تراث

الرحى.. طاحونة الحياة تدور وتجود خيراً

ت + ت - الحجم الطبيعي

من بين فكيها استُمد «العيش».. وعلى جنباتها تساقط الرزق.. هي صديقة أمسكت باليد.. دارت في عجلة الحياة.. طحنت حفنات الجوع وأطعمت سنوات القحط.. الرحى.. آلة من زمن البدائيات.. شهدت تحولات عدة.. وبقيت صلبة كأيادي الجدات التي التصقت بها.. صنعت الرحى من حجر الجرانيت وأحياناً من الصوان أو البازلت.

وتُستعمل لِجَرْش الحبوب وطحنها، أجزاؤها عبارة عن قطعتين مستديرتين من الحجر، توضعان الواحدة فوق الأخرى بحيث يحتوي الحجر العلوي على فتحة دائرية في الوسط، بينما الحجر السفلي ثابت على الأرض والعلوي متحرك حول محورٍ خشبيّ أو معدنيّ تكون قاعدته مثبّتة في أسفل الحجر، والحركة الدورانية المستمرة للحجرين فوق حبّات القمح أو الشعير التي توضع من فتحة دائرية صغيرة في وسط الحجر العلوي تؤدي تكسرها، حتى تصبح دقيقاً ناعماً.

ويبلغ طول قطر حجري الرحى المستديرين العلوي والسفلي حوالي 50 سم، يكون السفليّ منهما ثابتاً غير متحرك وبه ثقب ضيّق واحد في وسطه يسمح بمرور محور خشبيّ أو معدنيّ يُثبّت في وسطه ويسمى «قُطْب الرحى»، أما العلوي فهو الجزء المتحرك والذي يؤدي دورانه إلى طحن الحبوب وجرشها، وبه ثقب كبير نسبياً في وسطه، يتم من خلاله وضع الحبوب المراد طحنها، وثقب صغير آخر في طرفه يوضع فيه المقبض الخشبي الذي يتم تحريك الرحى بواسطته.

وهناك قطعة خشبية على شكل عصا صغيرة تُثبّت في الثقب الجانبي في الحجر العلوي لتكون المقبض الذي يدار بواسطته الحجر العلويّ، ويتم أحياناً الاستعانة بقطعة من القماش تلف على المقبض حتى لا يؤذي اليد عند تكرار الحركة الدورانية، إلى جانب المقبض الخشبي، تحتوي الرحى على محور خشبي أو معدني في وسط الحجر تدور حوله الرَّحَى ويسمى أحياناً قلب الرحى.

أمل الفلاسي

Email