تقدم مساحات للتأمل وملاعب وأنشطة وخدمات للرواد

حديقة مشرف.. غابة طبيعية تحتوي العالم

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما تبحث عن متنفس تقضي فيه إجازات نهاية الأسبوع يتضمن المرافق المهمة والمناظر الطبيعية الخلابة والمسابح وألعاب الأطفال والمسطحات الخضراء ومناطق الخدمات، فلن تجد أفضل من حديقة مشرف التي تعتبر واحدة من أقدم حدائق دبي إن لم تكن أقدمها على الإطلاق، وتقع بالقرب من شارع المطار ويمكن الوصول إليها من شارع الإمارات.

تم تأسيس الحديقة في العام 1974 وتم معها وضع مجموعة من المرافق التي تضمن للزائرين قضاء أوقاتاً مسلية ومريحة، وعندما تزايد عدد زائري الحديقة منذ تأسيسها قامت إدارة الحدائق في بلدية دبي بتزويدها بعدد إضافي من المرافق الخدمية وتطوير المرافق القائمة بالفعل، وتتوافر مسابح للجنسين ومناطق لألعاب الأطفال بأنواعها تناسب جميع الأعمار. كما توجد مناطق مخصصة لممارسة الألعاب الرياضية للبالغين، تضم الحديقة مجموعة من النباتات المتنوعة التي تبدو وكأنها غابة تشكلت عبر الزمن كما تضم القرية الدولية ومناطق المحاكاة للحياة البدوية القديمة وهذه المنطقة تضم تشكيلة من الخيول والجمال وكل مظاهر الحياة البدوية.

كما تشمل الحديقة مناطق للخدمات المتنوعة من مطاعم وكافتيريات ودورات المياه وعدداً من المساجد وتضم كذلك مجموعة رائعة من نوافير المياه والبحيرات المائية ذات المناظر الخلابة، والتي تتخللها الأضواء الملونة التي تضفي على المكان رونقاً وبهاء كما تضم مناطق مخصصة للشواء يستمتع بها كل زوار الحديقة.بداية الرحلة نبدأ رحلتنا في الحديقة من البوابة الرئيسية حيث تستقبلك المسطحات الخضراء في كل الأرجاء فتجد أنواعاً كثيرة من الأشجار والنباتات والنخيل المنتج للتمور، أما منطقة الزهور ففيها نجد مجموعة ساحرة من الزهور من أحجام وأشكال مختلفة، علاوة على مجموعة متميزة من الورود ذات الطابع الشرقي تزين منطقة الزهور، والغريب أن التناسق يجمع كل هذه الزهور على الرغم من اختلاف أنواعها وأحجامها.

ولعل أحد أهم المشاهد التي تميز الحديقة وتعطيها سحر الطبيعة التلقائي هو عدد من النوافير المائية ذات الأحجام المتنوعة والتي تجاور منطقة الزهور، هذه النوافير تضفي على المكان شعوراً بأنك انتقلت من دبي إلى مناطق الشلالات في غابات الأمازون، إذ تضفي اللمسات الطبيعية على المكان سحراً يحلق بك فيما وراء المشهد.

ومن أجمل ما يلفت النظر النافورة ذات الأضواء الملونة التي تتنوع أضواؤها كماً وحجماً متناغمة مع المياه التي تهوي من النافورة إلى القاع. ومن اللافت أن الأنشطة التي يمكن ممارستها في الحديقة تناسب كل الأعمار والفئات وتضمن للجميع أمتع الأوقات.

والأسرة التي تتباين في أفرادها من حيث الفئات العمرية سوف تجد لكل فرد من أفرادها مكاناً يمارس فيه هوايته، لمست ذلك من خلال المناطق التي تم تخصيصها كملاعب للرياضيين من الأشخاص البالغين، وهذه الملاعب تسمح لفريقين بإقامة مباراة في كرة السلة، كما نجد لهواة قيادة الدراجات الهوائية بهذا النشاط في أمان تام بعيداً عن مسارات السيارات أو المشاة، غير أنها لن تناسب الأطفال.

متعة الأطفال

لم تغفل إدارة الحدائق حقوق الأطفال في الاستمتاع بأجواء المرح في الحديقة فخصصت لهم مجموعة من الألعاب التي تناسب كل الأعمار تتجمع بعضها في أماكن ثابتة وهي 4 مناطق للألعاب بينما يتوزع بعضها الآخر على أرجاء الحديقة بما يضمن توافرها لدى الحاجة.

وبجوار سور الحديقة تنتشر مناطق الشواء المتعددة والتي تفي بمتطلبات يوم كامل في ضيافة الحديقة، يزيد عددها على الخمسين وتقصدها العائلات بشكل خاص أيام الجمعة.

على أن هواة السباحة يجدون أماكن لإشباع هوايتهم من خلال حمامات السباحة التي تضم الحديقة ثلاثة أنواع منها للرجال والنساء والأطفال وكل قسم مستقل بذاته في مكان منعزل عن الآخر عدا المسبح الخاص بالأطفال فيجاور مكان النساء، مما يتيح للجميع ممارسة هذه الهواية بحرية تامة وتحت إشراف مراقبين لضمان السلامة العامة، كما تقدم هذه المنطقة خدمة التدريب على السباحة للأطفال من خلال مجموعة من المتخصصين.

القرية الدولية

وتجذب القرية الدولية زوار الحديقة من هواة التعرف على أنماط التراث والثقافات الأخرى حيث تضم نماذج لمجموعة من البيوت من مختلف أنحاء العالم كل نموذج منها يعكس ثقافة مختلفة، تستطيع أن تتعرف بسهولة .

وعن قرب على البيت المصري النوبي والبيت العربي التقليدي المشيد على الطراز الكلاسيكي كما يمكن أيضاً مشاهدة النماذج الأوروبية ومنها البيت الهولندي والصيني والياباني والهندي والشرقية والآسيوية بشكل عام، وتتخلل بعض النماذج نافورات المياه التي تضفي على هذه النماذج جاذبية وجمالاً.

أما في المنطقة البدوية فيمكن التعرف على أنماط من حياة البدو قديماً من خلال ظواهر هذه الحياة التي تتمثل في الرعي واستخدام الحيوانات في تسهيل متطلبات الحياة في الصحراء، ويمكن لرواد الحديقة ركوب الجمال والخيول ومشاهدة جانب من الحياة البدوية على الطبيعة والتعرف على آبار المياه وغيرها من مظاهر الحياة الصحراوية.

وتضم حديقة مشرف أيضاً كل الخدمات التي يمكن أن يحتاجها الزائرون على مدار اليوم الكامل وتلامس هذه الخدمات الاحتياجات المتنوعة لمجموعة من مختلف الفئات العمرية وترضي كل الاختيارات .

ومن أهمها مجموعة من المطاعم ذات الأذواق المختلفة أهمها المطعم الرئيس الذي يقدم أنواعاً مختلفة من الوجبات علاوة على مجموعة من الكافيتريات التي تقدم للزوار أنواع من الوجبات الخفيفة والسندوتشات والعصائر، علاوة على دورات المياه المنتشرة في أركان الحديقة، كما تضم الخدمات مجموعة من المساجد الصغيرة، ومواقف للسيارات.

أشجار الغاف تملأ أركان حديقة مشرف

تعد حديقة مشرف من أقدم الحدائق في دبي حيث أُنشئت عام 1974, ووصلت تكاليف الإنشاء إلى ما يقرب من 16 مليون درهم، وكانت مساحتها في ذلك الوقت حوالي 125 هكتاراً ثم اتسعت مساحتها مع خطوات التطور لتصل إلى ما يقرب من 400 هكتار، القسم الرئيسي من الحديقة كان موجوداً من قبل على هيئة أشجار ضخمة من فصيلة (الغاف) تمثل غابة طبيعية.

وتم مؤخراً غرس مجموعة من الأشجار الجديدة وصل عددها إلى 40 ألف شجرة تقريباً، وشهدت الحديقة عدداً من المراحل التطويرية على مر السنوات الماضية، حيث أعيد افتتاحها في أثناء الاحتفال بالعيد الوطني عام 1989 بعد زيادة الخدمات والمرافق فيها وتطوير الألعاب.

كانت منطقة مشرف تعرف بانتشار أشجار (الغاف) المعمرة وهي أشجار لا تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه لتستمر حياتها، وكانت تتسم هذه المنطقة بطبيعتها الجميلة التي تؤهلها لتكون واحدة من أهم المزارات الطبيعية في دبي.

تحتوي الحديقة على مساحات مزروعة تصل مساحتها إلى ما يقرب من 25 ألف متر وتضم ما يقرب من 350 من أشجار النخيل غير المثمر وحوالي 400 نخلة مثمرة، وتمتد الأسوار النباتية للحديقة إلى محيط كامل يدور حولها ويصل طوله إلى ما يقرب من 9000 متر.

أيمن حجازي

Email