السائقون بين الالتزام والإهمال والغرامات لم تخفف من الظاهرة

استعمال النقال أثناء القيادة مستمر رغم الأخطار

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

على الرغم من كل ما بذل في السابق ويبذل الآن من جهود للحد من ظاهرة التحدث عبر الهاتف النقال أثناء قيادة السيارة، إلا أن الملاحظ أن هناك الكثير من سائقي المركبات لم يلتزموا ولن يلتزموا بالقانون، وأمام هذا الإصرار من السائقين، خاصة من قبل شريحة الشباب.

ونرى ذلك على الرغم من أن كل التصريحات التي تصدر من القائمين على الأمن والمرور بالدولة، تؤكد ان معظم الحوادث تقع أثناء انشغال السائقين بالحديث بواسطة الهاتف النقال ولعدم استعمالهم السماعة، ولذلك تم التشديد مجددا على تطبيق المخالفات. ويقول المختصون في دراسة الحوادث إن أسباب معظم الحوادث هي أن السائق لا يستطيع منع المركبة من الانحراف أو الوقوف بها في مكانها الصحيح، عندما ينشغل بالحوار عبر الهاتف، وأن سائقين كثرين تسببوا في حوادث تصادم، وهم يجرون محاولة الاتصال بواسطة الهاتف النقال، أثناء السياقة بسرعة عالية وهم يسيرون على الطرق السريعة. وآخرون عبروا التقاطعات بعد ثوان فقط من إضاءة الإشارة الحمراء، لكونهم منشغلون بالمحادثة، وهناك حوادث كثيرة حدثت بسبب تشتيت انتباه السائقين، أثناء البحث عن محطات الراديو آو تناول المأكولات والمشروبات، وغيرها من الأسباب التي تؤدي لحوادث السير في الطرقات.

وفي هذا الاستطلاع نتعرف على آراء بعض الشباب والسائقين، خاصة ممن تعرض لمخالفة مرورية وتلقى تنبيها بعدم تكرار ذلك، كما سألناهم عن الأسباب التي تدفع بالآخرين في عدم استعماله سماعة الأذن، وقد خرجنا من هذه الآراء ببعض المواقف الغريبة.

مخالفة واحدة

تقول سهام علي: منذ صدور التعليمات الحازمة بمنع استعمال الهاتف النقال أثناء السياقة، تعرضت لمرة واحدة فقط لمخالفة مرورية بسبب التحدث بالهاتف النقال بدون أن أستعمل سماعة الأذن أثناء القيادة، ومنذ ذلك اليوم وأنا أطبق النظام، فما سمعته من رجل المرور يومها كانت نصيحة نبهتني بأن أحترم الآخرين من خلال آداب القيادة، وأتمنى على الآخرين أن يلتزموا بذلك ففيه حماية لهم وللآخرين.

وتضيف يسرى بنجر: تعلمت قيادة المركبات منذ وقت مبكر، ولم أتعود استعمال سماعة الأذن الهاتف أثناء القيادة، وبسبب تنبيهات رجال المرور وخوفا من المخالفة أصبحت أتقيد بكافة القوانين، وحقيقة علينا أن نلتزم بذلك، ولذلك أقول ان أكثر المخالفين هم من الشباب وخاصة الفتيات التي أرى ان عدد كبير منهم لا يلتزمون بالقانون.

نصيحة للشباب

يقول الدكتور صالح خليفة: في الأساس الاتصال بالهاتف النقال أثناء قيادة المركبة، يؤدي إلى وقوع حوادث كبيرة وخطرة، وقد ذهب ضحيتها الكثير من الأشخاص، وبالنسبة لي فأنا من الملتزمين بتطبيق النظام، وأجد ان ذلك أسلوبا حضاريا علينا جميعا أن نتبعه.

وهناك دراسات كثيرة كتبت في هذا المجال، منها دراسة أجريت قبل عدة أشهر، أجراها مجموعة من العلماء لدراسة أثر الهواتف النقالة على سائقي السيارات، خلصت هذه الدراسة إلى أن السماعات التي تستخدم بدلاً من إمساك النقالات باليد أثناء القيادة، لها المخاطر نفسها على حياة السائق لما قد يسببه الانشغال بالهاتف من حوادث، ووجد العلماء أن التحدث بحد ذاته، هو ما قد يتسبب بحوادث مرورية.

وذلك بعكس الاعتقاد السائد أن السماعات التي تُوضع مباشرة في أذن المتحدث هي أكثر أمنا من إمساك الهاتف باليد أثناء القيادة، وأثبتت بعض التجارب إلى أن إجراء مكالمة هاتفية أو استلام مكالمة قد يصرف العقل عن التفكير، ويشغله بأمور أخرى، لذلك أنصح الجميع باستعمال الهاتف النقال عبر سماعة الإذن، ولكن عليه التركيز في الطريق والمركبات التي تسير من حوله، فالمشكلة لا تكمن فقط في استعمال الهاتف وإنما في الشخص نفسه الذي يستعمل الهاتف.

محادثة مرعبة

حادثة مرور وقعت تقص حكايتها، إحدى الزوجات التي رفضت الإعلان عن نفسها، وتقول عن هذه الحادثة، إنها كانت في احد الأيام مشغولة بالحديث مع زوجها، الذي كان يتحدث إليها عبر الهاتف النقال أثناء قيادته لمركبته، وفي لحظة التقطت الزوجة عبر الهاتف صوت ارتطام كبير ثم انقطع الصوت نهائياً، وتقول إنها أصيبت بحالة ذهول شديد.

وبدأت تصرخ وتستغيث ولكنها لا تعرف ما الذي حدث، هل كان زوجها متسببا في وقوع حادث، أو أن احد السائقين صدمه، كل ما في الأمر أنها شعرت هذه اللحظة، بأن مكروها وقع لزوجها، وهو ما حصل عندما نقلوا لها خبر وفاته بحادث سير قائلين ان السبب في الوفاة، انه كان منشغلا بحديث بالهاتف النقال الذي وجد بجواره، ولم يكن أحدا يعلم أنني أنا التي كنت معه في الطرف الآخر.

مفتاح القيادة الآمنة

في محاولة للحد من هذه الظاهرة، عمل مخترعان أميركيان على طرح مفتاح مركبة في الأسواق، يمنع السائقين من الحديث على الهاتف النقال أو إرسال رسائل نصية قصيرة أثناء القيادة.

ويأتي «مفتاح القيادة الآمنة» ليضاف الى مجموعة من الاختراعات التي تعمل على منع السرعة او القيادة تحت تأثير الكحول وغيرها من الممارسات الخطرة التي تعتبر سببا في حوادث الطرق، وطريقة استعمال هذا المفتاح، يتم من خلال إدخاله في فتحة التشغيل حتى يرسل إشارة لاسلكية الى هاتف السائق ليمنع تلقي المكالمات او تبادل الرسائل القصيرة.

ويعتبر المفتاح وسيلة للأهل ليمنعوا أولادهم الشباب من التركيز على الهاتف النقال بدلا من الطريق، وقالت إحدى الشركات المصنعة للمركبات التي صنعت هذا المفتاح انه سيكون متوفرا، بدءا من السنة المقبلة في مركباتها التي ستقوم بتصنيعها وإنزالها للأسواق.

جميل محسن

Email