6 ملايين طفل يقضون بسبب الفقر سنوياً

6 ملايين طفل يقضون بسبب الفقر سنوياً

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

انتشرت في الآونة الأخيرة بين فئة الأطفال فئة من الأمراض العضوية التي يطلق عليها مجازاً «أمراض الفقر» وذلك نتيجة لزيادة نسب الفقر المنتشرة بين سكان العالم وخاصة في البلدان التي بات الفقر فيها هو السمة الغالبة بين المواطنين، ولأن الأطفال أكثر فئات المجتمعات تضرراً من هذه الظاهرة نجدهم يشبون ضعفاء مرضى يعانون الضعف الذي كثيراً ما يودي بهم إلى الموت.

فقر الدم

وسوء التغذية من أكثر هذه المشكلات التي تواجه الأطفال، إذ يؤكد تقرير للأمم المتحدة الصادر مؤخراً أن أكثر من 6 ملايين طفل يموتون بسبب سوء التغذية الناتجة عن نقص الحديد ، عن هذا الموضوع يقول د. أحمد سامي خليفة، أستاذ طب الأطفال بعين شمس: أي إنسان يتناول غذاءه ليمده بالطاقة الحرارية اللازمة للحياة، وينمو ويتطور وحتى تعمل الأعضاء والأجهزة المختلفة بالجسم،

ويعتبر الغذاء كاملا إذا يفي بالسعرات الحرارية اللازمة للجسم، وتختلف هذه السعرات تبعا للسن، فالوليد يحتاج إلى 120 سعرا حراريا، لكل كيلو جرام من الوزن، وتتناقص هذه الكمية حتى تصل إلى 40 سعرا في الرجل البالغ و36 في السيدة، لكل كيلو جرام من الوزن في اليوم الواحد، ولابد أن تتكون هذه السعرات من مكونات الغذاء الثلاثة %50 كربوهيدرات، %35 بروتينات، %15 سعرات حرارية،

وأن يحتوي الغذاء الكامل على الماء اللازم والفيتامينات وكذلك الأملاح والمعادن، وكذلك يجب أن يشعر الإنسان بالشبع بعد التغذية التي يجب أن تكون جيدة الطهو ومعدة بطريقة شهية. ومن الضروري أيضا أن يناسب هذا الغذاء دخل الأسرة، فمثلا يمكن أن يتوفر الغذاء من البروتينات اللحوم والدجاج ويمكن أن يستعاض عنها بأغذية بروتينية أرخص كالأسماك والجبن القريش والبقول.

ويرى د. سامي خليفة أن الرضاعة الطبيعية تعتبر تغذية كاملة للرضيع خصوصا في الشهور الستة الأولي، وبعدها يمكن إدخال بعض أنواع التغذية مثل الخضروات المسلوقة والزبادي، كما أن الرضاعة الطبيعية تكسب الطفل مناعة تقيه من العدوى والالتهابات، في حين تعتبر التغذية سيئة، إذا نقصت عن المطلوب،

وهنا يصاب الطفل بمرض الهزال، وتنقص معدلات نموه، ويقل وزنه، ويجف جلده وبالتالي يصاب بالضعف، وتقل كمية العضلات والمخزون من الدهن تحت الجلد، وبالتالي ينشأ مرض الهزال إذا أصيب الطفل بمرض معد، مثل الحصبة، وهو يعاني من سوء التغذية، أو إذا أصيب بنزلات معوية، ومن ثم يعتمد العلاج على تغذية الطفل وتطعيمه ضد الأمراض ونشر الوعي الصحي.

الأوديما الغذائية

وعن مضاعفات سوء التغذية يشير د. أحمد سامي إلى أن الهزال من أهم هذه المضاعفات فإذا كان الطفل يرضع رضاعة طبيعية فإن سبب الهزال في هذه الحالة عدم كفاية لبن الأم، وإطالة مدة اعتماد الطفل على الثدي في التغذية بعد العام الأول دون إدخال بعض أنواع التغذية التي أشرنا إليها، أما في التغذية الصناعية فيرجع السبب في الغالب إلى تخفيف اللبن أكثر من اللازم نحافة عسر الهضم،

وكذلك إذا أعطي الطفل غذاء ناقصا في نسبة البروتين تظهر عليه الاوديما الغذائية، فيتقرح الجلد، وتظهر عليه بقع داكنة، ويحمر شعر الطفل، وتلتهب الأغشية المخاطية وتسوء حالتها، ويسمى هذا المرض «مرض الطفل الأحمر» أو «الكبراشيور كور».

وفي هذه الحالات إذا لم يدرك الطفل بالعلاج، يكون عرضة للالتهابات، وهبوط درجة الحرارة، وقد يكون مصحوبا بهبوط في القلب، وكل هذه الأعراض من الممكن أن تودي بحياة الصغير، وعلاج هؤلاء الأطفال يكون برفع القيمة الغذائية وزيادة نسبة البروتينات، وهناك حالات تحتاج إلى نقل دم ومضادات حيوية، وتحسين الغذاء.. وكذلك من المضاعفات التي تترتب على نقص التغذية كما يقول د.

أحمد سامي: نقص الفيتامينات التي تعتبر أيضا سوء تغذية، فمثلا فيتامين «أ» يوجد في الجزر والفواكة، والخضروات وفي اللبن والزبد وصفار البيض والكبد، ونقص هذا الفيتامين يؤدي إلى العشى الليلي حيث يصعب التمييز في الضوء الخافت، كما يصبح الطفل عرضة لتقرحات القرنية، ويكون قابلا للعودة وكذلك نقص فيتامين «د» يسبب مرض الكساح أو لين العظام، فتتقوس العظام ويتأخر ظهور الأسنان والمشي. وربما يصاب الطفل بنقص في نسبة الكالسيوم، فيصاب بتشنجات أو تقلصات في اليدين والرجلين أو اختناق، فيحتاج إلى حقنة كالسيوم بالوريد فورا.

الإكثار خطر بالغ

ويضيف د. أحمد سامي خليفة : إذا كان نقص التغذية يعد سوءا للتغذية، فإن الإكثار من التغذية، يكون سوءا للتغذية أيضا فزيادة الطعام تؤدي إلى السمنة، والتي تعتبر مفتاحا لأمراض التخمة، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة نسبة الكوليسترول بالدم، وما يتبع ذلك من اضطرابات في وظائف الكبد، وكذلك ترسيبه في الأوعية الدموية وأمراض الذبحة الصدرية، وكذلك الإكثار من الفيتامينات يعتبر سوءا للتغذية فزيادة تناول فيتامين د يسبب تكلسا في الكلى مع هبوط في وظائفها، وفقر الدم من أكثر الأمراض إصابة للأطفال على حسب د.

أحمد سامي، وفي الغالب تكون نتيجة سوء التغذية وأمراضها المنتشرة على نطاق كبير بين الأطفال، حيث إن كرات الدم الحمراء تحتاج لعنصر الحديد لتكوين مادة الهيموجلوبين التي تقوم بأهم وظائف كرات الدم الحمراء وهي نقل الأوكسجين إلى الجسم، وتعتمد مادة الهيموجلوبين على عنصر الحديد لتكوينه، وهذا العنصر موجود في أغذية مهمة يحتاجها الجسم مثل الخضروات واللحوم وبعض الفواكة والبقول،

فإذا اصيب الطفل بسوء التغذية يكون عرضة لنقص الحديد وفقر الدم. وبالإضافة إلى عنصر الحديد، يحتاج الجسم إلى البروتينات وبعض الفيتامينات مثل فيتامين ب المركب لتكوين الهيموجلوبين،، لأن نقص هذه البروتينات والفيتامينات يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم، إلا أنه توجد أسباب أخرى لفقر الدم غير سوء التغذية مثل حالات النزيف التي تصاب الأطفال في الأنف والشرج.

كما تبين أن سوء التغذية الشديد يؤدي إلى ترسبات للدهون في كبد الطفل، مما يؤثر على وظائفه وقد تصل الحالة إلى إصابة الطفل بالفشل الكبدي، لذلك فإن التغذية السليمة تحمي كبد الطفل، إن استخدام المضادات الحيوية بطريقة عشوائية دون استشارة الطبيب، تصيب الطفل بالفشل الكلوي وتأخر نموه الجسماني، وبالتالي تؤثر على التمثيل الغذائي المؤدي إلى سوء التغذية والضعف والهزال وعدم استفادة جسم الطفل من أي أطعمة.

الضعف العام

عن وظائف كرات الدم الحمراء وعلاقتها بالانيميا يقول د. محمد بهائي السكري، استاذ ورئيس قسم وظائف الأعضاء بطب الأزهر: تنقل كرات الدم الحمراء الأكسجين من الرئتين إلى الأنسجة، وثاني أكسيد الكربون من الأنسجة إلى الرئتين، بينما تقوم كرات الدم البيضاء بطرد الأنسجة الغريبة، ومقاومة العدوى وتقوية جهاز المناعة - أما الصفائح الدموية فوظيفتها تجلط الدم وايقاف النزيف، وفقر الدم هو نقص غير عادي في كرات الدم الحمراء، وفي نسبة الهيموجلوبين، فكريات الدم الحمراء لها وظائف مهمة في نقل الأكسجين وغاز ثاني أكسيد الكربون كما ذكرنا.

ويشير د. محمد إلى أن هناك عوامل مؤثرة في تكوين هذه الكريات تتمثل في الغذاء المتمثل في البروتين، الأحماض الأمينية الضرورية، الحديد فيتامين ب12، وج وعناصر مساعدة كالنحاس والكوبالت، وكفاءة المعدة، حيث تفرز العامل الداخلي الذي يساعد على امتصاص فيتامين ب12، والعامل الخارجي عن طريق الاتحادية وتسهيل امتصاصه في الأمعاء الدقيقة، وكذلك حامض الهيدروكلوريك يساعد على امتصاص الحديد في الامعاء،

ولذلك من العوامل التي تلعب دوراً جوهرياً الكلية حيث يؤدي نقص الأكسجين إلى تنشيط إفراز الكلية لهرمون الأريثريوبتين الذي ينتقل مع الدم إلى نخاع العظام لتحفيز كريات الدم الحمراء، الكبد: يختزن الحديد، وفيتامين ب 12، ويساعد على تكوين بروتين الجلوبين الموجود في الهيموجلوبين. فيتامين (ب12) ويرجح د. محمد بهائي إصابة الأطفال بقر الدم الناتجة عن سوء التغذية يترتب على نقص البروتينات والأحماض الأمينية الضرورية، ونقص الحديد في الغذاء ونقص امتصاص الحديد في الأمعاء، ونقص فيتامين ب12 أو ضمور الغشاء المخاطي للمعدة، ونقص النحاس والكوبالت وفيتامين ج،

ويضيف د. محمد أن التغذية الجيدة المحتوية على العناصر المختلفة، خصوصا البروتينات مثل اللحوم والطيور والأسماك ومنتجات الألبان والبيض لها دور مهم في الوقاية من فقر الدم، بشرط تناولها بقدر مناسب بالإضافة إلى البروتينات النباتية والبقول، وانه يجب الاهتمام بغذاء الحامل والمرضعة والأطفال في سن النمو والمراهقة

وإضافة الأغذية التي يحددها طبيب الأطفال إلى الرضاعة، وانه ومن المهم تناول الخضروات الطازجة والفاكهة في مختلف الأعمار، وعلاج أسباب النزف وتجنب أماكن المدخنين ومزاولة الرياضة باعتدال لتنشيط الدورة الدموية، والجهاز التنفسي، وبث الحيوية في الجسم

نصرالدين سلطان

القاهرة

Email