الصلب المفتوح من مسببات الإعاقة

الصلب المفتوح من مسببات الإعاقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

واحدة من التشوهات الخلقية التي تنشأ عن تشوه في القناة العصبية Neural Tube الموجودة داخل العمود الفقري تلاحظ لدى بعض المواليد الجدد والتي من الممكن أن تسبب في إعاقات مختلفة اعتمادا على نوع وحجم ومكان الشق. مسمى لاتيني الأصل ويعني شق العمود الفقري وهو من التشوهات الخلقية التي تلاحظ لدى 2-1 من كل 1000 حالة ولادة .

وينتشر هذا النوع من التشوهات لدى بعض الشعوب بنسبة أعلى من شعوب أخرى ففي الولايات المتحدة يحدث هذا التشوه لدى السكان ذوي الأصل الإفريقي بنسبة أعلى من حدوثه لدى السكان ذوي الأصول الأوربية وفي بعض الجزر البريطانية ترتفع النسبة إلى ثلاثة حالات من كل ألف مولود. والملاحظ أن نسبة حدوث هذا النوع من التشوهات الخلقية قد انخفض بشكل عام عن السابق حيث تراجعت النسبة بشكل مطرد منذ سبعينات القرن الماضي.

الشق الشوكي يحدث لدى الجنين في الشهر الأول من بداية تكونه داخل الرحم وغالبا ما تكون الإصابة قبل أن تعلم الأم بأنها حامل. والشق في العمود الفقري يحدث بسبب عدم التحام القناة داخل العمود الفقري والتي تضم مجموعة كبيرة من الأعصاب والأنسجة الأخرى . التحام القناة هذه يحدث في الأحوال العادية في اليوم الثامن والعشرين من بداية الحمل .

أنواع ودرجات الإصابة

درجت العادة أن يتم تصنيف أنواع الشق الشوكي بناء على شدة الإصابة ودرجتها وكذلك حسب الشكل التي تأخذه الإصابة.

وبناء على هذا التصنيف توجد الفئات التالية

1- الصلب المفتوح البسيط أو المخفي Spina Bifida Occulta وتعني العمود الفقري المشقوق غير الظاهر وهو ابسط أشكال الإصابة تحدث في %10 من مجموع الحالات. ونادرا ما يسبب هذا النوع إعاقة حركية عند الشخص المصاب والأمر يعتمد على مكان الإصابة.

الشق هنا يكون صغيرا جدا بحيث لا يسمح ببروز الكتلة إلى الخارج، من مظاهر الإصابة بهذا النوع من الصلب المفتوح وجود تغيرات في الجلد في المنطقة المصابة مثل نمو الشعر في هذه المنطقة أو ووجود زوائد لحمية أو ثنايا جلدية أو شامة بلون معين.

الكثير من المصابين بهذا النوع لا يعرفون حتى أنهم مصابون حتى سنين متأخرة من حياتهم عندما تبدأ علامات الإصابة بهذا النوع بالظهور والتي تكون على شكل علامات عصبية في حركة الرجلين أو في وظيفة المثانة. الدراسات في هذا المجال لم تتوصل إلى نتيجة حاسمة حول تأثير الإصابة بهذا النوع من الصلب المفتوح فالبعض من الدراسات أشارت إلى علاقة بين هذا النوع من الشق الشوكي وآلام أسفل الظهر أو إصابات أخرى في العمود الفقري بينما هناك دراسات أخرى لم تؤكد مثل هذه العلاقة.

2- النوع الثاني من الشق الشوكي يطلق عليه مسمى : الكيس السحائي الشوكي Myelomeningocele وهي درجة شديدة من الإصابة والأكثر خطورة لكون الفتحة واسعة بحيث تسمح لجزء من الحبل الشوكي والأعصاب بالخروج خارج الفتحة في العمود الفقري ويتجمع هذا الجزء على شكل ورم كيسي مغطى بغشاء (سحائي) (وفي بعض الأحيان دون وجود هذا الغشاء).

الإصابة بهذا النوع من الصلب المفتوح تكون نتائجها واضحة على الشخص المصاب وتأخذ أشكالا متنوعة مثل درجة معينة من الشلل وفقدان الإحساس في أجزاء الجسم الواقعة أسفل مكان الإصابة وتشوهات في منطقة الحوض والركبتين وفقدان التوتر العضلي حَِّّكٌم َُُّ واعتمادا على موقع الإصابة من الممكن أن تسبب هذه الإصابة الآما مبرحة في أسفل الظهر وإعاقات حركية أخرى.

معظم المصابين بهذا النوع من الصلب المفتوح يعانون من اضطرابات في التحكم بعملية التبول والبراز. وقد نجد لدى فئة من المصابين تشوهات في الجزء الخلفي من الدماغ أو المخيخ، وحوالي %90 من المصابين بهذا النوع من الصلب المفتوح يعانون من استسقاء الدماغ Hydrocephaٌَِّّ.

3- النوع الثالث من الصلب المفتوح يسمى الكيس السحائي Meningocele وهو أقل انتشارا من النوعين السابقين وتكون الإصابة هنا متوسطة وتكون على شكل فتحة في الجهة الخارجية لبعض الفقرات مما يسبب خروج أغشية الحبل الشوكي التي تظهر على شكل كيس Cyst وعند حالات أخرى تكون الفتحة في الجهة الخلفية للفقرات. الاضطرابات التي يعاني منها الشخص المصاب تكون متوسطة أو بسيطة في معظم الأحيان.

أهم الأسباب

تختلف أسباب الإصابة من حالة إلى أخرى فهناك عوامل وراثية وراء بعض الإصابات وهناك عوامل أخرى تتعلق بالأم الحامل وتناولها بعض الأدوية أثناء الحمل أو إصابة الأم ببعض الأمراض مثل تسمم الحمل وهناك كذلك عوامل غذائية مثل نقص بعض المعادن في جسم الأم الحامل وأشارت بعض الدراسات إلى العلاقة القوية بين النقص في ئٌُيك فكيل والإصابة بهذا النوع من التشوهات الخلقية وتبين من دراسات أخرى أن المكملات الغذائية التي تحتوي على هذه المادة تخفض إلى حد كبير احتمال إصابة الجنين بالصلب المفتوح وتشوهات أخرى مثل الشفة الارنبية أو فتحة سقف الفم .

وبعض الدراسات أشارت إلى وجود علاقة بين ارتفاع درجة حرارة جسم الأم الحامل نتيجة عوامل خارجية وإصابة الجنين بالصلب المفتوح. وعلى الرغم من هذه الدراسات إلا انه لا يعرف على وجه الدقة أسباب الإصابة بهذا النوع من التشوهات الخلقية. والرأي السائد في الوقت الحالي هو أن الإصابة بالصلب المفتوح تنشأ نتيجة مجموعة من العوامل في الوقت نفسه.

العلاج

التدخل الجراحي قد يتم عند بعض الحالات من أجل إغلاق الفتحة ويتم في هذه العملية إرجاع كتلة الأعصاب وتغطيتها بالجلد أو الأنسجة الأخرى ويعتمد أمر التدخل الجراحي لتقدير الجراح وتقييمه لحالة المصاب والهدف من العملية الجراحية يكون في معظم الأحيان عدم تفاقم حالة المصاب ومنع العدوى أو إصابة الأنسجة العصبية بأضرار إضافية.

عند حالات أخرى يكون من المهم إجراء عملية Shunt (تصريف للسائل المخي) وذلك في حالة استسقاء الدماغ. معظم المصابين بحاجة إلى متابعة طبية دائمة من قبل طبيب الأعصاب وطبيب العظام وتخصصات طبية أخرى من أجل متابعة حالة المصاب الصحية والحركية ومتابعة وظيفة الكلى والمسالك البولية وغير ذلك من الأمور الصحية. المصابون بالحالة الشديدة من شق العمود الفقري يحتاجون إلى وسائل وأدوات مساعدة كثيرة مثل الدعامات المعدنية والجبائر الخاصة والعكازين والكراسي المتحركة وذلك لمساعدتهم على الحركة.

ومن المعروف أنه كلما كان موقع الإصابة في الجزء الأعلى من العمود الفقري كانت الإعاقة الحركية والشلل أشد وفي هذه الحالة فإن الحاجة تكون للكرسي المتحرك. وفي حالة الشق في أسفل العمود الفقري فقد يستطيع المصاب الحركة باستخدام دعامات خاصة للرجلين. العديد من المصابين بحاجة إلى قسطرة في الجهاز البولي بحيث يتم إدخال أنبوب لتفريغ المثانة وفق برنامج معين.

البرامج التأهيلية

كثيرة هي البرامج العلاجية التي يحتاجها الطفل المصاب، من هذه البرامج العلاج الطبيعي والذي يبدأ مع الطفل في الأيام الأولى بعد ولادته بهدف التقليل من شدة التشوهات الخلقية والمساعدة في تحسين الأداء الحركي أو المساعدة على المشي فيما بعد (عند بعض الحالات وليس جميعها).

وهناك برامج علاج طبيعي خاصة بعد العمليات الجراحية عند الحالات التي تجرى لها عمليات جراحية. أيضا هناك حاجة ملحة لبرنامج خاص بالعلاج الوظيفي عند الكثير من الحالات يركز على تطوير مهارات وقدرات حركية خاصة ونشاطات الحياة اليومية وتكييف الكثير من الأدوات والأجهزة لكي يتمكن المصاب من استعمالها تبعا لحالته.

عند فئة أخرى من المصابين وفي حالة وجود إعاقة عقلية مصاحبة يكون الطفل بحاجة إلى برامج تربية خاصة وخدمات مساندة أخرى تركز على تطوير مهارات وقدرات معينة عند الطفل.

ناظم فوزي

بكالوريوس في علم الإعاقة

ماجستير في اضطرابات اللغة والكلام

Email