النبضات الكهربية لعلاج التهابات المفاصل والظهر

النبضات الكهربية لعلاج التهابات المفاصل والظهر

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كانت منذ سنوات قريبة معظم المشكلات الخاصة بالمفاصل يتم علاجها جراحيا على الرغم من أن بعض الحالات، أو لنقل معظمها يمكن علاجه بوسائل متطورة، ولعل أحدثها التقنية التي يستخدمها الدكتور الألماني كنوت فايفر طبيب الأمراض الباطنية في المركز الطبي الألماني في مدينة دبي الطبية للتخلص من حالات مرضية مثل تآكل الغضروف والروماتيزم والتهاب العضلات والمفاصل والأربطة وهشاشة العظام وإصابات الرياضيين مثل لاعبي كرة القدم.

تعرف التقنية الحديثة هذه باسم العلاج بالنبضات الكهربية، وهي وسيلة علاجية لا يتدخل فيها الطبيب جراحيا ولا تخلف آثار جانبية تذكر، بل تقوم على تنشيط الحقول الكهربية المحيطة بالخلايا مما يؤدي إلى إعادة تنشيطها وإنتاجها لمادة الكولاجين التي تمنح المفاصل تلك القدرة على الحركة دون ألم. وقال الدكتور كنوت فايفر، في حديث خاصة لمجلة (الصحة أولا)، إن الهدف من استخدام الجهاز PST هو إعادة تنشيط الغضاريف في المفاصل كي تعمل بنشاط عندما يطلق الجهاز إشارات أو نبضات كهربائية تعمل على تنشيط الخلايا في الغضاريف مما يمنح الركبة أو المفصل حيوية جديدة وقدرة على العودة إلى الوضع الطبيعي.

وأشار إلى أن نحو نصف مليون ألماني خضع للعلاج بهذه التقنية وبينت التقارير الطبية أن نسبة عالية من المرضى الذين يعانون من الحالات المرضية السابقة تمكنوا من العودة لممارسة حياتهم العادية بعد العلاج.

وقال إنه من الممكن علاج أي غضروف أو رباط أو عضلة في الجسم إذا كان هناك جزء من الغضروف مازال متواجدا أما إذا أزيل الغضروف تماما أو انقطع الرباط عن طريق علمية جراحية مثلا فلا يمكن عمل شيء إلا بعملية جراحية.

الجدير أن أول طبيب استخدم تقنية العلاج بالنبضات الكهربية هو الدكتور فايفر عام 1996 ولكن هناك الآن أكثر من 600 طبيب في نحو 350 مركزا متخصصا في أوروبا يستخدمون التقنية.

الإصابات

يعاني أكثر من 25 % من السكان من مشكلات المفاصل والأوتار والأربطة العضلية والعضلات والعمود الفقري. وحسب خبراء الصحة فإن الآلام الظهر باتت مشكلة صحية بارزة، ولا تقل عنها هشاشة العظام من حيث انتشارها بين الناس، وهي الحالة التي يعاني منها شخص واحد من بين كل 4 أشخاص. وتنجم تلك المشكلات في الغالب عن الإجهاد البدني وعن عدم ممارسة تدريبات رياضية كافية وعن الشيخوخة.

أما الأسباب الثانوية فهي ناجمة بصورة عامة عن الإصابات الرياضية أو الحوادث. يؤدي العلاج إلى عودة إنتاج الكولاجين في المفصل، ويتسم العلاج بأنه يحتاج إلى وقت حتى يكون ناجعا. والحقيقة فإن الإشارات الصادرة عن أجهزة الـ PST هي لغة خاصة تتناغم معها الخلايا المصابة. ولذلك لن يتمكن من استخدامها أيضا سوى الأطباء المدربين.

في كل الأحوال، فإن غالبية الحالات يصعب على أصحابها القيام بالعمل العادي أو ممارسة النشاط الرياضي، ويعاني المصاب بالنتيجة من ألم شديد يحول دون الاستمرار في تدريباته.

لكن أشد حالات الإصابة هي عندما يعاني الإنسان من تآكل في غضاريف مفاصله ولعل الوسيلة الوحيدة المتوفرة للقضاء على حدة الألم تلك هي المسكنات التي تعطى للمريض بجرعات عالية وكذلك العلاج الفيزيائي أو العمل الجراحي. لكن تلك العلاجات هي علاجات وقتية ولا تفيد إلا لفترة قصيرة، لكنها لن تفيد في إعادة الغضاريف إلى طبيعتها.

الحل الناجع

يرى الدكتور كنوت فايفر أن الحل الأمثل هو استخدام العلاج بالنبضات الكهربية PST التي تبعث النشاط في الغضروف وفي الأنسجة الضامة الأخرى. والمعروف أن الغضروف يغطي سطح المفصل، في الأحوال الصحية العادية، ويمنح المفصل حرية الحركة دون الشعور بأدنى ألم.

والمعروف أن الضغط المتزايد على المفاصل والغضاريف والشيخوخة يؤديان إلى الحاق الضرر أو إيذاء الأوتار والأربطة العضلية والتسبب في اضطرابات المجالات الكهربية المنشطة للخلايا المكونة للأوتار والأربطة ويؤدي ضعف تلك الحقول الكهربية إلى إضعاف عمليات تنشيط وتجدد الخلايا وترميمها.

لكن تقنية العلاج بالنبضات الكهربية تأتي كبديل اصطناعي يعمل على انبعاث ذاك النشاط الضروري لإعادة الحيوية إلى الغضروف والأربطة والأوتار العضلية. والحقيقة، حسب الدكتور فايفر، فإن توفر تقنية العلاج بالنبضات الكهربية يساعد على عملية الترميم والتجديد في خلايا المفاصل وكلما بكر الإنسان في الخضوع لذاك العلاج كلما كانت فرص الشفاء أكبر. كما يوفر العلاج الجديد التعافي لكل المفاصل في سائر الجسم.

دون ألم أو مضاعفات

لا تتسبب تقنية الـ PST، المتوفرة في المركز الطبي الألماني في مدينة دبي الطبية في أية مضاعفات أو ألم وهي علاج غير جراحي ولا ينجم عنها أية أعراض جانبية. ويقول الدكتور فايفر إن البروفسور ريتشارد ماركول عالم الفيزياء الحيوية والطبيب الأميركي من أصل ألماني هو مبتكر أجهزة الـ PST، ووراء قصة نجاح هذا التطوير العلمية جهود مضنية وتجارب استغرقت نحو عشرين عاما. وكان الهدف من تطوير هذه التقنية هو تقليد النبضات الكهربية الطبيعية الموجودة في الجسم.

يحتاج المريض للتعافي من التهاب الأربطة والأوتار العضلية وتآكل الغضروف في المفاصل إلى الخضوع لعلاج يستمر ما بين 9 إلى 12 يوميا. وتستمر الجلسة الواحدة ساعة واحدة فقط. وينبغي أن تتم عملية العلاج في أيام متتابعة.

لقد عالجت الكثير من مشاهير الرياضة وكان كل منهم يعود إلى الملاعب لمواصلة تدريباتهم أو مبارياتهم.

وكانت أول مريضة عالجتها ابنتي التي لجأت إلى استخدام عكازين للمشي ولم تكن تستطيع امتطاء الدراجة الهوائي بسبب التهاب ركبتيها. وفي غضون تسعة أيام من استخدام الجهاز كانت تمشي وتمارس حياتها بصورة طبيعية.

وتستخدم العلاجات بالنبضات الكهربية الاصطناعية للتخلص من الألم وتحسين القدرة على الحركة في أعقاب إصابات رياضية ويستخدم بصورة عامة لترميم المفاصل وللتخلص من ألم العمود الفقري والظهر عموما. وعادة ما تتراوح نسبة التحسن ما بين 70 إلى 80 في المائة، ويتحدث المرضى بعد العلاج عن اختفاء كامل للإصابة أو الألم.

مواضع العلاج الرئيسة

الرقبة، النقرة والرأس. وتعالج تقنية النبضات الكهربية مجمل العمود الفقري والمفاصل المتآكلة وفقرات العمود الفقري والآم الديسك وترقق العظام وتوتر العضلات والألم القطني. الكتفان والمرفق واليد ويشمل علاجها اضطربات تآكل والتهابات المفاصل والترقق. وعلاج ألم الكتفين. وغالبا ما يعاني منها الرياضيون.

الورك

الركبة: من أبرز المعاناة خروج الرضفة عن مكانها.

مفاصل القدم والكاحل: أوتار أخيليس، التواء العقب واضطرابات القدم.

النبضات الكهربية

يحاط كل مفصل بمجال كهربي حسب العادة، ومهمة هذا النشاط الكهربي هو توفير تنشيط متواصل لخلايا النسيج الضام المحيط بالمفصل حتى لا يحدث تآكل في الغضاريف. وتقوم النبضات الاصطناعية بتقليد لغة النبضات الكهربية الطبيعية التي خصها الله تعالى كي تخاطب تلك الغضاريف والأنسجة دون غيرها،

إذن يمكن القول أن هذه النبضات تقوم بتوجيه علاجها وفقا لمقاييس علمية مدروسة، وأن العملية ليست عشوائية. وتتم علمية نقل النبضات الكهربية عن طريق ملفات وتتوجه نحو المنطقة المصابة، وهو ما يؤدي إلى تنشط خلايا الغضروف دون أن يرافق ذلك أية مضاعفات أو أعراض جانبية. وتعتمد فترة العلاج على المنطقة المستهدفة. ولفت الدكتور فايفر إلى أن جميع أجهزة العلاج بالنبضات حاصلة على موافقة طبية رسمية وعلى مصادقة المقياس الأوربي.

انتشار العلاج

هل أصبح هذا العلاج يلقى شعبية واسعة؟

بدأ استخدام تقنية الـ PST منذ قرابة الأحد عشر عاما، وأسفر استخدامه في ألمانيا عن علاج أكثر من 400 ألف شخص ومن ثم انتشر استخدام التقنية لتشمل نحو 23 بلدا، وقال فايفر: إنني حاصل على ترخيص لاستخدام العلاج في البلاد العربية.

والهدف من العلاج السماح للمرضى بالتهاب المفاصل وتآكلها بفرصة قبل إجراء أية عملية جراحية قد تكون نتائجها سلبية ومعوقة. لكن بطبيعة الأحوال هناك حالات متقدمة من الاعتلال الغضروفي تستدعي إجراء علمية جراحية. ويفضل دوما البدء بالعلاج في فترة مبكرة قبل حتى يضمن العلاج. كما يعني العلاج بالنبضات الكهربية الانتقال بحالة المريضة من وضع متقدم إلى حالة يمكن للطبيب من خلالها الانتقال إلى وضعية يمكن علاجها.

لقد عالجت الكثير من لاعبي كرة القدم وشفوا، ولكن هناك مريضة كانت تعاني من ألم في ركبتها وتمكنت بفضل الجهاز من تخليصها من الألم الذي كانت تعاني منه، وفي أعقاب نجاح العلاج تمنت أن يتم علاج ركبتها السليمة الأخرى كي تكون الركبتان على خير ما يرام ومتكافئتين

محمد نبيل سبرطلي

Email