الإبداع والمبدعين في شتى حقول العلم والمعرفة ضمن إطار يحشّد طاقاتهم ويعبّر عن إمكانياتهم لتحقيق النهضة الثقافية المنشودة، وبالطبع كان لتلك الجوائز الثلاث انعكاسات إيجابية، وجاء تلاحقها في أقل من عام مفاجأة سارة بالنسبة إليّ، لكونها جوائز محلية وعربية ودولية.

وللحق شكلت جائزة الشيخ زايد للكتاب، منعطفاً كبيراً في حياتي العملية نحو النجاح والشهرة، ولكونها الجائزة الوحيدة المخصصة للشباب في عالمنا العربي، إضافة إلى فروع الجائزة الأخرى. فقد تعودنا أن يحصل المرء بالسابق على تكريم أو جائزة ما بعد أن يصل إلى سن الشيخوخة، والبعض الآخر يكرّم بعد وفاته، أو حتى لا يكرّم سواء قبل أو بعد حياته، لذلك تعد الجوائز التي حصلت عليها وأنا في سن الشباب رسالة مهمة لجيل الشباب على التمسك بجذورنا المتينة، وتقديم المزيد من الدراسات، والبحوث، والمؤلفات، التي نحتاج إليها في مكتبتنا العربية، ولا يأتي ذلك إلا من خلال دراسة تاريخنا الثري والعريق ومعرفته بشكل جيد ومتأن، لنتمكن أن نعرّف به إلى الآخر.

تأثير الصورة

اتجهت إلى التصوير الفوتوغرافي وأقمت العديد من المعارض ما الذي أردت إبرازه في صورك التي قدمتها وهل لديك فكرة لتصوير أشياء أخرى؟

أتعامل مع التصوير الفوتوغرافي بعدسة معمارية، فألتقط تفاصيل معمارية، أو زوايا أسلط فيها الضوء على جانب يساعدني في مؤلفاتي ومقالاتي، لأن الصورة تساعد في نقل تفاصيل وجزئيات قد تعجز الكلمة أحياناً عن وصفها، فكما نعتمد في تصاميمنا المعمارية على المناظير والمجسمات لإيصال الفكرة التصميمية، أيضاً تساعد الصورة وبأسرع من الكلمة أحياناً في إيصال الفكرة لسهولة قراءتها من قبل الجميع، فأعتمد على الصور في مؤلفاتي، وبشكل كبير، أو في محاضراتي ومقالاتي، فالصورة المعبرة أسرع تأثيراً وأشد جذباً من الجمل المكتوبة في الكتب، خاصة وأن هناك عزوفا عن القراءة، فتصبح الصورة سبباً في إقبال المتصفح لقراءة النص المحيط بها.

وقمت بتنظيم أربعة معارض للصور الفوتوغرافية في المملكة العربية السعودية، وهي: الطراز المعماري التركي، عمارة البيت التركي التقليدي، المساجد العثمانية في تركيا وسوريا، استانبول القديمة. وأتمنى أن أتابع مشروعا آخر للتصوير الفوتوغرافي، كنت قد بدأت به وتوقفت عنه وهو بعنوان: الإنسان ولقمة العيش، حيث بدأت بتصوير الباعة الجوالة وخاصة كبار السن منهم والأطفال، الذين يجاهدون في الحصول على لقمة العيش. لما لهذا الموضوع من جانب إنساني مؤثر.

ما هو مشروعك المقبل الذي تعمل عليه في مجال التأليف أو في مجالات أخرى؟

أقوم حالياً بإعداد كتاب عن مدينة إستانبول وعمارتها، بعنوان: إستانبول جسر الحضارات، للمشاركة من خلاله بمهرجان الجنادرية الذي يقام سنوياً في المملكة العربية السعودية، والكتاب غني بمجموعة كبيرة من الصور الفوتوغرافية لمدينة إستانبول.

والتي قد قمت بتصويرها بنفسي، ويرافق نشر الكتاب معرض للصور الفوتوغرافية، وتقديم محاضرة تعريفية بعمارة إستانبول، وسيتم تنظيم هذا الحدث بالتعاون مع السفارة التركية بالمملكة العربية السعودية. علماً أنني أعتمد على هذه المنهجية في معظم أعمالي أي تأليف الكتاب، وتنظيم معرض للصور الفوتوغرافية مصاحب للكتاب، ومحاضرة تعريفية به.

أيضاً سأقوم من خلال مركز شادروان وبالتنسيق مع السفارة التركية بالمملكة العربية السعودية بتوثيق المباني العثمانية المنتشرة في المملكة العربية السعودية، وسيكون هناك بعض المشروعات مع تركيا أولها إعداد كتاب عن عمارة حلب في العصر العثماني باللغة التركية. وأطمح أن أقوم بتأليف كتاب عن التراث العمراني لدولة الإمارات الشقيقة، ولأهدي هذا العمل لروح المغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه.

استانبول مدينة الحلم

إلى أي مدى كان تأثير دراستك للهندسة في كل الكتب التي أصدرتها؟

دراستي للهندسة المعمارية ساهمت في صقل هواياتي في الرسم والكتابة وحبي للتراث العمراني، خاصة وأنني قد نشأت في بيئة تراثية تحمل الكثير من المفردات المعمارية الجميلة مثل «صحن الدار» و«الإيوان» و«نافورة الماء،» و«المشربيات» .

وغيره من العناصر الأخرى، وانتقالي لمدينة إستانبول لدراسة الهندسة المعمارية التي كانت حلمي منذ صغري قد عززت وطورت من خلال بيئتها الثرية هذا الحب، ولشعوري بأن كتب العمارة المنتشرة في مكتباتنا العربية إما أن تكون تخصصية أو تفتقر إلى الرسومات والصور الفوتوغرافية الملونة، وبالطبع فأنا لست أول من كتب عن العمارة الإسلامية، ولن أكون الأخير، لكن ما يميز مؤلفاتي أنني أكتب عن موضوعات لمدن أو مبان تاريخية تفاعلت في أرجائها.

وفي أروقتها وأفنيتها، مصوراً تلك الأمكنة، ساكباً مادتها العلمية بأسلوب سلس، وأحاول إخراج كتبي معتمداً على الصور الفوتوغرافية الملونة والمخططات الهندسية التوضيحية، وكان قد صدر أول كتاب لي عام 1998م، بعنوان جولة تاريخية في عمارة البيت العربي والبيت التركي، كما شاركت بتأليف كتاب صدر باللغة الإنجليزية في لندن عام 2005م، بعنوان البيوت ذات الفناء الداخلي.

محتويات الكتاب

يتألف الكتاب من أربعة فصول موزعة على170 صفحة من القطع الكبير، ويحتوي على عدد كبير من الصور الملونة التي قام المؤلف بتصويرها في تركيا وسوريا خلال دراساته الميدانية، إضافة إلى المساقط الأفقية والمقاطع والواجهات للمساجد العثمانية التي تناولها المؤلف في كتابه، والكتاب باللغتين العربية والإنجليزية.

عبير يونس

Email