وجه آخر

أمل حداد.. أمل جديد

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في مشهد قلّما يحدث إن لم تتوافر له عناصر الكفاءة والمهنية، ومحبّة المحامين بمختلف انتماءاتهم وتيّاراتهم السياسية والحزبية ومناطقهم وعملهم النقابي، لكنه حدث بالفعل في لبنان بعد 90 عاما .

حيث جلست أمل حدّاد على سدة رئاسة نقابة المحامين اللبنانيين، بعد ممارستها المهنة طوال 20 عاما، ولتصبح بذلك ثانية عربية تتولى المنصب، إذ تعتبر البحرين السباقة في ذلك. كما يأتي ذلك بعد 41 عاماً على انتخاب والدها فايز وديع حدّاد نقيباً عام 1968، و 70 عاماً على انتخاب جدّها فؤاد الخوري عام 1939، و28 سنة على انتخاب خالها عصام الخوري عام 1981. وأمل هي الخامسة من البقاع، وتحديداً من مدينة زحلة التي تتولى المنصب، بعد إلياس نمور وفؤاد رزق، وفايز حدّاد، وميشال ليان، ولدت أمل في زحلة، والدها فايز وديع حداد، ووالدتها مي كريمة فؤاد الخوري النقيب الاسبق للمحامين. وواكبت عن كثب أعمال نقابة المحامين وشاركت في نشاطات عدد من لجانها هي: إحياء اليوبيل الماسي للنقابة، لجنة بناء نادي المحامين «بيت المحامي»، تنظيم المؤتمرات المحلية والعربية والدولية، العلاقات العامة والبروتوكول.

ومثلت نقابة المحامين لدى المجلس الأعلى للطفولة من خلال المشاركة في لجان المتابعة لإعداد التقرير الدوري الثالث إلى لجنة حقوق الطفل الدولية في جنيف.

وانتخبت عام 2004 عضوا في مجلس نقابة المحامين في بيروت، وتولت رئاسة محاضرات التدرج لعامي 2005-2006 وقضايا الجدول 2006-2007 وعضوية هيئة المجلس التأديبي طوال فترة ولايتها في مجلس النقابة، وكانت عضوا رديفا في محكمة الاستئناف الناظرة بالقضايا النقابية ومسؤولة عن تنسيق العلاقة مع القضاء للعامين 2006-2007. وفي أعمال تأسيس منتدى المحاميات العربيات في البحرين.

وكانت أمل قد حسمت معركة الرئاسة، بعدما توجّت أولى في مرحلة العضوية، محلّقة بمجموع أصوات بلغ 2393 صوتاً، ما اضطرّ قوى 14 آذار إلى سحب مرشّحها جورج جريج المنتمي إلى حزب الكتائب، بعدما جمع 1825 صوتاً في العضوية، أيّ أقلّ من حدّاد، بـ 568 صوتاً وهو رقم كبير وكفيل بحسم المعركة، إن لم نضف إليه أهمّية معركة النقيب وما تستدرجه من منافسة واستقطاب وحماسة انتخابية، فضلاً عن أنّ المعارضة أعلنت وقبل يوم واحد من الانتخابات بأنّها تدعم حدّاد لمنصب النقيب.

لكنّ الفارق الكبير بين حدّاد وجريج، دفع قوى 14 آذار، إلى عدم إكمال المعركة، والذي جاء خلاصة لقاءات واتصالات سريعة على أرض المعركة في قاعة «الخطى الضائعة» في قصر عدل بيروت، وخارجها لتفوز حدّاد بالتزكية، وسط تصفيق وترحيب وزغاريد أطلقها محامون حزبيون ومستقلّون، أجمعوا على أنّ هذه النهاية كانت عرساً يؤكّد وحدة النقابة مهما اختلفت الآراء ووجهات النظر.

هادية نزال

Email