بدون تباين لا نكون بشراً، فيليبي أرنستو: الأطلسي يوحد ويفرق بين البرين

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاربعاء 25 رجب 1423 هـ الموافق 2 أكتوبر 2002 ينشر فيليبي فيرنانديز أرنستو كتاب «الحضارات» حيث يصبو فيه لوضع تاريخ للطبيعة بما يضمن وجود الانسان في موقع القلب منها. ويقول أرنستو عن كتابه هذا: «انه النتيجة النهائية لمعاينة طويلة من اجل فهم الانسان الذي لا يمكن فهمه بدون وضعه داخل الطبيعة. والنقطة التي ينطلق منها الكتاب تتمثل في تعريف الحضارة على انها تلك العلاقة القائمة بين الانسان والطبيعة والظاهرة في تناسل محيط قد اعيد تشكيله وضبطه على ايقاع الاستخدامات البشرية. ولقد سعيت في هذا الكتاب الى كتابة تاريخ الطبيعة، شاملاً الانسان فيه». لكن ألهذا السبب نلحظ وجود نقد صامت للتعريفات التقليدية والغربية للحضارة؟ يجيب الكاتب: بالنسبة لي لا علاقة لهذا بمراحل التطور أو السياقات التقدمية للاتقان البشري. وأعتقد انه يجب الهرب من الاطروحات التضادية بين ما هو بدائي وما هو حضاري، والحذر ممن يؤكد وجود مناطق غير متحضرة امام مناطق اخرى متحضرة. فهناك ثقافات اقل تدخلا في المحيط الطبيعي وأقل «تحضرا» بما يتفق مع التقليد الغربي، لكنها اكثر عقلانية في علاقتها مع الوسط البيئي. انها على سبيل المثال انها حالة شعب البوشمان الذي يختصر آلاف السنين من التطور الثقافي وما زال على قيد الحياة حتى يومنا هذا. مع ذلك عندما نعرف الحضارة على هذا النحو ألا نكون نمارس نقداً لجنة البيئة السعيدة؟ يوافق أرنستو قائلاً: هذا صحيح، لكني ابقى في موقعي الصحيح بيئياً، لأني اثبت ان المجتمعات الاكثر اضطهادا لديها انجازات ارقى في عناصر توافقية كثيرة فيما يتعلق بالحضارات. بالاضافة الى انني اعتقد ان للحضارة ثمنها، المتمثل في التعسف السياسي والسيطرة الشاملة ووجود الامراض والأوبئة وغيرها.أما عن تأثير التوسع الأوروبي في مسار الحضارة ففي نهاية القرن الخامس عشر، كان للمجتمع الغربي ثقافة مميزة، التصقت بالاستكشاف والمغامرة اكثر من التصاقها بالتفوق التقني. وبالاضافة الى ضرورة البحث عن مصادر جديدة للثروة، كانت هناك روح نبيلة ونوع من الاخلاق الارستقراطية كانت تتمتع بملمح خاص تمثل في ارتباطها بالبحر. وهذا العنصر الثقافي موجود في قاعدة الاكتشافات الجغرافية التي بسطت الامبراطوريات الاوروبية عبر العالم، لكن يجب التذكير بأن هذه الامبراطوريات احتلت ميادين محدودة، بالاضافة الى ان ثقافات اخرى كانت متكيفة بشكل افضل مع التدابير العدائية. ويشغل القسم الاخير من الكتاب الحضارة الاطلسية وهو ما يثير قضية العلاقات الراهنة بين الولايات المتحدة وأوروبا؟ يقول أرنستو: الاطلسي يوحد، لكنه يفصل أيضاً وبالرغم من الإرث المشترك، سوف تبرز اختلافات وخصومات كثيرة بسبب وجود مصالح متباعدة. لكن هذا لا يعني اننا بصدد ظاهرة جديدة. ففي نهايات القرن الثامن عشر، حدثت عمليات الاستقلال في ثلاث عشرة مستعمرة بريطانية وفي أميركا الاسبانية، وفي وقت لاحق حدث تقارب حضاري جديد. وفي النهاية فإننا جميعاً وصلنا الى حيث نحن متحدرين من جزء آخر. وعلى الرغم من الاعتراف بضرورة ضبط الهجرة، يجب ابراز طابعها الايجابي المرتبط بجميع حالاته بنوعنا كبشر وبحاجتنا البيولوجية والثقافية. بكلمات اخرى، بدون تعددية لا توجد انسانية. ترجمة: باسل أبو حمدة عن « ايه .بي .سي» ـ اسبانيا

Email