عجلة فولكيرك .. وسيلة نقل ومعلم سياحي لاسكتلندا

الخميس 29 صفر 1424 هـ الموافق 1 مايو 2003 يصادف مايو المقبل الذكرى السنوية الأولى لمرور عام على الانتهاء من بناء «عجلة فولكيرك»، وهي اول رافعة دوارة للقوارب في العالم. وتعتبر حالياً ثالث اكبر معلم جذب للسياحة في اسكتلندا. وهذه العجلة المصممة لربط قنوات فورث وكلايد ويونيون بين غلاسكو وادنبرة، تعتبر محور مشروع ترميم القنال الطموح والناجح جداً في بريطانيا وتعد شبكة القنال المكتملة التي نالت الاشادة باعتبارها عملاً بطولياً للمهندسين، معبراً من الساحل للساحل ذا فائدة اقتصادية وترفيهية كبيرة. وقبل مئتي عام، قام رجال اعمال مغامرون ببناء نظام مواصلات ثوري جديد قاد الى الثروة على نطاق غير مسبوق، وبعد ذلك اصيبت بريطانيا بنوع من جنون القنوات وتعمل قناة فوث وكلايد على ربط بحر الشمال بالمحيط الاطلسي وتلتقي بقناة يونيون، وبالتالي تربط جلاسكو وادنبرة. وعندما اكتمل شق قناة فورث وكلايد التي تمتد بطول 57 كيلومتراً من قبل جون سميتون في عام 1790، سمحت بدخول البضائع بصورة مباشرة بين المحيط الاطلسي وبحر الشمال، متحولة بذلك الى اول قناة في العالم للشحن بين السواحل. وفي أوج مجدها، كانت طرق النقل البالغة من العمر 200 عام حيوية كما هي طرق السيارات الآن واستخدمت العربات التي تجرها الاحصنة الممرين على القناة لاتمام قطع الطريق بين جلاسكو وادنبرة في غضون سبع ساعات ولكن خلال الاعوام الاربعين الماضية، لم تكن هذه القنوات سوى مكب نفايات لعربات التسوق وكانت تتعرض للاهمال والتجاهل فمع تطور طرق المواصلات الخاصة بالقطارات والسيارات، تضاءلت الحاجة لحركة النقل على القنوات المائية بصورة محتومة حتى تم التخلي عن نظام القنوات كلياً في الستينيات من القرن الماضي وعندما كانت «الممرات المائية البريطانية، وهي الهيئة التي تدير وتعتني بما طوله 3219 كيلومتراً من القنوات والانهر والاحواض، تبحث عن مشروع ترميم رائد من جميع المناطق لكي تضع ثقلها وراءه، فإن هذا الطريق بدا هو الخيار الواضح. لم يكن من المتوقع ان تكون تلك مهمة سهلة. فشبكة القنوات كانت تضم 100 جسر و49 قناة لجر المياه و40 هويسا. ولم يكن هناك شيء لا يحتاج الى ترميم على طول الطريق البالغ 110 كيلومترات او الى اعادة بناء او نبش. ويتذكر كبير المهندسين المدنيين في الممرات المائية البريطانية في اسكتلندا جورج بالنغر قائلا: «كانت هناك ايضا تقاطعات طرق وطرق للسيارات وأنابيب تزويد بالمياه على طول تلك القنوات ينبغي ان تؤخذ بعين الاعتبار. اما جميع الهويسات فكانت مهجورة وجميع بواباتها مهترئة، وكان علينا ان نصفي المياه من جميع الاشياء التي يرميها الناس في القنوات. وقد انتشلنا ما مجموعه 300 الف طن من المواد». وعلى الرغم من ان هيئة الممرات المائية البريطانية قد بدأت العمل في المشروع في عام 1994، الا انها لم تتلق المنحة الضرورية من لجنة الالفية حتى بداية عام 1999، وبالتالي، كان امام بالنغر وفريقه عامان أو ثلاثة أعوام لاكمال برنامج انشائي يستغرق خمسة أعوام. كان هناك ايضا عامل اخر ينبغي أخذه بعين الاعتبار وهو الفرق في الارتفاع بين قناتي فورث وكلايد ويونيون. وفي الماضي، كانت القناتان موصولتين بمجموعة تتألف من 11 هويسا، والتي خفضت من مستوى قناة يونيون قرابة 35 مترا على مسافة 105 كيلومترات. وكان من الواضح ان هناك حاجة لنوع من الرافعات لنقل القوارب من قناة يونيون العلوية الى قناة فورن وكلايد التي تنخفض عنها 35 مترا، ومنذ اللحظة الاولى لانطلاق خطط الترميم، عرف الخبراء ان الوصلة المركزية في فولكيرك «بين القناتين المختلفتين» ستكون النقطة المحورية في المشروع. وأدرك القائمون على المشروع انهم بحاجة الى تصميم يكون ملهما للجيل الجديد من البريطانيين بحيث يأخذ من الماضي ويتطلع الى المستقبل. وبعد ثلاثة اسابيع من المداولات بين اعضاء الفريق المؤلف من المهندسين المعماريين ومصممي الأعمال الفولاذية والمهندسين المدنيين والانشائيين والميكانيكيين، خرج الفريق بتصميم ذي اطلالة اكبر على المستقبل. وكانت النتيجة هي عبارة عن عجلة تعتبر منحوتة للقرن الحادي والعشرين بقدر ما تعتبر انجازا معماريا وهندسيا رائعا. وتعتبر عجلة فولكيرك علامة نجاح تجاري هائل. ويقول بالنغر انه واثق من أن اعادة تطوير المناطق المحيطة بالقناة ستوجد حوالي 4000 فرصة عمل جديدة. ويشير الى التأثير الايجابي لهذا المشروع على اقتصاد المنطقة من خلال اتاحة فرص عمل جديدة وجذب نشاط الأعمال والاستثمارات في مشروعات مثل المتنزهات والفنادق والمطاعم. ضرار عمير