جذور

زي الإماراتية بين الكندورة التراثية والعباءة العصرية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تتطور الازياء في اي بلد مع تطور الايام ولكن يبقى التراث الشاغل للكثير من الناس من أجل المحافظة على هذا الموروث الذي تسعى الدولة عندنا للمحافظة عليه ليبقى التراث موجودا بيننا رغم تطور الايام وعن هذا الموضوع الذي بدأناه بالحديث عن الازياء الرجالية في الخليج عامة ثم الإمارات خاصة نخصص هذا الجزء للحديث عن الزي النسائي في الإمارات.

فتقول المواطنة عائشة بنت سيف البالغة من العمر سبعين خريفاً «عشق الماضي وحب العودة إليه خاصة للملابس والأزياء القديمة يتجسدان من خلال معارض الأزياء المنتشرة في يومنا هذا والتي تعود الموضة من خلالها إلى سنوات مضت ونسمع شفاه الزائرين والعارضين تردد دوماً عبارات مثل ما أروع الماضي وما أجمل بساطته».:أنواع الأقمشة :وأشارت إلى أن أهم أنواع الأقمشة التي عرفتها المرأة قديماً القطني والصاية والأطلس وبو نسيعة وحلواه ساخنة وبوطيرة وبوقليم وصالحني ومنها ما عرف باسمه من مصدره مثل المزراي والمخور «المزين بالخيوط الفضية أو الذهبية» وغالباً تكون هذه الأقمشة مشجرة وكان القماش ذو اللون الواحد نادراً.مشيرة إلى أن نوع الأطلس والقطني لا يتغير لونه ويحتفظ برونقه وزهاء ألوانه مدة طويلة.وكانت بعض النساء قديماً يمررن على المنازل والأحياء يتكسبن من بيع الأقمشة أثناء مرورهن على المنازل والأحياء القديمة وهن يحملن الأقمشة في الجفير «وعاء من سعف النخيل» بعد أن يشترينها من تجار الجملة الذين يستوردونها بدورهم من الهند.

وحرصت المرأة قديماً على لباسها كجزء لا يتجزأ من ماضيها واهتمت بأدق تفاصيله لعدم وجود محلات راقية كما هو الحال في وقتنا الحالي تتعامل مع المرأة بطريقة «اشتري والبسي».

وكانت المرأة قديماً تشتري قطع القماش من السوق وتقوم بخياطة ملابسها بنفسها بواسطة الخيط والإبرة حيث تجتمع النساء صباحاً أو مساء عندما يفرغن من أعمال المنزل فيمارسن الخياطة في وقت الفراغ الذي قلما يجدنه.

أما أهم ملامح زي المرأة قديماً فكانت المرأة تحرص على لبس الكندورة العربية المشجرة أو المزرّاية أو المخوّرة أما الثوب فتلبسه في المناسبات والأعياد بينما تلبسه الفتيات الصغيرات بمناسبة ختم القرآن الكريم «التومينة» وأشهر أنواعه الميزع وبو الآنات وبو الفرقوا ودح الماية وبو قفص تكون ألوانه أحمر وأخضر وأسود وفي العادة يكون للثوب ذيل طويل.

الثوب في الشعر

وقد ورد ذكر الثوب في العديد من القصائد لأشهر شعراء الإمارات، منهم الشاعر راشد الخضر حيث يذكره في قصيدة مؤثرة له رَدّاً على عتاب وصله من الشاعر أحمد بن حظيبة الهاملي، وكان قد قدم الهاملي الى عجمان والتقى بالشاعر الخضر فلم يحسن الخضر استقباله، فابتدره الهاملي بهذه الأبيات معاتباً ومتحدياً مقدرة الخضر الشعرية:

هاج فن الشّعر وابْلاغه***جِيْلْ عِرْب فايجْ الصيْغه

لفظْ لي غيْري فلا صاغَه***لَوْ بِغى ايْجيم تَبْليغَه

بَعَدْ ذا قُمْ لَه أو ناغَه***يا نديْبي عَنْ مباليغَه

فرد الشاعر الخضر بهذه الأبيات التي تكرر فيها حرف الغين بشكل ملحوظ، وقال:

حاضِرٍ في الغيّ واشْراغَه***عِنْد عودي ايْرِنْ تَنْزيغه

بينْ كاس اوْ كِنّسْ افْضاغَه***القلب يبْرَن مفاضيغَه

كِلْما طاب الهوى ماغَه***عَللّه واسْعى ابْتِدر مْيغَه

السراويل تصنع من القطن

وكانت المرأة تحرص على لبس السروال لتكتمل زينتها خاصة أن الكندورة يتم تطريزها بخيوط التلّي وتزين أسفل السروال بالبادلة «خيوط من الخوص والفضة وخيوط عادية من اللون الأحمر والأسود» وتستخدم الكاجوجة في تطريز خيوط التلي والبادلة التي تضفي على الكندورة والسروال لمعانا وبريقا يزيد من أناقة المرأة وجاذبيتها.مشيرة إلى أن السراويل عادة تصنع من القماش القطني «أبو النف أو أبو كريبة».

الشيلة والحرص عليها

وذكرت أن الوقاية «الشيلة» أو الغشوة تلبسها النساء والفتيات وتحرص الأم على تعليم الفتاة ارتداء الوقاية من سن الخامسة وغالباً تلبس البنت نفس الملابس التي تلبسها الأم ومن نفس أنواع الأقمشة وأهم أنواع الشيل قديماً دورة وبو المعاريض ومدقدق وقاعة المنخل.

يروي الشاعر حمد أبوشهاب أن الشاعر ربيع بن ياقوت رأى فتاة غضة ناعسة العينين في يوم عيد، فحياها بالسلام، وفي هذه القصيدة الغزلية يذكر الوقاية «الشيلة» أو الغشوة، (لغشايَه)، حيث يصف لنا حالته النفسية قائلاً: لقد ارتعدت فرائصي فلجأت الى الاستعاذة بالله مما أنا فيه:

يوم جيتَه في ضحى عيْدَه

بالسّلام اؤلي بعضْ حاجة

وَاشبَكْت ايْدي على ايْدَه

رحب ابيّهْ واقعد احذايَه

شامِلَتني رته اوْ بيده

من نظَرْتَه بردَت اعظايَه

قمت اكثر متَّعوّيده

صقل الوقاية

وكانت المرأة تحرص كل الحرص على هندامها وزينتها وكانت في كل حي «فريج» سيدة متخصصة في صقل الوقاية لتلمع وتزداد لمعاناً ويتم ذلك بواسطة البعوة «صدفة بحرية كبيرة» وتوضع الوقاية على سطح خشبي وتصقل بالبعوة، وكانت أجرة الصقل حوالي ريال ونصف لكل قطعة.

السويعية للخروج

أما السويعية فهي العباءة المزينة بالزّري لونها أسود تستورد عادة من بعض دول الخليج وتحرص المرأة على لبسها وقت الخروج من المنزل. وقد تطورت العباءة مع تقدم الزمن من حيث نوع الأقمشة والتطريز. أما عن ملابس العروس قكانت العروس عادة تلبس الكندورة المزرّاية والثوب الميزع ووقاية دورة وسروالا قطنيا عليه بادلة.

البرقع للوجه

أما البرقع قهو نوع من القماش السميك يشبه «الورق» ذهبي اللون يميل إلى السواد مع مرور الزمن وكثرة الاستعمال وتغطي به المرأة أهم معالم وجهها ويثبت البرقع على الوجه بواسطة خيوط حمراء مجدولة «خيوط الشبج» وتستبدل في المناسبات والأعراس بالخيوط الفضية أو الذهبية ويزين البرقع بالمشاخص «أبو النجوم» ويثبت على الوجه بالكلاليب ومازال البرقع تلبسه النساء المتزوجات خاصة إلى اليوم، وهو البرقع التقليدي القديم وهو المقصود هنا.وما أجمل الوصف الرائع الذي قدمه الأمير خالد الفيصل ل«البرقع» وذوات البراقع:

ما هَقيْت انَّ البَراقع يَفتنَنّي

لين شفْت ظبا النّفود مْبَرقعاتِ

الله اكبَرْ يا عيون ناظِرَنّي

فاتِناتٍ ناعِساتٍ ساحراتِ

في هَواهِن يا سَعَدْ كيف اطْرَحَنّي

راع عمري من مودّتهِنْ فواتِ

كان ممّا صابِني ما عالِجَنّي

أوكاد اني خطير بالمماتِ

يا سعد خَبّر ظريف الطّول عَنّي

كان ودّه لي بعمرٍ في الحَياةِ

من نِظَرْني بَس أهوجَس بَه وأوِنّي

ما تِرَكني هاجِسي لو في مباتي

وقد جاراه في قصيدته تلك الشاعر عبدالرحمن بن علي المبارك فقال على منوالها قصيدة زادت من قيمة البرقع مادياً ومعنوياً وهي تذكّرنا بقصيدة تراثية من الشعر العربي الفصيح القديم يقول مطلعها:

قُلْ للمليحةِ في الخِمارِ الأسْوَدِ

ماذا فعَلْتِ بناسِكٍ متعبّدِ

يقول الشاعر عبدالرحمن بن علي المبارك:

من زمان أهل البراقع عذّبنّي

أشهد ان أهل البراقع مفتناتِ

يمنعن شوف الحسن والزّين عَنّي

ما هجاني شوفهن مبَرقعاتِ

ما حَلاهِن دون برقع لا انظرني

بالوجيه مْفَرّعاتٍ سافراتِ

مبسم وأنف كما الهندي وسنّي

والخدود ورود زَهْرا متفّحاتِ

والحواجب دورة النون افتنني

بالجبين وبالجمال مكملات

والعيون اللي كما سيوف تسني

يذبحن بها الغريم بلا ذكات

لا نظرن واغظن بهن عمد اقتلني

دون جرم ما يحاتون الفوات

ليتهن يوم اطرحني ساعدني

بالوصال وبالوعود الصادقات

يحسبون ان العشق ماهوب فَنّي

ما دَروا أني به إمام في الحياة

عن صلاتي مع صيامي أشغلني

واودعني في سكرات وغمرات

كيف اسوي ش الحول والقلب مني

في هواهن ما يمل من الشكات

قيدني بقيد حبس واتركني

بين اياديهن مقفيات مقبلات

ربما لي أو عساهن يرحمني

في حياتي من قبل وقت الممات

البرقع

البرقع نوع من القماش السميك يشبه «الورق» ذهبي اللون يميل إلى السواد مع مرور الزمن وكثرة الاستعمال. وتغطي به المرأة أهم معالم وجهها، ويثبت البرقع على الوجه بواسطة خيوط حمراء مجدولة «خيوط الشبج.

Email