«بشرى» لشبّيح برتبة سفّاح

ت + ت - الحجم الطبيعي

هل لديك مسحوق غسيل «بشرى»، لإزالة الألوان؟

يزيل البقع، يا أخ، لا الألوان؟

«دخيلك على هالصبح، جايي تمزح»؟ احترم نفسك واعرف قبلها مع من تتكلّم، أمامك «شبّيح»، برتبة «سفّاح»..

(تلعثم): آمرني سيّدي، ولا تؤاخذني، فأنا مرتبك هذا الصباح، وأحوال البلاد ليست على ما يرام، كما تعرف.

البلاد والرئيس بألف خير، كما أننا أرسلنا للتو شحنة من بذور الزهور الموسمية إلى حديقة بيته في لندن، فالسيّدة الأولى لا يمكنها أن تباشر نهاراتها من غير عبق هذه الزهور، تحديداً. لا تجزع، كل شيء تحت السيطرة.. قل لي هل لديك «بشرى» لإزالة الألوان..

أية ألوان تحديداً، البقع السوداء، أم الصفراء أم الزرقاء.. لديّ مسحوق رائع يحيل كل شيء إلى ابيضاض، تماماً كما قمصان حمائم السلم والسلام.

لا، لا أحب الأبيض، هذا لون العصابات الإرهابية، لدينا توصية بشراء مسحوق لإزالة اللون الأحمر، فقط.

عذراً، سيدي، لا أرغب في التدخل بشؤون الأمن، أو الرئيس، أو حديقة السيدة الأولى، لكنني، لو سمحت لي، بي فضول لمعرفة أي لون أحمر تطمحون إلى إزالته..

(يبتسم بخبث): أنت، خمّن.

الأحمر موجود في العلم. علم البلاد. هل تريدون جعله بلونين فقط: أبيض وأسود وفي الوسط نجمتان. لكن سيكون لدينا مشكلة هنا، إن أزلتم الأحمر، لن تبقى النجمتان في منطقة الوسط. صح؟

لن نزيل الأحمر من العلم يا غبي، فكّر مرة أخرى، وإلا..

سيّدي يقولون إن فراشات لها لون قرمزي، تطير في موسم الشتاء، خلال فسحات الصحو المشمسة، فوق نهر «بردى»، أنا لم أرها من قبل، لكنّ من رآها سبّح باسم الخالق، وظلّ مسحوراً من الشتاء إلى الصيف. هل تريدون مسح لونها؟

يا غبي، لم يعد هناك ولا فراشة واحدة في البلد. هل أنت من أولئك الرومانسيين السذّج، هل تعيش في أغنية.. (في هذه اللحظات جرس هاتف الشبّيح برتبة سفّاح يرن: حاضر سيّدي.. حاضر، لكن البائع ثرثار جداً.. خمس دقائق وأكون تحت قدميك). يكمل: يا حيوان، نريد مسحوقاً لإزالة أثر الدماء من الشوارع ومصارف المياه وصولاً إلى شاطئ البحر.. المراقبون قادمون!

Email