جذور

غاية الظاهري.. جغرافية الماضي بذاكرة الحاضر

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

إنَّ رسم صورة مُبالَغ في جمالها للبيت تلغي الفتنة، هكذا يبدأ باشلار وصفه لجماليات المكان، ويضيف : يصدق هذا على الحياة، ولكنه أصدق مايكون في أحلام اليقظة. ان البيوت الحقيقية للذاكرة، البيوت التي نعود اليها في أحلامنا، البيوت الثرية بأحلام اليقظة، لاتمنح نفسها بسهولة للوصف، فوصفها يشبه أن نُفَرِّج الزوار عليها. قد نستطيع أن نحكي كل شئ عن الحاضر، ولكن ماذا عن الماضي وموقعها اليوم.. موقعها وين وَقَّفْ يبل العين، وين اليوم نادي العين اللي في الصاروي، شفت المقبرة اللي خلف النادي الحالي، هنا بتشوفه وَقَّف اليبل (الجبل)، نادي العين الحالي كان مكانه مصلى العين الاول، حق هَل العين كاملة يظهرون من ولد وحرمة ورَيّالْ، مرّة تحت اليبل، وين وَقّف راس اليبل يلتقن واديين وادي العين ووادي الهَمْلَة يسمونه يلتقن في هذا المكان..

ولماذا سميت الهَمْلَة..... أعتقد لأنها كانت منطقة مرتفعة عن الوادي، فهناك جغرافياً وادي على اليمين ووادي على اليسار، وهي الهَمْلَة الحارة على شكل مثلث. جدّامها تيي النخيل، واحات العين، جدّامها مرّة بينها وبين النخيل الوادي، وربما التسمية جاءت من هميل الامطار وانحدار الماء فسميت بالهَمْلَة. الحين إييك في الضفة الثانية عقب الهَمْلَة على اليانب الثاني من اليبَلْ إتييك حارة ألمطاوعَة، وين كَنَدْ (مستشفى الواحة حالياً) موقعها اليوم مجابل كَنَدْ.هي مَرَّة بعد اليِبَلْ، بعد الوادي. لانه الحين اللي بيفصل بين النخيل (وهي واحات العين) وبين الهَمْلَة وبين الهرموزي وبين الصَّفْ وبين حارة المطاوعَة هو الوادي...

* وأين موقع الغيل..فالجاهلي ربما معروف.. ـ شفت الإشاير (اشارات المرور) قبل الجسر على طريج الصناعية، الإشاير اللي عند قصر الشيخ زايد الاوّلي (متحف قصر العين حالياً) عند دخولك من الاشارة إلى مواقف المتحف ستلاحظ ان الارض عند مدخل المواقف منخفضة نوعا ما، عند هذا الانخفاض كان قد عُمِلَ لفلج الغيل غَرّاق فَلاّح [طريقة للري قديمة معروفة عند أهالي العين لتوزيع المياه التي يفيض بها مجرى الفلج ايام الامطار وذلك بتوزيعة على أكثر من مسرب لتخفيف اندفاعه وحتى لايدمر الماء المندفع بغزارة المزروعات]. لان الفلج كان يمر تحت هذا المُنْخَفَض، فيوم يفيض الوادي لغزارة الامطار يزيد ماء الفلج وبالتالي يفيض وخوفا من أن يدمر الزرع قاموا سَوَّوا عليه هذا النظام اللي هو غَرّاقْ فَلاّحْ. وكان الياهلي عليه الصيف (وهو البر أو الحنطة) وعليه الذرة البيضا اللي هو الدخن يزرع، ونوع آخر من الحبوب حاليا غير موجود يسمى السهوي وحبته حمرا صغيرة كانوا يسوون عليه عصيد، وكان يزرع عليه الغليون (التبغ) والبصل والثوم ومن الفواكه الرمان، حلفت يَدّتي تقول كان عندنا موز نغال وموز فرض..

* لو أردنا تحديد هذه المناطق التي كانت تزرع وتُروى من فلج الجاهلي أين هي اليوم؟ ـ شفت قصر الشيخ زايد (متحف قصر العين) المناطق المقابلة له من الجهة الأخرى، حوالي قلعة الجاهلي اليوم. فالزراعة قديما كانت على حواف الأودية. * وفلج الدّاودي اين المناطق التي كان يرويها؟ ـ شفت النخيل اللي خلف قصر الشيخ زايد هذي كلها يرويها كان فلج الدّاودي. اما فلج العيني فكان يسقي النخيل التي اليوم موقعها قرب سوق المواشي من دوار المربعة وكأنك ساير صوب متحف العين. وعند النخيل أي واحات العين كانت هناك العديد من الحارات، عقب النخل مرّة مباشرة، عند شارع الهيلتون اليوم قادما من الهيلتون باتجاه خطم الشَّكْلَة على يمينك تأتي حارة النّيادات، اما الحارة التي بجوار المتحف فكانت تسمى العين، وهي مشكلة من عدة حارات، أول حارة تخبّرني يَدّتي (جدتي) انه الاوليين خبروا أن أقدم حارة فيها ملاصقة للنخل هي حارة اسمها مْشيْنجَة.

وكانوا يسكنونها الدّواب وهم عائلة سعيد بن حمد الدّاب عائلة والدّواب كانت بوطة، طايفة معروفة بالإقدام والشجاعة والمغامرات وعرفوا بأنهم من أمهر الجَفّيرَة (قصاصي الأثر والكلمة جَفّيْر من يجفر أو يقفر) وهم من الظواهر وكانوا أصحاب نخل، عقب مشينجَة.

وهو اسم مُتَناقَل من قديم الأزمنة مثل الهرموزي، عقب مشينجَة تاتيك حارة ألوْطاه، وكان بين الحصن، حصن سلطان (متحف العين الحالي) ودوار المربعة (مكان الدوار كان هناك نَدْ يُدعى نَدْ بياحَة) بين نَدْ بياحَة والحصن مكان يسمى المْشاعْلَة، وحتى نخيلهم يسمى نخيل المشاعلة، وهم قبيلة أو عائلة كبيرة وهذا النخيل لهم، والحارة تسمى حارة المشاعلة، عقبها ياتيك نَدْ بياحَة.

وكنت أسأل يَدَّتي واقول لها شو بياحة هاذي سمك يعني، كانت تقول لي : لأ، هاي نَدْ ألبَيّاحَة، والبَيّاحَة حسب رواية جدتي اسم لناقة مالها وصيف مشهورة يخبرونّا عنها أهلنا تقول، وكانوا يربطونها عند هذا النَّدْ فسمي الند باسمها ومكانه دوار المربعة الحالي. لم يكن هناك بعد شئ اسمه المربعة هذا الكلام قبل ان تبنى المربعة، مكانه كان هناك بري (برج) اسمه بْري توما.

ومن هذا البري تخبرني يَدّتي كان يمتد سور مزدوج مشابه لسور الصين العظيم، يمتد من البري إلى شعبة بن عنبر، صوب المعترض، وين قصر الشيخ خليفة الحالي مرّة عند الدوار، وتقول الله يرحمها انها لحقت على بقاياه وقد توفيت سنة 1974م وعاشت أكثر من مائة وأربع سنوات ولاضَيَّعَت يوم واحد لا من سمع ولامن بصر ولامن ذاكرة ولامن نَشَّة ولا من قْومَة، الضحى توضت وصلّت وطاحت شوي على السرير الا بعد نص طيحة جذا.

وسمعت حرمة اخوي وهي ظاهرة من حجرتها سمعت شهقة، طالعتها جذا زقرت قالت تعالوا يَدّوا مادري شو فيها يوم يوها لقوها مسلمة الروح. تقول كان السور مزدوج عبارة عن سورين متوازيين وبينهم يمكن ان يمر رجلين، يمشون عدّال بعض من بينهم، وكان السور مبناي من الطين والحجر من الحصا. ويوم انهار قامت الناس تشل الحصا ويبنون به...

شعبة بن عنبر هل كانت ايضا حارة..

لا، كانت ارض فضا. عقب حارة المشاعلة تييك حارة الكويتات، الحين وانت ظاهر (خارج) من المتحف تييك حارة المشاعلة، عقب المشاعلة إييك نَدْ بياحَة وانت تمشي على ايدك اليسار تلقى حارة الكويتات وحارة السوق، لأن السوق كيف نشأ، نشأ تحت السور اللي تكلمت عنه اللي عند بري توما، وكان هناك تخبّرني يَدّتي فَلَيْ (فلج)، وكانت الناس تبرّز التبروزة تحت السور هذا، والفَلَيْ اسمه مْويرد، تشوف المربعة كان مرّة جدامها يخطف، لكنه مايسجي..

لماذا سميت قرطَة غَزّول نسبةً لِمَنْ؟

كانت حرمة (إمرأة) تبيع تحت هذه القرطَة فسموها قرطة غَزّولْ، وكانت الاول الحْرَيِّمْ كلهم يبيعن، فيه البيّاعَة وفيه الخياّطَة وفيه المعَقّصَة وفيه اللي تسِفْ وفيه اللي تبيع، كانوا ناس عندهم حب العمل، مجتمع متعاون متكافل مُنتِج. والناس كانت تفتخر بالعمل، والبَطّالي (العاطل عن العمل) كان مَنْقود.

كانت سَبّة في حقه وحق عايلته وعيب انه الواحد مايشتغل ويقولون عنّه انه فلان بَطّالي، سَبّة كبيرة الرَّيّال مايرضاها على نفسه. كانت الفلوس قليلة فكانوا الناس يتقايضون. حارة الكويتات اللي هي حارة السوق، عقب حارة السّوق تييْ حارة كَخّاخَة..

وأين موقع حارة كَخّاخَة اليوم؟

بعد مب بعيد عن حارة السوق، لأن كلهم لصيقات ببعض، وموقعها تشوف الجمعية اللي في السوق ايوم، الدوّار العود اللي عند مسيد (مسجد) الشيخة سلامة في الشارع العام هناك كانت حارة كَخّاخَة، وخلاف سَمّوْها حارة الشّلْ، لانه ربما انتقل اليها حد من الناس لكن حاررة كَخّاخَة هي بِقِدَم حارة الهرموزي وحارة مشينجَة. عقبها تيي حارة النّواصر، عند قَرَطْ النّواصر، شفت دوار المضيف للحين باقي منه القَرَطْ، قرطات قديمة تراها اليوم خلف محلات جميرا في الشارع العام من الخَلْفْ عند السوق المركزي قرطات كثيرة تقول غابة قَرَطْ، من السوق المركزي وانت ساير متحف قصر العين، هاي المنطقة الفاضية هي حارة الربّبْنَة، حارة الرّبيْنَة تفصل بين المعترض وبين العين.تييك عاد حارة الياهلي عند قلعة الياهلي. شفت حارة السوق، حارة الشَّلْ تييك حارة قْصْيدَة، هاي حارة قْصيْدَة بعد فيها حي يسمى حي جفير..

حارة قْصيْدَة التي تعنينها هي المنطقة المقابلة لمحلات سناء من الجهة المقابلة اليوم عند الاشارة؟

بالضبط، هاذي هي قصْيدَة. حتى هناك في مقبرة يسمونها مقبرة قْصيْدَة أهلنا مدفونبن فيها.عندك أماكن أخرى في العين مثل شعبة بن عنبر ونَدّ الرّصاص ونَدّ الغربان وكانت ندود، تلال عالية. ومواقعها اليوم هي عند امتداد شارع عود التوبة. وعند موقع فندق الروتانا اليوم.

عقب المعترض هناك المويجعي فيه الشيخ زايد الله يرحمه، فيه قلعة المويجعي وكانت فيها الشيخة حصة بنت محمد بن خليفة الله يطول عمرها ويابت فيه الشيخ خليفة. عاد منّاك لو نرد تييك القَطّارَة، هاي القَطّارَة فيها الدرامكة، والجيمي فيها الظواهر قوم حياة سعيد بن هلال.

المعترض والجيمي والقطارة والمويجعي هل هي حارات؟

لا، هذه بَلْدات، وليست حارات. فهي فيها فَلَيْ (فلج) وتتكون من عدة حارات.

سيرة مكان

سمّوه [موْيرد] لأنه كان ضعيف تورده الناس والإبل والماشية، هاي الناس اللي تيي السوق إييونا هَلْ لبلاد إييونا من عُمان من البدو ومن أهل الساحل، هاي حارة السوق اللي نتكلم عنها مكانها تشوف هذا وين الجسر اللي شَلّوه الحين (اُزيل هذا الجسر مؤخراً في اطار تحديث منطقة وسط المدينة) وين الجمعية،الجمعية والجسر اللي شَلّوه هذا هو السوق الجديم هاي حارة السوق. كان فَلَيْ مويرد مايسقي نخل ولايسقي زراعة تقول لي يَدّتي يسجي رواد السوق والقوافل والدبش اللي يايين يبيعونها .

من مشاهداتها

تقول يدّتي انه كانت هناك كارثة حصلت، تقول انه قالولهم اهلهم الاولييّن انه طَبّجَتْ بيبان، اي الناس ماتت، شو هي من الامراض اللي بادتهم لا أحد يعلم بالضبط، لكنه اكيد وباء حَلَّ بالمنطقة ومن نجا منه تحوَّل إلى حارة الصَّف.

Email