سعودية أوصلتها المجوهرات إلى العالمية

خلود الكردي: الأحجار الكريمة أغوتني

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تحرك المجوهرات عواطف النساء فقط، بل إنها ترفع معنوياتهن وتشعرهن بالتفرد، وإلا لما كنّ يتزين بقطع وحلقات من الحديد والعظام في العصر الحجري، ولكن الحال مختلف قليلاً مع المصممة السعودية خلود الكردي، الملقبة بـ"أكثر النساء جاذبية وأناقة في دبي لعام 2012"، إذ لم تُشعرها المجوهرات بالتميز عن بنات جنسها فقط، بل أوصلتها على العالمية.

لا سيما بعد أن تم تصنيفها كواحدة من أفضل 30 مصمم مجوهرات عالمياً من قبل منظمة "إيكو ارت انترناشيونال" التابعة لجمعية الأمير ألبرت، أمير موناكو، حيث اُختيرت قطعتها الفنية "صقر زايد" كأفضل تصميم للمشاركة في المزاد الذي أقامته دار "سوذبيز" العريقة للمزادات.

 

تتحدث خلود عن الأسباب التي جذبتها نحو التخصص في مجال المجوهرات،مشيرة إلى أن الإثباتات العلمية المبهرة حول تأثير الأحجار الكريمة على جسم الإنسان وحياته هي التي أثارت في نفسها الفضول وشجعتها على السفر إلى تايلند لنهل أكبر قدر من المعلومات والمعرفة.

وقالت: أكد العلماء على سبيل المثال، أن حجر الزمرد يجلب الرزق الوفير، أما حجر الروبي فيتحكم بمستويات الطاقة في الجسم وينشط الدورة الدموية، وسفري إلى تايلند كان بهدف الاطلاع وتطوير معلوماتي فقط، لأنني أعد تلك الحقائق العلمية مجرد معتقدات.

 

جوهرة الجزيرة

التميز هو أقل معايير النجاح لدى خلود الكردي الملقبة أيضاً بـ"جوهرة الجزيرة"، نظراً لتحقيقها نجاحات متتالية في العديد من الفعاليات والمسابقات العالمية الخاصة بصناعة الذهب، ونيلها الكثير من الجوائز المحلية والعالمية، وقالت الكردي عن أولى خطواتها على سلم النجاح، التي ما كانت لتكون لولا دعم والديها لها: انصب اهتمام والدي ووالدتي علي، كوني الابنة الوحيدة لهما،.

حيث كان والدي أسامة عبدالحميد كردي، رحمه الله، سفيراً للمملكة في هولندا، وكان يشجعني دائماً على إكمال دراستي الجامعية ويحثني على الاجتهاد والتسلح بالعلم وتطوير ذاتي، خاصة وإنه كان شغوفاً بالنحت والرسم، أما والدتي فقد كنت ولا أزال أستمد منها القوة والحماس والإصرار على الوصول إلى أعلى قمم النجاح.

 

السفر إلى أميركا

وأضافت: عندما أنهيت المرحلة الثانوية في السعودية، سافرت إلى أميركا لدراسة تصميم الأزياء وإنتاج عروض الأزياء، ثم درست تصميم المجوهرات وعلم الأحجار الكريمة، وتخرجت من جامعات ومختبرات مرموقة في الولايات المتحدة الأمريكية.

ونلت شهادة الماجستير ما ساعدني على صقل موهبتي وتطويرها على أيدي خبراء ومحترفين وذوي خبرة طويلة في المجال، كما تمكنت من الحصول على شهادة "مصمم مجوهرات محترف" من المعهد الأميركي للأحجار الكريمة، وهو أكبر معهد متخصص في المجوهرات ومقره لوس أنجلوس في الولايات المتحدة.

 

في دبي

بعد إنهاء الكردي لدراستها انتقلت للعيش في دبي، وافتتحت محل مجوهراتها الخاص في دبي مول، لتقدم تصاميمها الحصرية الفريدة، وقالت: لم أواجه أي صعوبات تذكر عندما افتتحت محلي الخاص في الأول من يناير عام 2009، وبدا الأمر كما لو كنت أشاهد حلماً جميلاً وعندما فتحت عيني وجدته أمامي على الأرض الواقع بسرعة ويسر ودون أي عقبات والحمد لله.

واستطردت قائلة: اخترت لمحلي اسم "دار تجور للمجوهرات" أي المجوهرات الخالدة أو الدائمة، وأصبحت "المجوهراتية" الخاصة بعائلتي والمقربين والمعارف، كما شاركت بالكثير من المسابقات والفعاليات التي رسخت اسمي وثبتت وجودي على الساحة، إذ أحرزت المركز الأول في مسابقة تصميم المجوهرات العالمية عام 2009.

كما انني أعتز بلقب أفضل مصممة مجوهرات عربية لعامي 2010-2011، والذي حصلت عليه من أكبر جهة داعمة لمجال المجوهرات من خلال حفل توزيع جوائز الشرق الأوسط للمجوهرات والساعات الذي أُقيم في البحرين، كما حصلت على لقب "امرأة مجوهرات العام" عام 2010، نتيجة تفوقي في عالم المجوهرات وتطويع مجالات الثقافة العربية وصياغتها على شكل قطع فنية لفتت أنظار الشرق والغرب على حد سواء.

فقد تم اختياري لأشارك في مزاد "أمفار" الخيري العالمي، الذي يحظى برعاية نخبة من ممثلي هوليوود في الولايات المتحدة، والذي تباريت فيه مع أكبر دور المجوهرات العالمية، وكم كانت فرحتي كبيرة حين اُختتم الحدث ببيع قطعتي الفنية المسماة "إحساس فارس" كأغلى قطعة في المزاد، حيث وصل سعرها إلى 110 آلاف دولار أميركي، واعتبرها القائمون على الحفل "قطعة لا تقدر بثمن".

 

سحر العيون السود

قلادة "إحساس فارس" تفوقت على النسخة الخاصة من ساعة "كارتييه" والنسخة المحدودة من حقيبة "شانيل" وغيرها من القطع الفريدة، لأن الكردي استلهمتها من قصيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وهي بعنوان "جفني جفا ما غضت العين بنعاس".

وقالت: منافسة أرقى دور المجوهرات ليس أمراً سهلاً، ويتطلب أفكاراً استثنائية لتحقيق الفوز، وقد أخذت من قصيدة سموه أبيات معينة وهي :" يا بو عيان دعج سود ونعاس/ سمر الهدب مثل الرماح المناكيس/ وسنا دنوف كن في حجرها ألماس/ صوابها إلا القلوب الأحاسيس"، وقمت بصف هذه الأبيات الشعرية في سياق سلسل يصف جمال المرأة ومدى حسن تلك العيون السود الواسعة ذات الرموش الطويلة المتلألئة مثل الألماس ولا تراها إلا القلوب المفعمة بالأحاسيس.

 

محطات مهمة

وبسؤال الكردي عن أهم المحطات في حياتها المهنية، قالت: هناك عدة محاطات مهمة في حياتي ولعل أبرزها عندما تم اختياري عام 2006 لأشغل منصب مديرة التطوير لمنطقة الخليج العربي في بورصة الألماس، وهي سوق البورصة الوحيدة على مستوى المنطقة.

وتابعت: أيضاً كنت فخورة بنفسي جداً، عندما تم اختياري عام 2012 كأول مصممة مجوهرات سعودية انتقتها دار" كريستيز" للمزادات الفنية، لتشارك بقطعة فنية حصرية، وشعرت حينها بحلاوة الاجتهاد والمثابرة، الأمر الذي حفزني على التفكير في تصميم قطعة لا مثيل لها، وبالفعل وفقني الله في تصميم قطعة فنية تجسد زهرة الأوركيد بأدق تفاصيلها وألوانها، وقد كانت مرصعة بأجود أنواع الألماس والزفير الوردي ذا الألوان المتدرجة، كما أثنى الجميع على جمال تصميمها ودقة صياغتها.

ووصفت الكردي حصولها على لقب "أكثر النساء جاذبية وأناقة في دبي عام 2012" من خلال حملة التقييم الضخمة التي أقامتها مجلة "هاربر بازار"، بأنها المحطة الأقرب إلى قلبها، ومضت قائلة: أنتجت شركة "أي تي بي" هذا العام كتاباً وثائقياً حمل اسم "أكثر النساء إلهاماً في دبي" وكم كانت سعيدة حين تم اختياري كواحدة من تلك الفئة من النساء.

 

حرفية عالية

تعكس المجوهرات ذكاء المرأة وذوقها الراقي، وكلما كانت ترتدي قطعاً نادرة، دلّ ذلك على حرصها على التميز، وخلود الكردي تعزف على هذا الوتر بحرفية عالية، ما جعل تصميماتها من القطع المفضلة لدى العديد من الأسماء اللامعة في مجال الفن ولدى سيدات المجتمع الراقي، وعن أحدث تصميماتها قالت: لدي مجموعة جديدة بعنوان "عبق الحب"، وهي مجموعة حصرية من المجوهرات المستخدم فيها خشب العود، وقد لاقت صدى كبيراً لما تقدمه من جمال وتفرد في التصاميم والمواد المستعملة.

 

 

 

 

كولومبيا

 

الكردي شغوفة بجمع واقتناء أندر أنواع الألماس والأحجار الكريمة، وهذا ما دفعها إلى بذل مجهود كبير على مدار سنتين بحثاً عن حجر زمرد نادر كان مثبتاً على أحد سيوف المغول، وبعد اجتهاد كبير أخبرها أحدهم أن الحجر الذي تريده موجودٌ في كولومبيا بحوزة تاجر مجوهرات، فسافرت إليه واشترت الحجر منه، وعندما عادت إلى دبي طلبت منها سيدة أعمال أن تحول هذا الحجر النادر جداً إلى قلادة.

Email