نهايات فاجعة لصانعي فرح عرب

ذكرى، سوزان تميم، سعاد حسني، تحية كاريوكا، أحمد زكي، سعاد نصر، يونس شلبي، نهاد قلعي، علاء ولي الدين، رامي الشمالي.. أسماء خلدها الفن في أذهاننا وقلوبنا. ولكن نهاية هؤلاء المأساوية والمفجعة، شكلت صدمة حقيقية لدى جمهورهم العريض، فمنهم من مات على أيدي القتلة المأجورين، ومنهم من غيّبه المرض. أما البعض الآخر فوضعت عمليات التجميل حداً لحياته، في حين توفي أحدهم في حادث سير لفّت تفاصيله الغموض.

 

ما أبشع صور موت البشر، حين يأتي على طبق القتل والتشويه.. كانت المغنية التونسية ذكرى أول مطربة تقدم «ديو» مع محمد عبده، إذ اختارها فنان العرب من بين العديد من المطربات للغناء معه في أغنية «حلمنا الوردي»، بعد النجاح الباهر الذي حصدته أغنياتها المتنوعة والصدى الكبير الذي حققته في أرجاء الوطن العربي، ولكن في 28 نوفمبر من عام 2003، استيقظ جمهورها على خبر مقتلها هي وزوجها أيمن السويدي، إذ لم يكن الأخير في وعيه فقتلها ثم انتحر، وفقاً للتحقيق. وكان الخبر من أقسى الصدمات التي تلقاها الشعب التونسي تحديداً، حيث قطعت تونس سبعة من برامجها المعتادة، وبثت بدلاً منها، برنامجاً حول تاريخ الراحلة المحبوبة.

والتي لا تقل في مستوى شعبيتها عن الهادي بالرخيصة ونجيب الخطاب. وبالرغم من أن وفاتها لم تأخذ أبعاداً سياسية حينها، إلا أن موقع «عرب تايمز» الإلكتروني، نقل عن جريدة «الفجر» المصرية، أن أسرة المغنية الراحلة، والمتمثلة في توفيق محمد الدالي وأخته سيدة، شقيقا الفنانة ذكرى، تقدما ببلاغ للنائب العام يفيد بتورط جمال نجل الرئيس المصري السابق حسني مبارك، في قضية القتل، لاسيما وأن الشقيقين أكدا أن لديهما تفاصيل عن تورط جمال مبارك. وأبرزها أن تقرير الطب الشرعي نفى ما جاء من حيثيات مصدرها موقع الحادث، ومنها أن زوجها أيمن السويدي كان مخموراً.

 

سوزان تميم

لقيت المغنية اللبنانية سوزان تميم مصرعها في دبي، عندما عثر عليها مقتولة، في شقتها في دبي، بتاريخ 28 يوليو 2008، بعد أن عاجلها القاتل بمجرد فتحها باب الشقة، بسكين غرزها في رقبتها.

وجاء في مؤتمر صحافي لشرطة دبي، بتاريخ 11 أغسطس عام 2008، أن القاتل الذي صور من قبل كاميرات أمن البرج السكني في منطقة المارينا بدبي، قبض عليه في بلد عربي آخر.

ومن جهة ثانية، ألقت الشرطة المصرية القبض على محسن السكري، والذي يشغل وظيفة ضابط أمن مدني في أحد الفنادق، ووجه الادعاء العام المصري تهماً رسمية ضد السكري، بقتل سوزان مقابل مليوني دولار من هشام طلعت مصطفى، عضو مجلس الشورى المصري.

 

سعاد حسني

توفيت الفنانة سعاد حسني «سندريلا» الشاشة المصرية والعربية، إثر سقوطها من شرفة منزلها في لندن، بتاريخ 21 يونيو 2001. ورجحت التحقيقات احتمال انتحارها، لأنها عانت من حياة العوز والفاقة والمرض، قبل أن تلقى حتفها في مدينة الضباب، إلا أن المقدم محمود عبد النبي، ضابط الشرطة الذي أحالته الداخلية من الخدمة إلى التقاعد بعد شهادته في مقتل سعاد حسني، أكد أن قاتل السندريلا شخص يُدعى رأفت بدران.

 وذكر ذلك خلال برنامج «الشعب يريد» مع الإعلامية دينا عبدالفتاح. وأضاف محمود عبدالنبي، أن صفوت الشريف كلف مجموعة من الضباط بتنفيذ عدة عمليات اغتيال منها اغتيال سعاد حسني، وأطلق على من يقومون بها اسم «كتائب الإعدام»، كذلك طالب عبدالنبي بمقارنة البصمات التي رفعت من ساحة الجريمة، ببصمات ضابط أمن الدولة السابق محسن السكري، مبرراً طلبه بحيازته معلومات تؤكد أن وزارة الداخلية وكبار رجال النظام السابق، استخدموه في العديد من عمليات الإرهاب الدولي، نظراً لتميزه في وحدة الإرهاب الدولي التابعة لوزارة الداخلية، مضيفاً أن السكري استخدم اسم «رأفت بدران» في تلك العملية.

 

شكل مغاير

حوادث السير كثيرة، للأسف، ومروعة بكل أشكالها ونتائجها، ولكن عندما يكون ضحاياها شخصيات ذات شعبية كبيرة، وتصبح تفاصيلها سرية للغاية، وتموت الحقيقة في تقارير طبية مزورة أو شهادات زور، فإنها تشحن الجمهور بحالة من الغضب والتوتر.

 

رامي الشمالي

ودع المغني اللبناني الشاب ونجم برنامج «ستار أكاديمي»، رامي الشمالي (23 عاماً)، الحياة وجمهوره ومحبيه، بتاريخ 10\7\2010، إثر حادث مروري أليم تعرض له في مصر، مع زميله في البرنامج محمود شكري الذي نجا بأعجوبة، وبالرغم من تحميل التحقيقات رامي الشمالي مسؤولية قيادة سيارة محمود شكري، والتسبب بطيشه بقتل نفسه وآخرين في الحادث، إلا أن ما تقشعر له الأبدان، هو تنبؤ الشمالي بطريقة وفاته، خلال وجوده في الأكاديمية، إذ روى لأحد أستاذته أن حلماً يراوده منذ زمن بأنه سيموت بحادث سير، ولكنه لن يكون السائق، وهو ما أثار الشكوك.

 

أحمد زكي

غيبت الأمراض الكثير من الفنانين أيضاً، فمن منا لا يذكر كيف دوّى خبر وفاة الممثل المصري أحمد زكي الذي اختزل الكثير من الأحاسيس والطاقات الكامنة وعبر عنها من خلال أدواره المختلفة؟

لُقب أحمد زكي بـ«فتى الشاشة الأسمر»، وتوفي في السابع والعشرين من مارس عام 2005، إثر صراع طويل مع مرض سرطان الرئة الذي تردد بأنه كان السبب في إصابة زكي بالعمى في أواخر أيامه.

 

يونس شلبي

وتوفي الممثل الكوميدي المصري يونس شلبي، في 12 نوفمبر عام 2007، عن عمر ناهز الـ66 عاماً بعد معاناة مع المرض، والخضوع لعدة عمليات جراحية في القلب. وكان يونس قد أجرى أكثر من عملية لزراعة شرايين في ساقه، كما أجرى له الأطباء تغيير ثلاثة شرايين في القلب، حتى توفي ودفن في مقابر العيسوي بالمنصورة.

 

سعاد نصر

كما توفيت الممثلة المصرية سعاد نصر في 6 يناير عام 2007، بسبب خضوعها لعملية شفط دهون في أحد مستشفيات القاهرة، ودخلت في غيبوبة بعد إعطائها جرعة مخدر في ديسمبر 2005، كانت بغرض التمهيد لإجراء عملية شفط الدهون، ولكن نتجت عنها حالة غيبوبة كاملة استمرت مدة عام، ومن ثم توفيت سعاد نصر.

وكان قد صاحب محنة مرضها العديد من الاتهامات من جانب وسائل الإعلام، لطبيب التخدير المسؤول عن العملية، ولكن في نهاية المطاف تمت تبرئة الطبيب وخرج من سجن الاتهام.

 

نهاد قلعي

نهاية الممثل والكاتب السوري نهاد قلعي، أو المعروف بـ«حسني البورظان»، وهي الشخصية التي جسدها في المسلسل الشهير «صح النوم»، مؤثرة للغاية، إذ ضُرب على رأسه بعصى أصابته بشلل وقضى بقية عمره طريح الفراش، بعد أن هجره أصدقاؤه ورفاق دربه. فمات فقيراً معدماً، لأنه باع كل ما يملك ليعالج نفسه من مرض الشلل، ولم يستطع متابعة مشواره الفني إلا عن طريق الكتابة للأطفال، في إحدى المجلات اللبنانية، إلى أن توفي بسبب جلطة قلبية في العام 1993.

تحية كاريوكا

أما الممثلة والراقصة تحية كاريوكا التي عُرفت بأنها آخر العظماء في تاريخ الرقص الشرقي، فكانت بلا سكن ثابت ولا حتى مورد رزق، عقب أن تخلت عنها الأضواء وفقدت كل ثروتها في الأيام الأخيرة من حياتها، وتوفيت في 20 سبتمبر عام 1999، عن عمر ناهز 84 عاماً، نتيجة جلطة رئوية حادة بعد عودتها من رحلة العمرة.

 

مقبرة علاء ولي الدين

وفارق الحياة الممثل المصري علاء ولي الدين الذي برز من خلال أدوار ثانوية في أفلام عادل إمام، ثم انطلق بعد ذلك وقام ببطولة عدة أفلام، عن عمر ناهز السابعة والثلاثين. وشكلت وفاته صدمة للجمهور المصري والعربي، خاصة أن وفاته تزامنت مع أول أيام عيد الأضحى، من جراء مضاعفات السكري الذي كان يعاني منه. والغريب أن الفنان الراحل اشترى مقبرة قبل وفاته بشهور، وكان حريصاً على متابعة بنائها، ولكن القدر أنهى حياته في 11 فبراير عام 2003.