جرثومة المعدة.. عكرت صفو حياتي

جرثومة المعدة.. عكرت صفو حياتي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعرف المعدة بأنها بيت الداء، فالكثير من الأمراض والاعتلالات الصحية تكون هي مصدرها، ومن الأمراض الخطيرة والمزعجة في الوقت نفسه التي تحتضنها المعدة ما يعرف بجرثومة المعدة وهي نوع من البكتيريا تم اكتشافه في 1983 وتعد من النوع المقاوم للحموضة العالية الموجودة بداخل المعدة، حيث تتحوصل بجدار المعدة بعد إفراز أنزيمات خاصة لحمايتها من درجة الحموضة العالية.

صلاح مبارك واحد ممن أصيبوا بهذه الجرثومة والتي كان لإصابته بها أثر كبير على حياته حيث عانى منها الأمرين. وعن هذه المعاناة تحدث لـ «الصحة أولا» قائلا: كنت بكامل صحتي وعافيتي أحيا بشكل طبيعي وأمارس الرياضة وأتمتع بجسم متناسق، لم أكن أشتكي من أية أمراض أو أوجاع تذكر، حيث كان الكثيرون يحسدونني على صحتي التي أتمتع بها بالرغم من أنني تجاوزت الخمسين من العمر.

بداية المشكلة

بدأت أحس بأعراض المرض منذ 5 سنوات تقريبا، حيث بدأ وزني بالانخفاض التدريجي وأصبحت تنتابني أوجاع في المعدة وحرقة شديدة تنتقل للصدر، فبت أستيقظ مرات عدة ليلا جراء إحساسي بالاختناق، وكان لكل تلك الأعراض أن اقتادتني لدخول دوامة زيارة الأطباء والمستشفيات، ولم يكن لكل تلك الزيارات أي فائدة ترجى، فقد شخص مرضي مرة بالقولون ومرة أخرى بأنه التهاب في رأس المعدة، وحظيت بكمية عملاقة من الأدوية التي لم تقدم لي أي تحسن يذكر.

اكتشاف المرض

لم يبق الأطباء أي نوع من العلاجات إلا وأعطوني إياه، وبعد أن لا حظوا أن كل التشخيصات والعلاجات لم تأت بنتيجة، ساورتهم الشكوك بأني أعاني من وجود جرثومة في المعدة، فقاموا بإجراء تشخيص المنظار لي والذي كشف وجود هذه الجرثومة بداخل المعدة، وبعد ذلك تم إعطائي أدوية جديدة خاصة بعلاج تلك الجرثومة، ولكن النتيجة لم تكن بأفضل من قبل.

فالأعراض كانت تنحسر فترة وتعاود الظهور مرة أخرى، وقد سعيت لأخذ بعض الأعشاب التي يصفها العطارون لعلاج تلك الجرثومة، لكن دون فائدة، ومن خلال استفساري وقراءتي كثيرا عن مرضي، تبين لي أن لا علاج شافيا لهذا المرض، لأن العلاج المستخدم قد يقضي على الجراثيم الموجودة في المعدة.

ولكن تبقى فرصة عودتها كبيرة جدا، ومازلت على أمل أن أجد العلاج الشافي لما أعاني منه، حيث إن النقص الشديد في وزني أثر كثيرا على نفسيتي فطولي 175 سم ووزني حاليا 45 كغم وقد أصبح مظهري العام مزعجا جدا.

الرأي الطبي

وعن جرثومة المعدة وطرق علاجها حدثنا د. عامر حلباوي اختصاصي الأمراض الباطنية في المركز الطبي الملكي في دبي قائلا: إن جرثومة المعدة موجودة عند %50 من سكان العالم تقريبا، وليس شرطا القضاء عليها عند الأشخاص الطبيعيين، وقد أشارت الدراسات الحديثة إلى أن الأشخاص المصابين بأمراض المعدة مثل القرحة المعوية والإثني عشرية معرضون بحال إصابتهم بتلك الجرثومة لانتكاس القرحة لديهم إذا لم يتم القضاء عليها.

ومن أعراض الإصابة بها هناك زيادة في الغازات والإسهال وانخفاض الوزن، بالإضافة لارتفاع الحموضة في المعدة وغيرها من الأعراض المشابهة. ويتم تشخيص جرثومة المعدة عن طريق فحص البراز أو عن طريق أخذ خزعة من المعدة باستخدام المنظار أو عن طريق اختبار التنفس.

ويجب القضاء على هذه الجرثومة في حالات الارتجاع الحمضي المزمن والقضاء عليها يساعد في زوال هذا الارتجاع. ويمكن القضاء عليها بإعطاء مضادات حيوية عدة في الوقت نفسه مع الأدوية المثبطة للحموضة، وقد تصل نسبة النجاح في القضاء عليها إلى %90-80 حسب المضادات المستخدمة .

ويجب عمل فحوصات بعد انتهاء فترة العلاج وفي حال ظهور الجرثومة من جديد يتم استخدام المضادات مرة أخرى لغاية التأكد من القضاء عليها .عودة ظهورها واردة لكن في حالات نادرة. وتعتبر العناية بالغذاء والشراب الصحيين والبعيدين عن الملوثات الطريق الوحيد الذي يقينا من الإصابة بهذه الجرثومة وكذلك الحفاظ على النظافة الشخصية.

الجرثومة و سرطان المعدة

بينت الدراسات أن احتمالات الإصابة ببعض أنواع سرطانات المعدة تزداد عند الأشخاص المصابين بجرثومة المعدة والأمراض المعوية المزمنة

كرم أحمد

Email