«تويتات» عن «غوانتانامو»

ت + ت - الحجم الطبيعي

"كان المحقق يفتح القرآن ويقف فوقه، ويسألني عن معلومات. يقول: إن لم تصرّح سأبقى جاثماً فوق هذا الكتاب الذي تؤمن به".. "حين كنّا نصوم، إضراباً عن الطعام، محتجين على إهانة الإسلام، كانوا يوثقوننا على مقاعد، يربطون رقابنا ومعاصمنا وأرجلنا، ويدخلون في أنوفنا أنابيب بلاستيكية، ثم يدفعونها في اتجاه الحلق، يقرحون أعضاءنا، ويشفطون طعام المعلبات إلى معدة كل منا، غصباً.. كانوا يريدون إبقاءنا على قيد الحياة، لكي يعذبوننا"..

"تقوم تقنية التعذيب بالطعام، على دسّ كميات كبيرة منه، لا تحتملها المعد.. تعرفون أن معدة الصائم تنكمش، فإذا كانت قادرة على ابتلاع أربع قطع من المعلبات، كانوا يجبروننا على شفط 28 علبة.. كنا نتقيأ، ثم يحشرون طعام المعلبات في بطوننا مرة جديدة"..

"في تلك الليلة، عرفنا أن شيئاً حصل في المعسكر دلتا.. أيقظوننا بعد منتصف الليل، وطلبوا منّا أن نسلّم كل حاجياتنا.. سمعنا أصوات سيارات إسعاف.. قالوا لنا إن ثلاثة من زملائنا المضربين عن الطعام شنقوا أنفسهم.. كان ياسر الزهراني، الضحوك ابن السابعة عشرة، أحدهم.. بالطبع كذبوا، لم يشنق أحد نفسه.. بل قتلوهم تحت التعذيب"..

"حين كنت ألتقي بياسر، كان يمازحني باستمرار، يضحك ويخبرني أنه يرسل لوالديه مكاتيب يقول فيها إنه بخير.. لم يكن يريد أن يرعبهم. في المقابل، شكّلت شخصيته رعباً حقيقياً للجنود والمحققين. لم يفهموا عمق إيمانه الذي جعله ينتصر عليهم، ولو بالموت.. كنت أنظر إليه وأقول: لماذا ابن السابعة عشرة ربيعاً في هذا المكان؟ ماذا يمكن أن يكون قد فعل للولايات المتحدة؟ ولد مثله مكانه الطبيعي المدرسة"..

"حين أعادوا إليّ جثة ولدي ياسر من غوانتانامو إلى الرياض، كان بلا حنجرة، وبلحية منتوفة، وساعداه مقطّعان بالإبر.. عرفت أنهم قتلوه"..

"كنت من الذين أشرفوا على تشريح جثة سجين يمني أعادوه إلى صنعاء. قلت: كيف نتأكد من مزاعم الانتحار إذا كانوا أعادوه بلا حنجرة"..

"وكان في مرات أخرى يمزّق أوراق المصحف ويمسح به حذاءه، إمعاناً في تعذيبنا"..

هذه مقتطفات من وثائقي عرضته "الجزيرة" ظهر أمس عن أيام سجناء عرب، قضوا في معسكر "غوانتانامو" سنوات من دون توجيه تهمة لهم. تهمتهم كانت: الإسلام. ابعثوها على "تويتر"، رجاء. وغداً أكمل..

Email