لابد من الحل الوسط والمصالحة، الدعم الأوروبي للفلسطينيين لايعني تراجع تأييد تل أبيب

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاربعاء 24 شعبان 1423 هـ الموافق 30 أكتوبر 2002 الاتحاد الاوروبي يرسي علاقاته مع اسرائيل على ضرورة تمكين هذه الدولة من العيش بسلام داخل حدود معترف بها من ناحية دولية، وخالية من خطر (الارهاب). الاتحاد الاوروبي ادان ويدين (الارهاب) بصورة مطلقة. نحن نصر على ان تتخذ السلطة الفلسطينية كل الوسائل التي بحوزتها من أجل وقف الهجمات المدنيين الاسرائيليين، وتقديم المتهمين للمحاكمة. ان احراز السلام هو مهمة عاجلة ولكن السلام لا يحرز بضرب الفلسطينيين واهانتهم واخضاعهم. بالعكس، ستحظى اسرائيل بالسلام الثابت والاعتراف الكامل من كل العالم العربي فقط اذا شعر الفلسطينيون انهم يحظون بالاحترام المناسب ويستطيعون ادارة حياتهم كدولة ديمقراطية ثابتة بحدود معترف بها دوليا. الفوارق في المفاهيم بيننا بشأن وسيلة بناء السلام لا تشوش ما يربطنا معا، واولا وقبل كل شيء التاريخ. لن ننسى أبدا مأساة الكارثة. نحن نعترف بالاسهام الجليل للثقافة اليهودية في مجتمعنا، ونرى باسرائيل الدولة الديمقراطية الناضجة الوحيدة في المنطقة. ان القوة الاساسية للعلاقات بين الطرفين تتمثل باتفاق التعاون الساري منذ عامين. انه ينطوي على امكانية رفع التعاون بيننا الى مستوى ليس له مثيل في حوض البحر الابيض المتوسط. التجارة بيننا، العنصر المهم في النمو الاقتصادي لاسرائيل، ارتفعت من حيث حجمها بثلاثة اضعاف منذ بداية العقد الماضي. ونحو ثلث الصادرات الاسرائيلية تصل الى اسواق الاتحاد الاوروبي، وحوالي 40 في المائة من الواردات الاسرائيلية مصدرها من الاتحاد الاوروبي. مع استكمال ضم 10 مجتمعات جديدة الى الاتحاد عام 2002 ستزداد فرص التصدير الاسرائيلي اكثر فأكثر. روح المبادرة لرجال الاعمال في اسرائيل، وقوة العمل المدربة ومستواها التقني المتقدم يجعلها اقتصادا حديثا ومنافسا. ان قرار اسرائيل تبني اعراف وقواعد صناعية متبعة في الاتحاد الاوروبي والتعديلات التي جرت في السياسة المالية والمادية في اسرائيل واشراكها في الشبكة الكبيرة للاطر البحثية والجامعات والشركات المشاركة في برامج الابحاث الاوروبية، كل هذه تزيد من امكانية الاندماج المدهش في اقتصادنا. نحن ملزمون باقامة منطقة تجارة حرة مع كل بلاد البحر المتوسط حتى عام 2010 كذلك في عهد الازمة تمسكنا بحق اسرائيل في الشراكة الكاملة في هذه العملية. ان دعمنا للدولة الفلسطينية ليس دليلا على انخفاض التأييد لاسرائيل. بالعكس، ان اساسه هو الاعتراف بان التطوير الاقليمي حيوي ليس فقط لازدهار اسرائيل بل ايضا لامنها ذلك لان أي دولة لا تستطيع ان تنمو وتزدهر وسط جيران معادين وبمستوى نمو منخفض. ان ضائقة الفلسطينيين تخدم هؤلاء الذين يريدون المس بالاسرائيليين الابرياء. لذلك، فان مساعدة الاتحاد الاوروبي للسكان الفلسطينيين يحول دون تعميق الفوضى ويساهم في امن اسرائيل. الاموال التي ندفعها للسلطة الفلسطينية هي ايضا رافعة تساعدنا في حث الاصلاحات الحيوية داخلها. مثلما ندين ونشجب بدون تحفظ (الارهاب) ضد اسرائيل فاننا ندين ايضا قيام اسرائيل احيانا بالاستخدام المفرط لقوتها - القتل بدون محاكمة والعقاب الجماعي غير المناسب بدولة ديمقراطية كاسرائيل. دَعونا لوقف المستوطنات في الضفة الغربية وطلبنا من كل الاطراف في النزاع احترام حقوق الانسان بعد ان تعلمنا من الفصل المظلم في تاريخنا عن اهمية حرية الفرد وكرامته في السعي نحو السلام. ليس هذا رأينا فقط. في اطار اللجنة الرباعية المشتركة بيننا، وبين الولايات المتحدة والامم المتحدة وروسيا رسمنا خريطة طرق متفق عليها للخطوات التي يجب على اسرائيل والفلسطينيين ان يتخذوها حتى 2005. بعد عامين من العنف الشديد، ربما تستطيع اوساط خارجية المساعدة في الخروج من الطريق المسدود. ترى اوروبا اسرائيل كصديقة وشريكة مهمة. نحن نريد ان يكون هذا احساس اسرائيل تجاه اوروبا. سنواصل العمل من اجل ان نجلب لاسرائيل مستقبلا آمنا ومزدهرا، بسلام وتعاون مع جيرانها. الاندماج الاوروبي يثبت ان الحل الوسط والمصالحة امران ممكنان حتى بعد اجيال من الرجعية والحرب والمعاناة. بقلم: كريس باتين عن «يديعوت أحرونوت»

Email