سفراً موفقاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

أحب «فلاي دبي». ليس لأن بي هوى لألوان الأزرق والبرتقالي والأبيض، وهي الألوان التي تكوّن مجتمعة الهوية البصرية لعلامتها التجارية، فحسب، بل لأن الناقلة الجوية الإماراتية تضيف كل يوم خطوط طيران جديدة، تربط بين دبي ووجهات في العالم، لكي تزيد من فرص السفر الاقتصادي الذي يقرب المسافات ويرسم مزيدا من الابتسامات على وجوه أمهات ينتظرن زيارات خاطفة لأبنائهن وأطفال يرغبون بالارتماء في أحضان ذويهم البعيدين عنهم لظروف المعيشة.

 ثمة في تجربة الطيران الاقتصادي، و«فلاي دبي» تقوده في الإمارة الحيوية، الكثير من المعاني العاطفية التي تتجاوز البعد التجاري للسفر: بات بوسع القاطنين في مدن تبعد عن مسقط رؤوسهم الأصلية ما يقارب الثلاث ساعات أن يهاتفوا أحباءهم ليلة الخميس:» جهزوا أنفسكم، مدوا مائدة الطعام، آتون لكي نتغدى عندكم يوم الجمعة»!

على هذه السهولة، يحمل أحدهم كتابا وسماعات لجهاز الــ «آي بود» وقطع قماش قليلة، ويمتطي الطائرة كما يمتطي سيارة أجرة، ليجد نفسه، خلال ساعات قليلة بين أهله وأحبائه، ويصلي الجمعة في المسجد الذي دأب أن يصحبه أبوه إليه وهو صغير، ويتمم على حكايات الأشقاء والأصدقاء وأحوالهم، ليكون على رأس عمله صباح الأحد!

لكل مقعد شاشته الخاصة، وهو أمر لا يتوفر بالضرورة على طائرات شركات طيران اقتصادي أخرى، لا تزال تؤمن بالترفيه الجماعي، إذ تسقط من سقف الطائرة شاشة واحدة، مخصصة لعشرات الركاب، تعرض غالبا رسوما متحركة ساذجة، من دون أن يكون لأحد قدرة التحكم بما يرى أو تغييره. باختصار تمنحك «فلاي دبي» الريموت كونترول الخاص بك، لكي تشتري ببضعة دراهم، الفيلم الذي تود أن تراه. نفذ منك «الكاش»؟

لا مشكلة، فالشاشة تقبل بطاقتك الائتمانية أيضا.. شخصيات «فريج» معك على الطائرة، تتمنى لك رحلة موفقة في فيلم طريف تظهر فيه لكي تقدم «إرشادات السلامة». خطوة ذكية لشد الانتباه إلى هذا العرض الذي غالبا ما يتجاهله المسافرون رغم أهميته الفائقة.

أمر واحد أرغب من المسؤولين في الناقلة الالتفات إليه: زيادة المحتوى الترفيهي العربي، في السينما والموسيقى، إذ هو نادر قياسا إلى الانجليزي والآسيوي، وتصحيح خطأ قد يثير حفيظة البعض، إذ وضعت خانة الاستماع إلى «القرآن الكريم» في فئة «الموسيقى»(!) وهو ما يجب تداركه. سفراً موفقاً!

Email