تعتبر ولادة طفل من الأحداث السعيدة في حياة كل الأزواج، والطفل من حين ولادته تحيط به المخاطر الصحية، إن لم يلق العناية الصحية والرعاية الكافيتين، من قبل الأبوين والطبيب المشرف الذي يزودهما بأهم التعليمات الضرورية التي تساعدهما على العناية به، وتجنيبه أخطر الأمراض. ومن بين المخاطر الصحية التي تهدد صحة الرضيع ما يعرف بموت المهد، الذي يقصد به الوفاة المفاجئة التي تصيب الرضع وصغار العمر أثناء النوم.
وتجدر الإشارة إلى أن أكثر الحالات تحدث عند الرضع ما بين عمر 2 إلى 4 أشهر من العمر، وأن 3 آلاف طفل يموتون سنوياً في الولايات المتحدة بسببها. وتشير الدراسات المتعلقة بالموت المفاجئ عند الرضع والأطفال أو ما يعرف بموت المهد، إلى أن تغيرات عضوية تؤهب لحدوث هذه الظاهرة التي لا يمكن تجاهلها.
ففي واشنطن استطاع باحثون من مستشفى بوسطن للأطفال في الولايات المتحدة، إجلاء الكثير من الغموض الذي يحيط بمتلازمة الموت المفاجئ عند الرضع »إس آي دي إس«، الأمر الذي قد يمكن المختصين من تشخيص إصابة الطفل قبل حدوث الوفاة.
وكان الباحثون قد أجروا دراسة تشريحية شملت عينة تألفت من 41 جثة لعدد من وفيات الأطفال، حيث كان سبب الوفاة في 31 حالة منها يعود للإصابة بمتلازمة »إس آي دي إس« أو ما يعرف بـ »موت المهد«، فيما اختلفت أسباب الوفاة في الحالات الأخرى.
تغيرات بيولوجية
تفيد نتائج الدراسة التي نشرت في دورية الجمعية الطبية الأميركية »جاما«، أن الأسباب الرئيسة التي تقف خلف الإصابة بهذا المرض تعود لتغييرات بيولوجية تحدث في النسيج الدماغي والتي تتسبب في حدوث الوفاة المفاجئة عند الطفل المصاب. وحسب الدراسة فقد أظهر التشريح أن الأطفال المصابين ممن شملتهم العينة، قد عانوا من خلل في الخلايا العصبية التي تتواجد في منطقة »جذع الدماغ« والذي يحوي مركز التنفس.
النوم على البطن
وكانت الدراسات التي أجريت في السابق حذرت من أن استلقاء الطفل على بطنه أثناء نومه، قد يزيد من احتمال وفاته بشكل مفاجئ بسبب الاختناق. وأوضح الباحثون أن الاستلقاء على البطن أثناء النوم أو ارتداد الغطاء على الوجه بالنسبة للأطفال الرضع، سيجعلهم يتنفسون غاز ثاني أكسيد الكربون الذي أخرجوه مع الزفير، فتغدو كمية الأكسجين المتاحة للتنفس غير كافية، الأمر الذي سيؤدي إلى تنشيط مركز التنفس في جذع الدماغ، فيرتفع معدل التنفس بهدف تعويض الأكسجين، كما سيعمل ذلك على إيقاظ الطفل، فيحرك رأسه في اتجاه يسمح له بالتنفس بشكل جيد.
ويرجح الباحثون أن الأطفال الذين يعانون من وجود خلل في تلك المنطقة من الدماغ، أو ممن لم يكتمل لديهم نمو تلك الأجزاء الدماغية نتيجة صغر سنهم، فإن »نظام السيروتونين« في منطقة »الجذع« لن يعمل على حمايتهم، ليؤدي ذلك إلى الوفاة بشكل مفاجئ. ويتوقع القائمون على الدراسة أن تسهم تلك النتائج في إيجاد طريقة لتشخيص الأطفال ممن يعدون أكثر عرضة للموت المفاجئ أثناء النوم، كما يأملون بأن تقدم بحوث قادمة طرقاً علاجية تقلل من أعداد ضحايا هذا المرض.
الوقاية أولاً
وحول سبل الوقاية من هذه المشكلة الصحية يقول الدكتور رضوان غزال استشاري طب الأطفال إن متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع، لا تزال هناك حاجة لمزيد من الدراسات حول هذه الحالة لمعرفة أسبابها، ولكن يعتقد حالياً أن الحالة تنجم عن خلل في تنظيم ضغط الدم أو التنفس أو الحرارة أو كل هذه الأشياء مجتمعة عند الطفل لأسباب لا تزال غير معروفة تماماً، ويزداد تأثير هذه العوامل بحيث تسبب الموت المفاجئ عند الطفل بعوامل إضافية، أهمها ترك الطفل ينام على بطنه لذلك يفضل عدم ترك الطفل الرضيع ينام بهذه الوضعية.
وبالتالي فالشيء الوحيد الذي بإمكان الأهل القيام به لمنع حدوث الموت المفاجئ عند الرضيع هو عدم تركه ينام على بطنه، وإنما النوم على ظهره والوجه للأعلى وهي الوضعية الأكثر أماناً، وهذه الوضعية تجعل الطفل يتنفس بطريقة أكثر سهولة، بينما النوم على البطن يعرضه لمزيد من ثاني أكسيد الكربون، خاصة إذا كان الطفل مدثراً بكثير من الأغطية فوق رأسه.
ويجب أن تكون غرفة نوم الطفل مهواة بشكل جيد ودافئة ويجب إبعاد المخدات والألعاب والأشياء الطرية الأخرى عن مكان نومه، خاصة عن رأسه. وقد بينت الأبحاث أن الأطفال الذين اعتادوا النوم على ظهورهم يكونون أكثر عرضة للموت المفاجئ، إذا غير الأهل وضعية نومهم إلى النوم على بطونهم بشكل مفاجئ، لذلك يجب الإصرار دوماً على نوم الطفل على ظهره.
عوامل مساعدة
من العوامل التي تزيد من احتمال حدوث الموت المفاجئ نذكر :
1- نوم الطفل على بطنه أو أحد جانبيه.
2- ترك الطفل ينام على فراش طري ومخدات طرية.
3- تغطية الطفل بالبطانيات واللحف وخاصة الرأس.
4- نقص وزن الطفل عند ولادته (أقل من 2500 غ).
5- تدخين الأم خلال الحمل والتدخين بوجود الطفل.
تناول الأم للكحول خلال الحمل وكذلك المخدرات.
6- إذا كان عمر الأم أقل من 20 سنة.
الوقاية بين يديك
يمكن الحد من ظاهرة الموت المفاجئ عند الأطفال من خلال اتباع التعليمات التالية:
1- عدم نوم الطفل على بطنه.
2- عدم ترك الطفل ينام على الأثاث المخصص للكبار مثل الصوفا والأسرة. خوفاً من انحصار الطفل في أحد زوايا المكان أو اختناقه تحت الأغطية.
3- التأكد دوماً من أن الطفل لا يغطي رأسه أثناء النوم ولا يقع أثناء النوم .