شجرة السدرة قصة عمرها مئات السنين وتنمو في المناطق الجبلية والرملية

شجرة السدرة قصة عمرها مئات السنين وتنمو في المناطق الجبلية والرملية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لشجرة السدر مكانه كبيرة عند العرب والمسلمين ولها مكانه خاصة عند سكان الإمارات الذين اخذوا منها الظل والعلاج، وحبكوا حولها الحكايات الشعبية والقصص الأسطورية.

ففي الماضي تعددت استخدامات شجرة السدر حيث كانت وسيلة التطبيب الأكثر انتشارا آنذاك فللشجرة تاريخ طويل مع الإنسان ولأنها مباركة ومن أشجار الجنة، فقد ذكرت في القرآن الكريم في عدد من السور منها قوله تعالى: (و أصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضود وطلح منضود)، وجاء ذكرها في القرآن بـ (سدرة المنتهى) ويتحدث عنها ابن الأثير في تفسيره للقرآن، وهو الأمر الذي جعل لها مكانة خاصة لدى الناس، والاعتقاد بأن تكسيرها مكروه.

وكما يقول الكثيرون إن الإمارات هي موطن لشجرة السدر، وتنمو فيها بشكل طبيعي وفي العديد من المناطق خاصة المناطق الجبلية والرملية، كما أنها تشكل مرعى رئيسي للإبل، وهي واحدة من أهم الأشجار التي تزدان بها حدائق كثير من الناس الذين يفضلون زراعتها والاهتمام بها من منظور اقتصادي وبيئي.

ومعرفة الإنسان بهذه الشجرة منذ زمن بعيد، عندما كانت له بمثابة الظل والعلاج والمرعى والموقد للنار، وكانت شجرة السدرة في الماضي مقصدا للشعراء والعلماء الذين يلجأون إليها للاستظلال تحت ظلالها الوارفة والقيام باستذكار العلوم ومناقشة الموضوعات العلمية والفقهية المختلفة واستغل هؤلاء العلماء كثرة أوراق هذه الشجرة وكثرة ثمارها اللذيذة لكي يستفيدوا من الجلوس بجوارها لغرض التظلل أو أكل ثمارها اللذيذة الشهية.

وعن الخصائص العامة للشجرة التي تتضمن جميع هذه الفوائد، يقول المهندس الزراعي عبد النبي الذي يعمل في بلدية الفجيرة : «يحرص المشتل على إنتاج شتلات الشجرة سواء لزراعتها في المدينة، أو لبيعها التي تكون في الأغلب للسكان المحليين الذين يحرصون على زراعتها إما في مزارعهم أو بيوتهم للإستفاده منها، ومثل هذه الشتلات تكون عادة محل طلب الكثير من الناس داخل وخارج الإمارة».

ويضيف قائلا: «ومن خصائص الشجرة أن لها نوعان أساسيان النوع الأول وهو المزروع واسمه العلمي هو ZIZPHUS MAURITIANA .

وهو يتميز بان السطوح لأوراقه بيضاء اللون لوجود زغب ابيض عليها والسطوح العلوية خضراء لامعة، أما النوع الثاني البري يسمي -ANIPS SUBPZIZITISIRHC وهو يعطي ثماراً كروية وتسمي ثماره النبق والنوع البري هو السدر البري والاسم العلمي له هو ZIZ PHUVMVLARIA .

وهو نبات شجري ذو أشواك كثيفة يقوم علي جذع واحدة أو متفرعة كثيرة الغصون ويكون ارتفاعه من 2 إلى 3 أمتار وقد يصل إلى أكثر من ذلك بكثير إذا لم يتعرض للرعي الجائر، إما جذور السدر فهي جذور وتدية وتتفرع تحت سطح الأرض بحثا عن الماء وقد تصل إلى أعماق كبيرة وأوراقه بيضاوية الشكل شبه مستديرة ولها ثلاثة عروق تكون متوازية تقريبا.

وأزهاره خضراء مصفرة قطرها حوالي (3مم) ويزهر النبات مرتين واحدة في الشتاء والأخرى في الصيف، ونظرا لميزاتها في الاخضرار الدائم والظل الوافر وسرعة النمو وتحمل الملوحة والجفاف فإن شجرة السدرة تعد من انسب الأشجار التي تزرع في الحدائق كما تعد من الأشجار التي تكون مناسبة لعمل الأسوار أو الأسيجة نظرا لما بها من أشواك تنتشر على أغصانها.

و تعتبر من أفضل الأشجار المستخدمة لمقاومة التصحر لأن لها ميزة تكوين عقل من التربة الناعمة والتي تحجز الرمال حوله.كما أن تشابك أعضائها وكثرة أشواكها يجعل الطيور تفضلها لبناء أعشاشها كما تستخدمها بعض الحيوانات مأوى لها. و يعد رحيق أزهارها من أفضل ما يتغذى عليه النحل الذي ينتج عسل السدر المعروف.

ابتسام الشاعر

Email