بورتريه

خالد سلطان ـ «شحمان» ـ طموحه أكبر من حجمه

ت + ت - الحجم الطبيعي

في دائرة صغيرة قوامها أفراد العائلة وصداقات محدودة للغاية تدور فصول حياته، على عكس دائرة الشهرة الواسعة التي نالها باقتدار رغم قلة أعماله ورغم شغفه الكبير بالتمثيل.

الالتزام عنوانه في كل مكان، طيب القلب كريم يستحي ان يرد سائلاً حتى وان كان في أصعب الظروف، هاتفناه بغية لقائه فجاءنا صوته من على سرير المرض مثقلاً بالألم، ومع ذلك ترك موعد اللقاء مفتوحاً امامنا لنحدده.

في اليوم التالي لخروجه من المستشفى كان في استقبالنا وجلس غير عابئ بلحيته التي طالت على سرير المرض، روح الفنان الشفافة ترفرف على مفرداته فتخرج عفوية مغلفة بالصدق والإيمان، عرفه جمهور المسرح في الإمارات والقاهرة، غير أنه انتظر كثيراً ليحقق انتشاراً جماهيراً أكبر حين قدم حلقات «شحمان ونحفان» وأصبحت شخصيته في المسلسل تسبقه الى كل مكان يذهب إليه.

الفنان خالد سلطان شخصية تربة بخلفياتها المجتمعية، شريط حياته مجموعة من اللوحات تعكس بعضها انكساراته، وبعضها الآخر تشع انتصارات وأفراحا، لكن تظل باقة من اللوحات في حياته معنونة بلاءات ضد التنازلات والشللية ولو كان ذلك على حساب انتشاره الفني.

الفن يبعده عن الدراسة

في القاهرة ولد الفنان خالد سلطان، وبعد أربع سنوات انتقل إلى الكويت بحكم عمل والده هناك، وظل فيها حتى الثالثة عشرة من العمر، تفجرت موهبته في التمثيل هناك، اذ شارك في عدة احتفالات على خشبة المسرح المدرس، وعند عودته إلى الإمارات التحق بمدرسة عبدالله سالم في منطقة الرولة.

ومن حسن حظه ان انتبه ناظر المدرسة ومعلم الرياضيات وكانا يحبان التمثيل، انتبها إلى موهبته وتركا له حرية تقديم مشاهد تمثيلية في الاحتفالات والمناسبات التي كانت تقتصر آنذاك على الغناء فقط، غير أن انشغال خالد بعالم التمثيل ابعده كثيراً عن التحصيل الدراسي.

ووصل إلى مرحلة كره فيها الكتب الدراسية، مجاهدا ان يجد نفسه في أي شيء آخر إلى جانب التمثيل، جاء والده بمدرس للموسيقى إلى البيت، وراح خالد يتعلم العزف على آلة الجيتار واجادها إلى حد لا بأس به، لكنه تركها عندما لم يجد نفسه فيها، ثم حاول كتابة الشعر لكنه لم يخلص له وظلت قصائده العفوية حبيسة السهرات المسائية مع الأصدقاء رغم أنه نشر بعضها في الصحف، ومع تلك المحاولات ظل التمثيل هواية مسيطرة على حواسه.

رعاية الكلاب الضالة

نشأة خالد سلطان وطفولته المبكرة كانت بسيطة بقدر بساطة أسرته وتمسك والده بالتربية الإسلامية والالتزام، هذه التربية مازالت حتى الآن تسير علاقاته الاجتماعية وسلوكياته الشخصية، ومع ذلك فان طفولته وبداية مرحلة الشباب لم تكونا خاليتين من الشقاوة والممارسات الصبيانية وحبه للحيوانات.

الأمر الذي دفعه لرعاية الكلاب الضالة بوضعها في البيوت المهجورة وإحضار الطعام لها باستمرار، اما مشاجراته مع الأقران فقد كانت بسيطة بحكم مسالمته وابتعاده عن المشاحنات، وربما لخوف الآخر من بنيانه الجسدي، تلك المراحل المبكرة من طفولة خالد يلقي الضوء عليها شقيقه الأصغر الدكتور سالم سلطان.

شقيقه الدكتور سالم: عنيد يتحدى نفسه

جمعتني مع شقيقي خالد الذي يكبرني بسنتين صداقة قوية يندر وجودها بين الأشقاء، بتلك الكلمات يبدأ الدكتور سالم حديثه مفتشاً في الذاكرة عن أسباب هذه الصداقة، ويجدها في تنقلات الأسرة بين القاهرة والكويت على الرغم من وجود صداقات مع الأقران تأتي تدريجياً في كل مكان جديد ينتقلان إليه، الأمر الذي جعل الشقيقان يلتقيان على هوايات مشتركة والعاب واحدة.

والسبب الثاني ان الوالد كان متشدداً في تلك المرحلة ويخاف على أبنائه كثيراً، لذا كان يتابع تحركاتهما باستمرار، وشقيقي خالد طيب إلى أبعد حد، وكنت أشفق عليه من الأعمال التي كان يكلفه بها الوالد، وكنت أقوم بها نيابة عنه بطيب خاطر.

فقد كانت حركته ثقيلة ولا يستطيع القيام ببعض المهام، غير أنه عنيد كان يتحدى نفسه قبل أن يتحدى الآخرين بأنه قادر على ممارسة كل شيء، وأن وزنه الزائد لا يعوقه عن ممارسة القفز وكرة القدم وكرة الطائرة، حتى في التمثيل كان ومازال يرفض حصره في ادوار تتعلق بسمنته.

ويسترسل الدكتور سالم مدللاً على ارتباطه بشقيقة قائلاً: عند عودتنا إلى الإمارات واستقرارنا في منطقة الناصرية، ارتبطنا بعلاقات صداقة مع شباب المنطقة وشكلنا فريقاً لكرة القدم، كان خالد لاعباً أساسياً في الفريق يلعب في خط الدفاع وأحياناً في حراسة المرمى، كان يبرز ساقيه القويتين متحدياً الخصوم.

ولم نكن نشعر بانه عبء على الفريق، كذلك كان مشاركاً في جميع الألعاب، وفي السباحة كان ماهراً، رغم وزنه الثقيل، وارتباطي به جعل الوالد يطمئن على سفرنا إلى ألمانيا في رحلة علاج كانت هي الأولى لخالد، حدث ذلك في عام 1980 وكان عمري حينها خمسة عشر عاماً فقط.

وسبعة عشر عاماً لخالد، كنت مرافقاِ ممتازاً له وعدنا من دون أية مشاكل، لكن بعد مرحلة الإعدادية أخذتني الدراسة من شقيقي، وخصوصاً عندما التحقت بجامعة العين، فقد كان عام 1984 هو اقسى الأعوام نفسياً علينا، لم أكن أتصور الابتعاد عن خالد والا أراه سوى مرة واحدة كل أسبوع، فقد كان ومازال يمثل مكانة تلتف حولها الأسرة جميعها،.

ويكفي ان يقول خالد اننا ذاهبون إلى رحلة برية أو ترفيهية فتجدنا مع أولادنا وزوجاتنا في المكان والزمان الذي يحدده، هو طيب للغاية واذا حدث له مكروه تجدنا جميعاً في غاية الحزن.

استئناف الدراسة بعد الزواج بلا غيره

وفي لمحة سريعة يلخص الدكتور سالم طريقة تفكير شقيقة خالد قائلاً: كره أخي خالد الدراسة في الصغر مع أنه عاد إليها بعد ان تزوج وانجب والتحق بعمل واصبح أكثر انشغالاً عن ذي قبل، واستطاع ان يحصل على الثانوية بعد ان درس ثلاث سنوات في سنتين فقط، ولا ادري لماذا لم يكمل حتى النهاية؟

ومع انني تفوقت في الدراسة وحصلت على أعلى الشهادات، الا انني لم اشعر ابداً ان شقيقي يغار، بل كان يشجعني ويدعمني إلى ابعد الحدود، ويأخذ رأيي في أدق الأمور، حتى أموره الشخصية كان يستمع لوجهة نظري، وحين نصحته بأن يفسخ خطوبته من إحدى الفتيات، وافق بعد ان اقتنع بما أقول وحين اختار فتاة أخرى وافقته وشجعته.

والحمدلله لم نر منها حتى الآن إلا كل شيء طيب، اما إخفاقه في الدراسة فقد عوضه بأشياء أخرى كثيرة، فنحن نأخذ رأيه في جميع مشترياتنا سواء الملابس أوالتقنية الحديثة بدءاً من الموبايل وانتهاء بالحاسوب، فهو ماهر في إصلاح الأعطاب الإلكترونية، ويعرف أفضل المنتجات، كما انه مسرف إلى أبعد حد، اذ أعجبه شيء فهو يشتريه ولو اضطر للاستدانة.

واذكر انه في عام 1985، أصر على شراء سيارة مرسيدس حديثه، ودفع فيها كل ما يملك، وأصبح يأخذ مني ثمن بترولها لفترة طويلة، اما غضبه فهو قصير جداً واذكر انني كنت آخذ سياراته لقضاء بعض الحاجات، وفي كل مرة اعيدها إليه بعطل مختلف لكنه لا يغضب.

بقيت هواية الرسم عند خالد، وكما يقول الدكتور سالم، انه كان رساماً بارعاً، وفي بيت العائلة القديم، رسم على أحد الأبواب صورة بالحجم الطبيعي للمثل الهندي اميتابتشان، ولبراعة الصورة وتجسيدها كانت تخيف أهل البيت والزوار، اذ كانوا يعتقدون ان الصورة هي شخص حقيقي يقف امامهم، ومع ذلك لا أدري لماذا لم يحترف خالد الرسم.

صداقات الناصرية

ثلاثون عاماً مرت على عودة الأسرة إلى الإمارات واستقرارها في منطقة الناصرية، التقى فيها خالد سلطان بأصدقاء جدد هم من الجيران بالضرورة، ومع مرور السنين كبر الأولاد وأصبحوا رجالاً لهم استقلاليتهم وأسرهم وبيوتهم الخاصة.

وابتعدت المسافات قليلاً فهل فترت العلاقات إيضا؟، صديقان مقربان من خالد جمعهم حي الناصرية وظل معهم حتى الآن بذكرياته الجميلة، صديقان يتمتعان بروح الدعابة وخفة الظل، التقيناهما في زاويتهم المفضلة التي يتجمعون فيها يومياً، كان يوسف علي مسترخياً على كرسيه يلملم ما تبقى في الذاكرة من ذكريات يقول:

يجب ان أنوه في البداية ان خالد سلطان ليس صديقاً فقط، وأهله ليسوا جيرانا، نحن عائلة واحدة لا فرق فيها بين أي فرد، نعيش مع بعضنا البعض طوال الوقت ولم تكن تفرقنا إلا ساعة النوم، وإلى الآن مازالت هذه العلاقة الأسرية والعائلية تجمعنا، جمعتنا الصداقة بحكم الجيرة والزمالة في مدرسة خالد بن محمد الإعدادية، صداقة بدأت بمشاحنات صبيانية أدت إلى توطيد الصداقة بيننا.

ومن يومها لا أذكر ان خالد غضب من أحد منا، أو غضب أحدنا منه، فهو مسالم وطيب إلى حد غير معقول، الأمر الذي جعلنا نحبه أكثر من أنفسنا، ساعد على ذلك روحه الخفيفة وسعة صدره التي قل ما تجدها عند أحد، الأمر الذي جعلنا نتفانى في تنفيذ رغباته ومساعدته بشتى الطرق، كان خالد يحب التمثيل والممثلين، ومع أننا نخالفه الميول ولا نهتم بهذه الهواية، إلا أننا كنا نقوم بكسر إطارات ملصقات الأفلام التي توضع عند شباك التذاكر في دور السينما.

ونأخذ الملصقات لكي يعلقها خالد في حجرته، ونذهب معه إلى المسرح أو معسكرات الكشافة لكي نشجعه أثناء تمثيل دوره، وفي الكرة أيضاً كان أساسياً في الفريق مع أنه يلعب في دائرة تحركات محدودة لكن لمساته كانت متقنة، في كرة الطائرة أيضاً يلعب معنا بكل حماس، ولا أظن أننا خرجنا في رحلة برية أو ترفيهية من دونه، فهو فاكهة الجلسات والرحلات ومحب للسفر.

وعلى ذكر الكرة وممارستها يلتقط الصديق القديم عبدالكريم الزرعوني الخيط ليؤكد على أن خالد مشجع لنادي الشارقة ومتعصب له، وان أولاده لاعبون موهوبون في فريق كرة اليد، سألت عبدالكريم عن هواية الشعر عند خالد، ضحك كثيراً قبل ان يتماسك وهو يروي حادثة قديمة، قال: ذات ليلة جاءنا خالد وهو يحرك ورقة فيها قصيدته الأخيرة.

وراح يلقيها علينا ونحن نستمع إليه معجبين، وبعد فترة سمعنا أغنية سميرة سعيد التي تقول فيها «قال جاني بعد يومين» ورحنا نقلب في الذاكرة أين سمعنا هذه الكلمات إلى أن تذكرنا، لكن خالد لديه بعض القصائد الجيدة.

عبدالكريم المزروعي: خجول للغاية

وعن علاقات خالد العاطفية يقول عبدالكريم: كانت أفكارا صبيانية لا أكثر، وخالد بطبيعته خجول ومع ذلك كانت له بعض العلاقات، وفي إحدى المرات أردنا أن نصنع فيه مقلباً، ودفعنا إحدى الفتيات لأن تفضل به وتأخذ منه موعداً لتراه، وحددت الموعد والمكان.

بقى الجزء الأخير من المقلب بأن لبستُ عباية وتنكرت في هيئة إمرأة وذهبت إليه.

وجدته مضطرباً وخائفاً، يجلس في سيارته وبيده عصا، كان يخشى من ان تكون الفتاة تدبر له مكروها، لكنني في النهاية لم أتمالك نفسي من الضحك وأنا أفتح باب السيارة، وأخذت نصيبي من الشتائم واللكمات.

يوسف علي: عاشق للنوم

ويعود يوسف علي ليعلق على عشق خالد للنوم، ويتذكر أيام الدراسة وكيف كان يمسك بالقلم ويكتب وهو نائم، ويعود يوسف إلى ذكريات الرحلات ليحكي أحداث ليلة صيد لسرطان البحر، حيث جلس خالد بعيداً .

وهو يمسك بكشاف الإضاءة بينما هم يصطادون ويقذفون إليه وهو يشوي ويأكل، وعند خروجهم لم يجدوا شيئاً بالمرة، أما في حفلة تخرج الدكتور سالم سلطان فقد اقسم خالد ألا يأكل، وحين ذهبوا إلى هناك كان هو أكثر من تناول اللحوم والأرز.

وينضم إلى الطاولة فيصل محمد وهو من الأصدقاء الحاليين لخالد، ومرافقه على الدوام في فترات المرض الأخيرة ويقول: خالد من الناس الذين لا يحبون إلا الصراحة والصدق، وأثناء الفحوصات الطبية التي أجراها في الفترة الأخيرة، رأيناه صلباً وقوياً ومتحملاً للآلام، وعندما انتهت الفحوصات .

وجدت نفسي في موقف صعب لكي أخبره بالنتيجة وأنا أعلم ان العلاج متوفر ولا خوف من المرض، وعندما أخبرته وجدته إنساناً في غاية الشفافية، ولم تظهر على وجهه أية علامة تعكس خوفه أو مفاجآته، ابتسم وقال: «كل شيء من عند الله».

وهنا يتدخل عبدالكريم مرة أخرى قائلاً: خالد شخصية منظمة وكل شيء عندي بحساب، إلا أنه لا يتحسب للمرض مقتنعاً بأن المرض ابتلاء من عند الله، وهو يحب تناول المشروبات الباردة ويصر على تناولها وإن كان مريضاً يعاني من نزلة برد مثلاً.

التمثيل هواية اتقنها الفنان خالد سلطان، وقدم الكثير من الأعمال المسرحية والدرامية في الإمارات، كذلك شارك في العديد من السهرات التلفزيونية في القاهرة وقدم أيضاً أعمالاً مسرحية هناك، لكن طموح خالد أبعد بكثير مما حققه، والشيء الوحيد الذي يضايقه هو تلك الممارسات التي تحكم الساحة الفنية والوسط المسرحي.

حيث الشللية المسيطرة على كل شيء، كذلك نظرة الآخرين إليه وإصرارهم على اسناد أدوار منمطة تلعب فقط على بنيته الجسمانية، خالد سلطان لا يجيد فن العلاقات العامة، وحياته الاجتماعية محصورة في جلسات الأهل والأصدقاء من خارج الوسط الفني، تلك هي حياته.

ويتمسك بها رافضاً تقديم تنازلات حتى ولو ظل بلا أعمال فنية، يشعر بالغصة.. نعم، بالظلم.. ربما..، لكن هل هناك من يخشى من نجومية خالد سلطان ويغار منها وبالتالي يحاربها؟

سؤال توجهنا به إلى ضلعه الذي كون معه الثنائي الشهير ابتداء من الأعمال المسرحية إلى ان نجحا سويا في تقديم حلقات «شحمان ونحفان».

أحمد عبدالرزاق: يضحكني من الأعماق

الفنان أحمد عبدالرزاق أقرب إنسان إلى خالد، يعترف بموهبته الكبيرة التي لم تكتشف على حقيقتها حتى الآن ويقول: بالتأكيد لن أجامل خالد سلطان لأنه صديقي، ولكني اعترف بأنه الوحيد على الساحة الإماراتية الذي يستطيع اضحاكي من الأعماق، لكن من سوء حظه انه موهبة تواجدت في ساحة تفتقر إلى النصوص وإلى الكاتب الجيد، والأدهى من ذلك ان هذه الساحة عقيمة .

وتعتمد على النظر في اتجاه واحد، ليدفع خالد ثمن سمنته الزائدة التي اتجهت إليها الأنظار وحصرتها في أدوار معينة، على الرغم من تمتعه بإمكانيات تعبيرية هائلة، إلى جانب عشقه للفن وإخلاصه له وحبه للعمل الجماعي، لقد عايشت خالد على مدار عشرين سنة وقدمنا العديد من الأعمال، وكانت لدينا أحلام اندفع خالد لتحقيقها وقام بشراء كاميرا سينمائية بمبلغ ضخم، لكنها ظلت حبيسة في مكتبه.

أما عن العلاقات وإحساس خالد بالظلم فأنا مقتنع بذلك، ولكن خالد يتحمل بعضاً من المسؤولية، ونصحته مراراً ألا يستسلم وان ادعوه مجدداً ان يخرج ويعود إلى المسرح ويقف في وجه الرياح، فالوسط يحتاج إلى قدر من الديناميكية والتواصل، وإلى قدر من طول اللسان أيضاً، غير ان خالد ليس من هذا النوع، فهو طيب إلى حد المسكنة، إلى الدرجة التي تغيظك.

وهو صريح لكنه لا يواجه في الوقت المناسب، وهذا الأمر يضيع عليه الكثير من حقوقه، فقد حدث ان كان لدينا مدير أعمال واراد أن ينصب علينا في أحد الأعمال، ومع ان خالد كان أول من يسأل عن قيمة الأجر إلا أنه في هذه المرة تركني اشتكي مدير الأعمال وحدي.

وحصلت على حقوقي بينما ظل هو بعيد، وبعد فترة طويلة سألني عن رقم هاتف ذلك الرجل واتصل به مطالباً بنقوده التي انفقها المدير، فرد عليه خالد «روح الله يسامحك»، هكذا بكل بساطة يتنازل عن حقوقه المادية والأدبية بدون أي داع.

أما غيرة الآخرين منه فهذه حقيقة، وظهرت جلية بعد ان قدمنا حلقات «شحمان ونحفان» ونجحنا فيها، وتمت محاربتنا من جهات عديدة رفضت إنتاج أعمال لنا، وأيضاً هناك أشخاص رفضوا التعاون معنا، وظلوا يطاردون خالد بالأدوار الصغيرة حتى يهمشونه تماماً، والمحزن ان خالد استسلم تماماً، غير أنني اتمنى ان نعود سوياً في شكل جديد يحقق له النجاح في تقديم الأعمال التي يريدها.

عز الدين الأسواني

Email