لا يريد وجوهاً اسرائيلية في الاستعراض العراقي، بوش يفتح الخزائن والترسانات لشارون مقابل الصمت

ت + ت - الحجم الطبيعي

الثلاثاء 2 شعبان 1423 هـ الموافق 8 أكتوبر 2002 في يناير 1990 زار رئيس الحكومة الاسرائيلية اسحق شامير واشنطن لاجراء لقاء مع الرئيس جورج بوش، كانت تفوح في الجو رائحة الحرب الوشيكة مع العراق، وطلب من الضيوف ضمان أن لا تقف اسرائيل في طريقهم نحو تحرير الكويت. ووعد شامير بتجنب العمليات المباشرة واكتفى بوش بذلك، اتفق الاثنان على تشغيل قناة اتصال بينهما في الحرب وابقوا سؤال ماذا يحدث لو هوجمت اسرائيل، مفتوحا. بعد سقوط الصواريخ الاولى في اسرائيل، بدأت الادارة الاميركية تضغط على اسرائيل بعدم الرد. قبل شامير الاملاء وحافظ على ضبط النفس طوال فترة الحرب. واثنى بوش في مذكراته، على شجاعته. في ادارة بوش الابن تعلموا العبرة من حرب الخليج السابقة، وفي هذه المرة قرروا كبح جماح اسرائيل سلفا. في الاسبوع المقبل سيسمع ارييل شارون من الرئيس طلبا واضحا بالبقاء في الخارج وترك العمل للأميركيين. في الرسائل التي ارسلوها في نهاية الاسبوع الى القدس أوضح كبار الادارة الاميركية انهم لا يريدون رؤية اسرائيل في المحيط. لقد غضبوا من تصريحات الحرب الاخيرة التي ادلى بها مسئولون اسرائيليون وطالبوا بالحفاظ على مستوى منخفض من الاعلام وعدم التدخل. والصيغة المتبلورة هي ان الولايات المتحدة ستبذل كل ما في وسعها من اجل احباط اي هجمات بالصواريخ من العراق باتجاه اسرائيل وستمنحها انذارا مبكرا وتنشر في اراضيها بطاريات صواريخ باتريوت. وكان شارون وقادة اجهزة الامن الذين هددوا في السنة الاخيرة بالرد على الهجمات العراقية من اجل الحفاظ على قوة الردع، قد فهموا أن عليهم الاعتراف بالواقع. الولايات المتحدة تقوم بخطوة بعيدة الاثر تتمثل بتجريد السلاح واستبدال نظام في دولة معادية وبهذا العرض ليس ثمة أي دور لاسرائيل. في الاونة الاخيرة لين شارون من لهجته وقال ان الرد لن يكون تلقائيا وانه حسب رأيه ستبذل الولايات المتحدة المزيد من الجهد من اجل ازالة الخطر. في اللقاء مع بوش ستطرح سيناريوهات مختلفة في مقدمتها امكانية ان يستخدم العراق ضد اسرائيل سلاحا كيماويا او بيولوجيا. وأعرب مصدر سياسي كبير عن اعتقاده ان الولايات المتحدة ستقترح «مظلة» وستعلن انها ترى الهجوم غير التقليدي على اسرائيل مثل الهجوم عليها وسترد وفقا لذلك. سيوافق شارون بلا خيار، على ترك العراق للولايات المتحدة. ولكن مشكلته أكثر تعقيدا. ماذا يحدث لو أن الفلسطينيين او حزب الله اثاروا استفزازا. تطالب الادارة الاميركية ان تمتنع اسرائيل عن التصعيد في المناطق والشمال. وقال مدير عام مكتب رئيس الحكومة دوف فيسغلس لمستشارة الامن القومي كوندليزا رايس انه اذا وقعت عملية فان اسرائيل سترد. وفي الادارة الاميركية يتفهمون ولكنهم يطالبون «برد مناسب». وافقت اسرائيل الان على عدم الرد بالقوة على الضخ اللبناني في الوزاني. وهي تميل الى قبول اقتراح حل الوسط الذي بموجبه يضخون فقط لمياه الشرب. واذا رفضت بيروت فانها ستتورط مع الولايات المتحدة. يخرج شارون الى الولايات المتحدة في توقيت مريح. الادارة الاميركية على ابواب انتخابات للكونغرس وحكام الولايات المتحدة. وللاصوات اليهودية تأثير كبير في الولايات الاساسية. من المتوقع ان يظهر بوش حباً ووداً تجاه شارون، لقادته. بدل الضغوط سيغدق عليه بوعود بالدفاع والمساعدة تكون مقبولة على اسرائيل. وسيوضح شارون انهم لا يقولون «لا» للاصدقاء. وأعربت مصادر سياسية كبيرة ان بوش سيكتفي بمنع التصعيد في المناطق ولن يطالبوا بانسحاب الجيش من مدن الضفة قبل الحرب. وحسب المصادر يعرفون في الادارة الاميركية ان وجود الجيش في المدن يمنع العمليات التي من شأنها تصعيد الوضع. والولايات المتحدة ستكتفي بخطوات رمزية للفلسطينيين قبل تحويل اموال أخرى للسلطة. والسؤال الذي سيبقى مفتوحا هو ما اذا كانت بعد انتهائها من مخططها في العراق ستتفرغ للنزاع في الشرق الاوسط. وكان شامير قد أقتيد بعد الحرب الى مؤتمر مدريد وخسر السلطة. وفي قادم الايام اتضح انه قبل الحرب وافقت الولايات المتحدة على فتح الموضوع من جديد مع اسرائيل رغم الاعلان بعدم وجود علاقة بين الامرين. هذه المرة يقولون في القدس انه ليس ثمة سبب للقلق. حيث ان بوش الابن يختلف عن والده، والوضع في المنطقة مختلف. الادارة الاميركية تشارك اسرائيل في معرفة خطر «الارهاب» العربي ولا تعتقد انها السبب في عدم الاستقرار في المنطقة. وهي ايضا غير ملزمة تجاه السعوديين والمصريين مثل الادارات السابقة. وخطة التقدم السياسي تم الاتفاق بشأنها سلفا بين القدس وواشنطن ونشرت في خطاب بوش. ويتفق شارون وبوش على ان السلطة لن تحصل على شيء قبل وقف العنف، ولكن رغم كل الدلائل المهدئة فان ساعة الاختبار ستكون بعد الحرب المخططة التي احدا لا يعرف متى وكيف تنتهي. بقلم: ألوف بن عن «هآرتس»

Email