عناوين النكبة في يوم

ت + ت - الحجم الطبيعي

حسنا، ستزوّد الولايات المتحدة الأميركية دولة «إسرائيل» بسبعين مليون دولار من أجل دعم نظام «قبتها الحديدية» الذي لا يصدق طفل صغير في زقاق صغير في حارة صغيرة في العالم العربي أنه لـ« أغراض دفاعية»، وهي دفعة أولى من المرشح أن تصل إلى مليار دولار، تضاف إلى الثلاثة مليارات التي تدفع للكيان سنويا.

سيفجّر الكيان ألغامه في الأراضي الأردنية، ويخرج الناس مطالبين بطرد السفير وعدم «بيع البلاد»، وسيصرح نتنياهو من دولة «التشيك» أن «براغ صديق أمني عزيز»، وسيظهر في اليوم ذاته على غلاف مجلة «تايمز» واسعة الانتشار، بالصورة والعنوان: «الملك بي بي»، وسيدنّس في اليوم ذاته مجموعة من المستوطنين المتشددين حرم «المسجد الأقصى»، ويختنق رجل فقير في الأنفاق السرية بين مصر وغزة، وتعرض قناة «الجزيرة» وثائقي «الجريمة السياسية»، مذكرة بـ«أيلول اسود» وتاريخ اسود، وفوضى وحقد وموت.

وسيظهر زعيم بالكوفية، مذكرا أن الأوضاع إن ضاعت، فلأن رعاة قضاياها تنقصهم الحنكة والتواضع، والصدق ومقت الجشع، وأمراض السلطة وحب المال. وستنشر الصحف تعليقات تدعو العرب أن ينظروا «جنوبا»، الى جنوب السودان الذي تكشف مزيد من التقارير عن تواجد مكثف لقواعد «إسرائيلية» فيه، بأشكال وألوان مكثفة، وستدمع أعيننا ونغضب ونولول ونعلن «النفرة» وتجمع الناشطات السودانيات في القاهرة أموالا من أجل «الجهاد»..

وستنشر «هآرتس» أن «إسرائيل» تعتبر أن «نظام الأسد اجرامي»، وسنضحك، نضحك من قلبنا المفروط، من فرط يأسنا، ونسأل إذا ما كانت عبارة شبيهة من المفترض أن تجعلنا نتعاطف مع القائل، المجرم منذ «حرب الإبادة» و«دير ياسين» و«كفر قاسم» الى «قانا» وما بعد «قانا».. أم مع «القائد» الذي يقتل شعبه! وستتلقى زوجة الرئيس الأميركي، الملتزم بأمن وصداقة الدولة الغاصبة، شجرة زيتون قديمة، هدية من إيطاليا، ستفرح بها وتزرعها تحت نافذتها في حديقة «البيت الابيض»، وسنبكي على زيتوننا ، نبكي حتى «النفير»، على ما تحرقه الألغام وكراهية المستوطنين وحكم العسكر.. على ما أضاعته الكوفية وعصا البشير.. على الزيتون، قدس الأرض و«شرف» التراب.. وسنبكي، نبكي على «نكبتنا» التي تزفها لنا عناوين الصحف في كل يوم «عادي» في حياتنا الغير عادية في هذه البقعة من العالم!

Email