قيادة السيارة الآمنة وصحة الجسم -2-2

قيادة السيارة الآمنة وصحة الجسم -2-2

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تعد السيارة في هذا العصر سلعة كمالية يقتصر استخدامها على أصحاب الحظ والبحبوحة، بل أصبحت وسيلة نقل من ضروريات الحياة. إلا أنها تعتبر من التقنيات الحديثة القاتلة أحياناً، ومن أحد مسببات ما يسمى بأمراض العصر التي تصيب الإنسان.

محور السائق ــ السيارة يجمع بين الطرف الجامد وهو السيارة والطرف الحي وهو الإنسان. ولغرض القيادة السليمة الآمنة يجب أن يتوافر فيهما الشروط الفنية للطرف الأول والصحية للطرف الثاني وأن يبقيا تحت المراقبة والإشراف. لأنه قد ينتج عن هذا المحور كارثة إذا لم يتم السيطرة عليه بالشكل الصحيح والمستمر. ويشمل محور السائق ــ السيارة أطرافاً أخرى هي الشارع والسيارات الأخرى وسائقيها والظروف البيئية المحيطة.

ولعل قائد السيارة هو الحلقة الأقوى والأضعف في نفس الوقت من هذا المحور; فعقل السائق عبارة عن المركز الذي يقيم بسرعة كبيرة ما يصله من معلومات مصدرها حواسه الخمس والجلد والعضلات ثم يعطي أوامره بالعملية المناسبة وينفذها على السيارة سواء كانت مناورة أو توقف أو سرعة. كما أن المعرفة والخبرة في قيادة السيارة والتعب أو النشاط والصحة الجيدة والتغذية والسلوك السليمين للسائق وبالإضافة إلى العوامل الفنية المتعلقة بالسيارة تؤدي إلى الأمان. وقد تؤدي إلى أن ينقلب السحر على الساحر فقد يصبح تأثيرها عكسياً ونتائجها مهلكة على السائق. إذا ما أهمل العوامل السابقة أو أحدها.

الإنجاز الآمن لقيادة السيارة

الإنجاز السليم والآمن لقيادة السيارة يتم تحقيقه بشروط فنية وإدارية وصحية وبيئية لكل طرف في محور السائق ــ السيارة. ونظراً للعبء الجسدي والعقلي الذي يتواجد تحته السائق فإنه يعتبر في مكان عمل أثناء قيادته للسيارة. لذلك يجب تكييف ظروف العمل داخل السيارة والبيئة المحيطة بها ليلائم جسم السائق بشكل صحي وسليم وحتى يستطيع إنجاز عمله بسلامة ودون ضرر على جسمه.

كما أن هناك علاقة وثيقة بين سلامة وراحة القيادة مع عناصر صحة الجسم كالطول والوزن ومقعد القيادة. بحيث لا يشكل ضرراً على العمود الفقري والرقبة وعضلات اليد والرجلين ومركز أوامر القيادة كالدماغ والحواس التي تنقل المعلومات اللازمة لإنجاز عمل القيادة بشكل سليم. إن الإنجاز السليم لقيادة السيارة عبارة عن مجموع كل من: القدرة على الإنجاز الفيزيائي الجاري + قدرة الإنجاز الاحتياطي للسائق.

فأما قدرة الإنجاز الفيزيائي والفسيولوجي للسائق فيحكمها كل من المخ والجهاز العصبي المركزي وأعضاء الحواس الخمسة كالعين والأذن والأنف والعضلات والجهاز الدوري التي تتأثر بدورها بكل من خبرة السائق وتركيزه على القيادة ونمط المسار البيولوجي اليومي للجسم والحالة الصحية لجسمه وسلوكه في قيادة السيارة والمزاج والرغبة وحالته التغذوية والطعام الذي يتناوله والنشاط البدني والاهتمام والرغبة في تفادي الحوادث.

وظروف البيئة المحيطة كالطرق والجو والإضاءة والسيارات الأخرى وسلوك الآخرين. بينما تشمل قدرة الإنجاز الاحتياطي للسائق حالة الجسم الصحية والتغذوية فيما إذا كان لديه مرض وكفاية النوم والراحة الجسدية ونمط عادة العمل اليومية عنده. كأن تكون قيادة السيارة بجانب الوظيفة أو كوظيفة رئيسية مثل عمل سائقي الحافلات والشاحنات وخدمات النقل الجماعي وغيرها.

وتكمن قدرات السائق في استخدام الإنجاز الفيزيائي للجهاز العضلي والدورة الدموية والحواس والدماغ والأعصاب بينما لا يستغل السائق عادة الحد الأقصى من جاهزيته الاحتياطية للقيادة فقد يستخدم جزءاً منها ضمن الروتين اليومي والجزء الآخر ضمن هامش للمحادثة والانشغال داخل أو خارج السيارة.

جاهزية الإنجاز عند السائق في قيادة السيارة

صنفت بأنها عبارة عن القدرة القصوى للإنجاز الجسمي والعقلي في قيادة السيارة بشكل سليم دون التعرض لمخاطر حوادث المرور. وهي تشمل:

* قدرة الإنجاز الجاهزة المستخدمة بشكل عادي (الفيزيائي).

* قدرة الإنجاز الاحتياطي.

*هامش بسيط للقيام بأشياء جانبية يقوم بها أثناء القيادة كالمحادثة مع شخص أو الانشغال بالإذاعة أو الهاتف أو تناول شيء من الطعام أو الشراب أو التدخين ويجب أن يبقى هذا الهامش محدودا وضمن المعقول.

*الإنجاز المتعلق بالمزاج أو الطبع للسائق.

*كفاءة السائق المستندة إلى الخبرة والمعرفة.

الإنجاز في القيادة المتعلق بالميول أو المزاج أو الطبع لا يتواجد في نفس المستوى في جميع الأيام عند السائق. ويسيطر عليه الجهاز العصبي اللاإرادي الذي يوجه أعضاء الجسم كالقلب والدورة الدموية والجهاز الهضمي والتنفسي والعينين وتحديد المسافات وبقية الحواس وله علاقة أيضاً بالمستوى الهرموني ونمط المسار البيولوجي اليومي لجسم السائق وهو يؤثر على كل من الإنجاز الجاهز والاحتياطي عنده.

كفاءة القدرة الإنجازية في قيادة السيارة

تشمل قدرة السائق على استغلال الحد الأمثل من جاهزية الإنجاز المطلقة للقيادة ولاستخدامه الأمثل للحواس والعضل والدماغ والدورة الدموية والأعصاب ونمط المسار البيولوجي المتوازن للجسم. تقلل القيادة الروتينية اليومية المتكررة للسيارة من كمية المستخدم منها وتتدنى درجتها في حالة التعب الجسدي والعقلي والبطء في رد الفعل. فينتج عنها زيادة في الحوادث. كما أن هناك أجساماً تكون بطبيعتها حساسة بسرعة للظروف المحيطة فتقلل أيضاً من كفاءة إنجاز القيادة للسائق.

وظائف أعضاء الجسم أثناء قيادة السيارة

تحتاج جميع أعضاء جسم السائق التي يتعلق علمها بقيادة السيارة إلى طاقة غذائية إضافية لاستمرارية عملها بشكل جيد; إذ يحتاج جسم سائق السيارة أثناء قيادة السيارة إلى حوالي 5% زيادة عن حاجته في الوضع العادي. كما يتحول ثقل الجسم أثناء الجلوس خلف المقود إلى منطقة البطن وتشترك في حمله العضلات والعمود الفقري.

لذلك يفضل أن يجلس السائق مميلا العمود الفقري إلى الخلف. لأن ميل الجسم نحو الأمام يؤدي إلى زيادة في شد العضل الجسمي وآلام في الظهر والكتفين والمعدة والبطن وصعوبة في جريان الدم وتزويد الجسم بالأوكسجين. وبالتالي إلى تعب في العضلات بسبب وجودها في الوضع الساكن المشدود. وهو العمل العضلي المألوف في قيادة السيارة. لذلك يجب إيجاد توازن في عمل العضل بالنشاط الحركي بين الحين والآخر.

للجهاز العصبي دور فعال في قيادة السيارة; إذ تتحرك عضلات الجسم بتأثير السيالات العصبية من الدماغ عبر النخاع الشوكي بسرعة إثارة تبلغ 100م ــ ث أي ما يوازي سرعة سيارة مقدارها 360كم ــ الساعة. وللمراكز العصبية أيضاً دور في القيادة. وقد تؤخر من انسياب السيالات العصبية إلى العضلات.

يحتاج الشخص أثناء قيادة السيارة في شوارع مزدحمة رئيسية إلى 60% وفي الشوارع العادية الهادئة إلى 30% من نشاط الدماغ الكامل. والعضلات المعنية بالقيادة تبقى في حالة انقباض وانبساط وانتباه دقيق لغرض جاهزية استخدامها. لذلك يجب أن يكون هناك نمط حركي للعضلات في صورة تناغم وتوازن.

لا إثارة أو هيجان عال أو تعب أو خمول. ولهذا النمط علاقة بالتغذية وسكر الدم والأوكسجين وتوازن الأدوار للحواس الخمسة التي لها علاقة أيضاً بمستوى سكر الدم والتغذية وتركيز أو انشغال السائق بعملية القيادة للسيارة أو بغيرها. وعلاقة النظام العصبي اللاإرادي بالمعدة والأمعاء والجهاز البولي والقلب والدورة الدموية وبنظام التعرق. ويكون تأثير أي مفاجئة أو استنزاف نفسي للجسم أثناء القيادة له مردوده على المعدة.

كما أن للمعدة الممتلئة بالطعام أو الفارغة منه تأثير على الجهاز العصبي وعمل الدماغ. جهاز الرؤية عند السائق عامل مهم وحاسم في عملية القيادة; فتتعب العين لأسباب طول أو قصر النظر أو لأسباب أخرى مثل تعب عضلات العين التي لها علاقة بالصداع. كما تتأثر قيادة السيارة بحدة النظر ومدى الرؤية والاعتياد على الظلمة أو الضوء ووضوح الرؤية من قريب أو من بعيد وعمى الألوان والحول وغيرها.

تستطيع العين ضمن مجال الوجه رؤية حوالي 60 شيئاً ــ الثانية في المتوسط وفي حالات الازدحام يمكنها أن تميز حوالي 20 شيئاً من بعضها البعض في الثانية. مع الأخذ بالاعتبار سرعة السيارة والظروف البيئية المحيطة وحالة العين الصحية وقدرتها على الرؤية وقدرة السائق على متابعة وملاحظة سيل من الصور المتتالية والمتعددة حوله وأمامه.

مدى النظر ومساحة الرؤية عبارة عن متر ونصف لعرض المنطقة المرئية على بعد 30م يزداد عرضه إلى 5م على بعد 100م من أمام السيارة مع الأخذ بالاعتبار ضبابية الشارع والضوء وزجاج السيارة; كما أن الوضوح وفترة المراقبة على الشارع يمكن موازنتها خلال 1 ــ 20 من الثانية. ويمكن للشخص السليم مراقبة 60 ــ 600 فرق بين درجات الوضوح والألوان في الشارع خلال فترة المراقبة.

يمكن معالجة طول وقصر النظر بنظارة ولكن نقص فيتامين (أ) يؤثر على عملية الإبصار وعلى سرعة ملاحظة الفروق بين درجات اللون والظل والنور أو ما يسمى بالعشى الليلي عند الانتقال من منطقة مظلمة إلى منطقة مضيئة خاصة في الأنفاق والجسور. كما يسبب عمى الألوان تباطؤ وإرباك للسائق الذي يعاني من هذا المرض عند مراقبته الضوء الأحمر والأصفر والأخضر والأبيض وعند استخدام الفرامل والكوابح والرجوع إلى الخلف والاتجاه نحو اليمين والشمال. وقد لوحظ أن بقاء شخص حوالي ساعة في الظلام يزيد من حساسية العين للرؤية إلى درجة مئة ألف مرة.

يفقدها الشخص في ظروف الضوء العادي. وتزيد هذه الحالة من التركيز العصبي واستنزاف الحواس الأخرى في عملية القيادة. والعين لها القدرة على التكيف مع ضوء الشارع المحيط بالسيارة التي يقودها. فالضوء القوي للسيارة المقابلة على الشمال تجعل تركيز السائق على الرؤية في العين اليمين تقريباً. ولسلامة العين والعمر وطول فترة القيادة دور أيضاً في قيادة سليمة للسيارة.

حاسة السمع: الأذن أحد الحواس المهمة في قيادة السيارة وفي حالة تعطلها تساعد حاسة العين السائق على تجاوز بعض المخاطر. إلا أنها تقلل من قدرة الإنجاز في القيادة. فتؤدي قيادة السيارة لمدة طويلة تحت ظروف ضاغطة كالضجيج وصوت الموسيقى العالي وصوت السيارات الأخرى إلى إيذاء السمع وذلك يسبب خلل في عمل القناة الهضمية وسوء في النوم. والانشغال بالهاتف الجوال يقلل من كفاءة قيادة السيارة.

ويؤدي عدم التوازن في منطقة الأذن الوسطى إلى ما يسمى بمرض السّفر أو دوار البحر أو رفة النبض أثناء قيادة السيارة. وقد يكون سببه مرض عدوى أو حمى أو قلة أو خلل في النوم أو إرهاق في العمل أو إثارة نفسية للشخص أو أمراض نفسية. لذلك يجب على السائق إجراء الفحص السريري وقد يحتاج إلى مرافق. ويجب عيه التوقف فوراً عند الشعور بهذه الحالة.

إثارة وتهيج الجلد وحساسيته للظروف المحيطة: يؤدي الوزن الزائد وطول فترة القيادة إلى الضغط على الجلد وينتج عن الجلوس غير المريح خدران أصابع الأرجل لذلك يجب لبس حذاء طري وقفازات للتقليل من هذا الأمر. ويؤثر الجو الحار والبارد على العضلات فيقلل رد الفعل العضلي عند السائق كما يسبب البرد ما يسمى جلد الوزة. فالملابس والجو غير الملائم في السيارة والحرارة الزائدة تؤدي إلى الكسل والنوم. لذلك يجب فتح النوافذ وتغيير حركة الهواء الدافي الذي يصل الأرجل والوجه باستمرار. إن أفضل درجة حرارة للقيادة داخل السيارة هي 18ه م ودورة الهواء الذي يدور في المجال بسرعة 0.2 ــ 1.2م ــ ثانية.

التعب خلف مقود السيارة:

وما العوامل التي تؤدي إلى ذلك؟

الجلوس على المقعد وانشداد كل من عضلات الرقبة والظهر والرجلين وبقائهما في وضع ساكن يسبب التعب. يقلل الضغط على جلد مقعد السائق من فرصة جريان الدم كما أن الجلوس الطويل في وضع واحد يسبب الضغط على الأعصاب مما يؤدي إلى الشعور بالخدر والنمنمة في الأطراف مما يؤدي إلى خلل في تناسق العمل بين العينين والعضلات والإرهاق العصبي الناتج من عملية مراقبة الحركة إلى عدم تناسق في الحركة. والأوامر الصادرة من الدماغ فيفقد التركيز وتعتبر الحرقة في العينين وتعرق الأيدي والجفاف في الفم والتثاؤب من مقدمات حالة التعب عند السائق.

حالة التعب عند الشخص تؤدي إلى استنزاف الطاقة الاحتياطية في جسمه فتنضب ويقترب الشخص من خطر الحوادث كما ينتج عنه ضعف في التركيز والانتباه وعدم التناسق بين عمل العين والعضلات وضعف السيطرة على الحركة وخلل في المزاجية وفي نفسية الشخص. ولعلاج ذلك ينصح بأخذ استراحة وعمل تمارين رياضية خفيفة لتغيير الوضع الساكن للعضلات والدورة الدموية والاستماع إلى الراديو أو المحادثة مع شخص مرافق.

لا شك في أن نمط مسار الجسم البيولوجي اليومي له علاقة مباشرة بالشعور في التعب أثناء قيادة السيارة. فالاستعداد النفسي والجسمي للإنجاز في قيادة السيارة مرتبط مع النمط اليومي للمسار البيولوجي للجسم. ويؤثر ويتأثر بتعب السائق وبكفاءة إنجاز قيادة السيارة خلال المسار البيولوجي اليومي للجسم تتزايد القدرة على الإنجاز في قيادة السيارة منذ الصباح الباكر ليصل إلى القمة بين التاسعة والعاشرة صباحاً.

ثم تبدأ تتراجع قليلاً قليلاً حتى الثالثة بعد الظهر. ثم تعود وتتزايد حتى الساعة الثامنة مساء. وتعود تتراجع في الليل حتى الثالثة أو الرابعة صباحاً حتى تصل إلى أقل نقطة. ثم تعود وترتفع ثانية في الفترة الصباحية. لذلك يزداد التعب في قيادة السيارة ليلاً وفي فترات تراجع قدرة الجسم على الإنجاز في فترتي بعد الظهيرة وبعد منتصف الليل.

من الحكمة ألا تزيد فترة قيادة السيارة عن 8 ــ 10 ساعات وبعدها يحتاج الجسم إلى الراحة على عكس ما يحدث عند بعض السائقين. وينصح بعدم قيادة السيارة في الأوقات التي تخالف نمط مسار الجسم البيولوجي اليومي لأن في ذلك إرهاق للسائق وتعريض له للمخاطر.

يؤدي طول فترة السفر لألم العضلات الذي يحدث عادة عند الكتفين ونهاية العمود الفقري فوق المقعد مباشرة والتي كثيراً تشخص بأنها آلام عمود فقري. إلا أنها في الحقيقة تعب عضلات بسبب طول فترة القيادة. لأن التركيز في الانتباه خلال القيادة يجعل العضلات تحت تأثير منقبض وساكن لفترة طويلة.

إضافة إلى أن كيفية الجلوس في السيارة لها علاقة بإنتاج مركب ثلاثي أدينوسين الفوسفات المصدر الفوري للطاقة في العضلات; إذ يكون هذا المركب في مرحلة ضعف عند تعب العضلات. وبما أنه يعتبر مصدر لطراوة العضلة فعندما يكون غير كاف لا تستطيع العضلة خلال فترة الاستراحة أن تسترخي وتتعافى من التعب. الأمر الذي يؤدي إلى تصلب العضلة بسبب استمرارية التركيز عليها في أثناء القيادة والحل الأنسب لعلاج ذلك هو: استراحة + تمارين خفيفة مناسبة للعضلات المتعبة.

الملابس وقيادة السيارة:

الارتفاع والانخفاض في درجة الحرارة داخل السيارة من العوامل التي تتعب قائد السيارة. فالملابس يجب أن توفر درجة حرارة مناسبة وثابتة مقابل الارتفاع والانخفاض في درجة الحرارة داخل السيارة. ويجب ألا تكون الملابس ضيقة أو ضاغطة على جسم وعضلات السائق وتتلاءم مع صاحب الكرش أو من يتناول كميات كبيرة من الطعام. وأن تتجاوب مع التجعدات والطيات التي تحدث في جلد الإنسان بسبب الحركات أثناء القيادة.

وتترك جوا بسيطاً بينها وبين الجسم لتتكون ظروف بيئية طبيعية عازلة بكميات هواء بسيطة بين الجلد والملابس. كما يجب أن يتمكن الجسم من استمرارية تعرقه بشكل معقول وتسنح له بالتعرق وبقاء العرق لفترة بسيطة دون أن تمتصه الملابس فوراً حتى يحدث تبريد أو تلطيف للجسم بشكل طبيعي تحت الملابس. لأنه من خلال تعرقه يطرد الجسم العرق بواسطة حرارته التي يطلقها في الجو الحار. السروال والقميص والجاكيت يجب أن تكون غير ضاغطة على منطقة البطن والحجاب الحاجز والرئتين ولا يوجد ضغط حول الرقبة بسبب ربطة العنق; فالربطة المرتخية وفتح زر القميص حول العنق تسمح بانطلاق بخار التعرق من خلالها.

كما أن الأحذية يجب أن تكون مناسبة ذات كعب منخفض جلدية ومنفذة للعرق والهواء مناسبة لمقاس الرجل ويجب أحياناً ارتداء قفازات للأيدي التي تعرق صيفاً أو تبرد شتاء. فالجلد الطبيعي يمكنه استبعاد 30% من وزنه رطوبة. فذلك يلطف حرارة الجسم ويحسن من التحكم والقبض على مقود السيارة.

التغذية السليمة وقيادة السيارة

قد يرفع الجوع من مستوى الانتباه ولكنه قد يزيد من الإثارة أثناء قيادة السيارة; إذ يعاني قائد السيارة من تغيرات سريعة في مزاجه ويكون بشكل عام نزقاً. فقدرته على الانتباه والتركيز أثناء قيادة السيارة تقل عند تركيزه على الطعام ويصبح وعيه محدوداً في قيادة السيارة.

ومن جهة أخرى فإن الشبع له تأثير سلبي على السائق. لأنه يقلل من مستوى الانتباه إلى وضع ما يسمى بالامتلاء الذي يصاحبه تضاؤل في رد فعل السائق. لذلك ينصح بأن يكون السائق في وضع ما بين الشبع والجوع. وبسبب صعوبة المحافظة على هذا الوضع لفترة طويلة يأتي دور التغذية من حيث تنظيم أوقات الطعام ومكونات وجبة الطعام المتناولة.

يفضل طعام وجبة الفطور أن يكون كاملا كافياً وليس عبئاً أو حملاً ثقيلاً على جسم السائق. كما أن الأطعمة التي تسبب الانتفاخ أو تلك المشتملة على الدهن التي تشكل كتلة صلبة صامدة في المعدة فتقلل حركة المعدة وإفرازات عصارتها. الأمر الذي يؤثر سلبياً على مزاج السائق وبالتالي على نمط أو نسق سياقته. فأهم مكونات وجبة الفطور; الخبز بأنواعه. عسل. مربى. زيت زيتون وزعتر. بيض. جبنة. لبنة. فواكه وخضراوات. يفضل أن تكون مكونات وجبة فطور متغيرة في حالة كون السياقة وظيفة أو احتراف لتزويد الجسم بالعناصر التغذوية. وللمحافظة على الشهية دون ملل.

ينصح أن تحتوي وجبتا الغداء والعشاء على اللحوم والخضراوات المطبوخة ولا تقتصر على وجبات باردة وجافة. وألا يتم تناولها بكميات كبيرة ويفضل أن تكون متنوعة تشمل الدهون واللحوم والكربوهيدات.

إن تناول وجبتين صغيرتين بين الوجبات الرئيسية ضروري للمحافظة على مستوى سكر الدم الذي يؤثر بدوره على تركيز عمل الدماغ. ويضعف أداء الحركات الاختيارية للعضلات الإرادية عند انخفاضه. ومكونات هاتين الوجبتين من الأفضل أن تكون من الكربوهيدات كالكعك والحلويات والشيكولاتة وفواكه حلوة وسكر. لبن مع فاكهة. ويفضل أن يتناولها الشخص في استراحة قصيرة وهو مسترخ ومستريح. الأمر الذي يقلل من الإقبال على تناول وجبات رئيسية كبيرة.

وقيادة السيارة والمعدة ممتلئة بالطعام بشكل زائد عن طاقتها. يزيد من التعب والكسل والخمول وقد يؤدي إلى امتلاء الأمعاء بالغازات التي تضغط بدورها على الحجاب الحاجز وبالتالي على القلب وتؤثر على عمله. يفضل أن يتم إنذار السواقين البدناء. لأن الشخص البدين قد يعاني من أمراض القلب والدورة الدموية عندما يتناول وجبة غذائية مفرطة ومدهنة (مع كحول أحياناً) كما يؤدي إلى ارتفاع في مستوى دهنيات الدم في الجسم التي تسبب بدورها الجلطة الدموية المفاجئة.

ويترتب عليها حوادث سير مؤلمة. في هذه الحالة ينصح بتناول وجبة غذائية رئيسية (غداء أو عشاء) بمحتوى منخفض نسبياً من الطاقة. سهلة الهضم وتحوي فيتامينات وبروتين بشكل كاف. مثال ذلك لحم أحمر مشفى من الدهن ولحوم بيضاء كالدواجن والسمك مع أرز أو بطاطا بدون تلك الأطعمة المسببة للغازات مع منتجات الألبان وبعض الفاكهة. وعلى أية حالة يجب ألا يتعدى محتوى الوجبة عن 600 ــ 700(ك.ك) كيلو سعري من الطاقة الغذائية.

كما ينصح السائق ألا يبدأ السياقة بعد تناول الوجبة الرئيسية مباشرة حتى يتمكن الجسم من حرق الدهن الذي في الدم أو تقليله. وكذلك ينصح أن يتحرك قليلاً ليزيد من دوران الدم ولتحدث عملية الهضم بشكل أسرع وأسهل. لأن الجلوس خلف مقود السيارة يضغط في مجال منطقة البطن فيقلل من حركة الأمعاء والمعدة وبالتالي يبطئ عملية الهضم.

وطعام وجبة العشاء يجب ألا يكون غنياً بالطاقة حتى وإن لم يكلف السائق بالعمل. فإذا لم يتناول السائق وجبة غداء رئيسية ساخنة واستبدلها بوجبة مساعدة بسيطة فيمكنه تناول وجبة عشاء رئيسية ساخنة. ومن الضروري أن يتناولها قبل النوم بحوالي ساعتين. لتفادي سوء هضم الطعام وحتى لا تتحول الطاقة الزائدة فيها إلى دهن يخزن في الجسم. وعادة ينصح بتناول وجبة عشاء باردة مكونة من خبز مع منتجات الألبان غير الغنية بالدهنيات مع بعض الخضراوات.

وبشكل عام ينصح بتوزيع الاحتياجات اليومية من الطاقة الغذائية المتناولة كما يلي: فترة ما قبل الظهر 30%. فترة الظهيرة 30%. فترة العصرونة 5%. فترة العشاء 30%. فترة السهرة لا تزيد عن 5%. وينصح بتناول الكفاية من مجموعة فيتامين ب من مصادرها الغذائية الغنية بها لتحسين عملية التركيز أثناء القيادة والتناسق بين محور العين واليدين.

إن الزيادة المفرطة في تناول السوائل غير مرغوبة لأنها تشكل عاملاً ضاغطاً على القناة الهضمية. وللعلم فإن السوائل المثلجة ليست عاملاً لاغياً للعطش أو بديلاً عن الماء قليل البرودة لأن الجسم في هذه الحالة مضطر أن يرفع حرارة الماء البارد المتناول إلى مستوى حرارته مما يزيد من الطاقة التي يحتاجها كما يزداد تدفق الدم في القناة الهضمية لرفع درجة حرارة الجسم. إضافة إلى ذلك فإن تناول الماء المثلج المفاجئ قد يؤدي إلى تشنجات في المعدة والأمعاء.

يحتاج جسم الشخص العادي إلى متطلبات أساسية من الطاقة الغذائية تتعلق كميتها بالعمر والجنس والحالة الصحية وطبيعة عمل الجسم. ففي حالة السكون التام تكون حاجته من طاقة التمثيل الأساسي ما يعادل 1كيلو. كالوري ــ كغم من وزن الجسم ــ ساعة يضاف إليها الطاقة اللازمة للنشاط الحركي للجسم ما يعادل حوالي 1000كيلوسعري لتغطية النشاط البدني اليومي الخفيف.

ويحتاج الجسم أثناء قيادة السيارة الصغيرة على الشوارع الخارجية إلى كيلو سعري ــ دقيقة ويحتاج في داخل المدينة المكتظة إلى 3 كيلوات سعرية ــ دقيقة. لذلك يحسب له حاجته اليومية في المتوسط 5.1 كيلوات سعرية ــ دقيقة لتغطية فروقات القيادة على عدة شوارع أي 90 كيلو سعري للساعة. في حالة سائق سيارة الشحن والحافلات يحتاج إلى 1.5 كيلو سعري ــ دقيقة في الخطوط الخارجية و4 كيلوات سعرية ــ دقيقة في شوارع المدن المكتظة وقد يجب له في المتوسط ما يعادل 130 كيلو سعري ــ ساعة.

تناول مشروبات الرفاه والأدوية أثناء قيادة السيارة

تشمل المشروبات الساخنة كالقهوة والشاي والكولا والكحول والأدوية المهدئة والعلاجية التي يجب النظر إليها بعين النقد والمراقبة; إذ تحتوي القهوة على مادة الكافيين التي تسبب جريان الدم في مجال المخ والقلب والجلد وتنشط الجهاز البولي وتثير غشاء المعدة الداخلي وتزيد من إفراز الحمض المعدي.

ومن جهة أخرى تحسن مادة الكافيين عمل إدارة المخ وتسهل عملية فهم وإدراك الأمور لأنها تعجل في الأفكار وتزيد الخيال. لهذا يشرب لاعبو الشطرنج القهوة أثناء لعبهم. يكون تأثير القهوة مزدوجاً على بقية الجهاز العصبي. فقد يكون تأثير الكافيين فيها عليه مثيراً أو محبطاً. وذلك حسب كمية الجرعة المتناولة وشعور السائق; فعند تناول كميات قليلة من القهوة. ما يعادل فنجان واحد محتواه 0.1 غم من الكفايين. يرفع من درجة الانتباه عند السائق.

إلا أن زيادة تناول الكمية تؤدي بعد فترة قصيرة إلى إثارة يتبعها فترة قصيرة في تأثيرها. يصبح السائق مرتبكاً قليلاً ثم تتراجع قدرته على القيادة. ويلعب الاعتياد على شرب القهوة بكميات كبيرة دوراً مهماً في مدى ذلك التأثير. لذلك يجب على السائق أن يحمي نفسه من الإفراط في تناول القهوة لأن الإثارة تؤدي إلى استنزاف في احتياطي قدرة الجسم على القيادة التي يستخدمها في الظروف المحرجة وهي ضرورية لاستمرارية القيادة على المدى الزمني الطويل. القهوة المركزة والعربية السوداء لها تأثير سريع وسلبي على السائق مقارنة بالقهوة العادية التي تحتوى على سكر وحليب.

إذ يصبح امتصاص مادة الكافيين أبطأ قليلاً في القناة الهضمية. ويحذر من خطر تناول كميات كبيرة من القهوة سريعة التحضير التي يجب ملاحظة محتواها من الكافيين عند تناولها.وللقهوة تأثير إيجابي على السائق المصاب بالضغط المنخفض لأنها ترفع ضغط الدم قليلاً وقد تحسن نومه إذا تناول القليل منها قبل النوم. والاستراحة مع تناول فنجان قهوة مرغوبة في الأوقات التالية 10 ــ 11 صباحاً. 16 ــ 17 مساءً. وهي فترات التعب وضمن تراجع النشاط الجسمي من المسار البيولوجي.

الشاي: يحتوي الشاي على مركب الكافيين وأحماض دبغية (حمض التانيك) التي تشكل على غشاء المعدة راسب غير ذائب يغطي جدار المعدة من الداخل. ففي حالة الشاي الذي تم نقعه 5 دقائق في ماء مغلي تزداد كمية المركبات السابقة فيه إذا تم غليه لفترة طويلة. يسمح للسائق بشرب الشاي بكمية أكبر من القهوة بسبب أن تأثير الكافيين في الجسم واختفاء تأثيره أيضاً أبطأ من القهوة.

أشربة الكولا والكاكاو (الشوكولاتة): تحتوي على مادة الكافيين. ولكن بتركيزات أقل من القهوة والشاي. كما أن محتوى الأشربة السابقة من مركب البيكربونات أو الحمض الكربوني يؤدي إلى تعجيل امتصاص الكافيين وبذلك فإن تناول كميات عالية منها له تأثير سلبي على جسم السائق في المرحلة التالية لتناولها.

وغالباً فإن تناول حبوب أدوية منبهة لغرض تحقيق التوازن النفسي والجسمي بعد تعب أو قلق أو تناول مشروبات روحية أو محتوية على الكافيين تكون نتيجتها تنشيطاً ظاهرياً وليس حقيقياً وحساب قدرات الجسم الاحتياطية. التي إذا ما استنزفت تجعل الجسم في مرحلة الخطر خاصة. وأن معظم السائقين يقيمون كفاءاتهم بشكل أكثر من الواقع مما يترتب على ذلك حوادث مرورية خطيرة.

الكحول: يزيد تناولها من تدفق الدم في المخ والقلب والجلد والكلى والمثانة. وتعتمد على كمية المادة المتناولة وقدرة الجسم على تحملها. فمثلاً إن تركيز 10غم كحول يكون تأثيره على الشخص العادي الذي لا يقود السيارة استرخاء الجسم. وكلما زادت الكمية تزداد الإثارة ويتناقص التركيز والسيطرة على السيارة حتى تصل إلى مرحلة التخدير والتعب.

فعند تناول كميات عالية من الكحول يتدنى مستوى الانتباه والتركيز ومسار العمل الوظيفي الحركي للأعضاء. وعند سائق السيارة 0.6 غم مللتر في الدم يؤدي إلى تراجع القدرة على اتخاذ قرار سريع خاصة في حالات الخطر المفاجئ. يختلف تأثير الكحول حسب الكمية المتناولة ومن شخص لآخر من يوم لآخر. يمكن حساب تركيز الكحول المتناول كما يلي: (غم) كحول المتناول ــ (كغم) وزن الجسم * عامل التوزيع*.

(عامل التوزيع = 0.7 للعادي . 0.6 للجسم السمين) يتم تمثيل الكحول بسرعة 1.0% ساعة والباقي يتبقى في الجسم حتى يتم تمثيل جميع كمية الكحول المتناولة ويبقى معه تأثير الكحول وخطره أثناء قيادة السيارة. وللعلم لا يعمل تناول القهوة على تقليل أثر الكحول بل يزيد الطين بلة لأن تأثيرهما. الكحول والكافيين على السائق يصبح مزدوجاً وفي الاتجاه نفسه.

الأدوية

هناك أدوية ذات تأثير حرج على قدرات التركيز ورد الفعل يكون نتيجتها التعب والنعاس أو النوم عند السائق. مثل: أدوية التخدير والمهدئات والأدوية المنومة وتلك التي تؤخذ ضد حالات الصرع. وضد الهستامين وتفاعلات الحساسية المفرطة في حالات الحروق والأكزيما والأزمة.

وأدوية ضد دوار البحر والسفر والأدوية المنبهة. والمحبطة للشهية والمسببة لاسترخاء العضلات. أو المضادة للضغط العالي التي تسبب انتشار سريع للدم تحت الجلد في الجسم. وجميعها يجب على السائق مراعاة قراءة التعليمات عن الجرعة المناسبة ووقت تناولها والفترة الزمنية لتأثيرها في الجسم والتأثيرات الجانبية لها على عمل الجسم.

ملاحظات تغذوية مهمة يجب مراعاتها أثناء قيادة السيارة

*لا تجلس خلف مقود السيارة وأنت جائع أو متخم من الطعام.

* تجنب الأطعمة الدسمة التي تسبب الانتفاخ في البطن.

*تناول وجبة جيدة ومتوازنة من طعام الفطور، ليحتوي طعامك على حاجة الجسم من البروتين لعلاقته بقوة التحمل ورد الفعل أثناء القيادة.

* إن تناول كميات عالية من الدهن يقلل من قدرة الإنجاز في القيادة. ويزيد الطين بلة عند ذوي الأوزان العالية والمصابين بأمراض القلب وتصلب الشرايين.

* انخفاض مستوى سكر الدم يسبب التعب. لذلك ينصح بتناول وجبة صغيرة بين الوجبات الرئيسية من كعك أو معجنات أو حلويات أو فاكهة.

* تناول ومن دون ترف ما قيمته 600 ــ 700 كيلو سعري من طعام الغداء وليكن غنياً بالبروتين والفيتامينات من مصدرها اللحوم البيضاء والحمراء قليلة الدسم مع الرز والبطاطا أو الخبز كمصدر للكربوهيدات.

* تناول وجبة العشاء قبل النوم بــ2 ــ 3 ساعات وأن تكون وجبة العشاء معتدلة ومتوازنة ومكونة من معظم مجموعات الأطعمة.

* احرص أن تحصل على حاجتك من مجموعة فيتامين ب.

* تناول الطعام حسب الحاجة، ولا تقد السيارة مباشرة بعد تناول الطعام. وليكن ذلك بعد استراحة قصيرة.

*ليكن هناك استراحة بين كل فترة سفر لساعات عدة، يتخللها تناول القليل من الطعام والحركة.

* خذ كفاية جسمك من السوائل.

* كن معتدلاً في تناول المنبهات من المشروبات حسب ما ورد سابقاً.

الاستراحة والنشاط الحركي

يتم معالجة التعب بسبب قيادة السيارة من خلال الاستراحة التي يتم الاستفادة منها بشكل سليم لإعادة النشاط إلى جسم السائق. توقيت الاستراحة يجب أن يتم بعد شعور السائق بالتعب فوراً أو مباشرة. ولتكن مدتها نحو 30 دقيقة أو حسب القاعدة التالية: كل ساعة قيادة تحتاج على خمس دقائق و5 دقائق استراحة. تستغل فترة الاستراحة في صورة تمارين رياضية وحركة متوازنة لأعضاء الجسم بشكل بسيط. يمكن تكرارها كل ساعة أو ساعتين عمل استراحة أو 3 ساعات أو عند الشعور بالتعب. وكلما طالت فترة قيادة السيارة تزيد مدة الاستراحة التي تتراوح 5 ــ 30 دقيقة.

الاستراحة المناسبة والمفيدة

للاستفادة من فترة الاستراحة وبالظروف المحيطة. مثل تعب العضلات والألم في بعض أعضاء الجسم وضعف الدورة الدموية وظروف الجو وسلوك الآخرين في الشارع وغيرها ويتم تحقيق ذلك كما يلي:

*يؤدي تمطي الجسم وتوازن حركات الأعضاء بالانبساط والتمدد إلى إثارة الصحو والنشاط في الجسم.

*تصبح العضلة أقوى إذا وضعها الشخص مقابل رد فعل وضغط عالية لمدة ثلاث ثوان تسمى العملية »cirtemosI« وهي عبارة عن تمرينات رياضية ساكنة دون حركات جسمانية وذلك يكون بضغط عضو من الجسم ضد عضو آخر أو شيء آخر.

*مكن تنشيط الدورة الدموية من خلال تحريك عضلات الجسم لزيادة النبض وضربات القلب، وقد يصل الجسم إلى هذه النقطة عندما يتسارع النبض والتنفس أثناء الحركة.

*لاستراحة عند التزود بالوقود للسيارة أو بالطعام.

النشاط الحركي الموصى به

* حركة الذراعين إلى الأمام والخلف في دائرة حول نفسيهما 5 ــ 6 مرات.

*حركة الرأس إلى اليمين والشمال 5 ــ 6 مرات.

*تحريك الجذع بعد وضع اليدين حول الخاصرتين يمين ثم شمال لمدة 5 ــ 6 مرات.

* وضع اليدين خلف الرقبة وضغط الرأس والرقبة على اليدين إلى الخلف لمدة 3 ثوان.

*الوقوف على رجل واحدة ثم حركة الرجل الأخرى إلى الأمام والخلف مع هز عضلة الفخذ أثناء الحركة 5 ــ 6 مرات. عند صعوبة تنفيذها يمكن الارتكاز بواسطة اليد المقابلة للرجل المتحركة على السيارة.

* تخلل أصابع اليدين ووضعها على جبين الرأس ثم الضغط على الرأس إلى الخلف لمدة 3 ثوان أو ضغط الرأس على اليدين إلى الأمام.

*وضع أصابع كل يد في بطن اليدين عكس أصابع اليد الأخرى ثم شدهما عكس بعض لمدة ثلاث ثوان.

* وضع اليدين على سقف السيارة وهما ممدودتان ثم الضغط على السيارة للأسفل لمدة ثلاث ثواني.

* فتح باب السيارة الجانبي ثم إدخال الجسم بعد انحناء الجزء العلوي منه داخل السيارة ليلامس الكتفان حافة الباب العلوي. والرجل اليمنى حافة الباب السفلي. ثم اضغط لمدة ثلاث دقائق إلى الأعلى أو الأسفل ثم كرر ذلك بالرجل الأخرى.

*الوقوف والظهر مرتكز على السيارة ورفع الأرجل بزاوية قائمة باليدين والضغط بالرجل نحو الأمام على اليدين لمدة ثلاث ثوان.

* بسط أو مد اليدين على امتدادهما ثم المسك بعمود والضغط بهما لمدة ثلاث ثوان.

* الصعود والنزول . الضغط لمدة ثلاث ثوان على البطن.

* تحريك كل من الرجل اليمنى واليسرى باسترخاء وترهل لمدة ثلاث ثوان.

سائقو سيارات الحافلات العامة وشاحنات النقل، لا بد لهم من تمارين رياضية أقوى من السابقة. تكون فيها حركات كل من الرجلين واليدين والقفز بجسمه قليلاً والجري قليلا بالإضافة إلى الحركات السابق ذكرها عند قيادة السيارة الصغيرة. العوامل الفنية والأساسية المتعلقة بالسيارة التي يجب مراقبتها باستمرار وضبطها هي: أضواء السيارة وكهربتها وأنظمة محرك السيارة والكوابح والغيارات والتدفئة والتهوية.

الموضوع: د. خضر المصري

Email