«سفينة نوح» فينسون!

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقف الرئيس الأميركي باراك أوباما على متن الباخرة، حاملة الطائرات، المسماة "كارل فينسون"، مذكرا بالتاريخ المؤثر لهذه المركبة الطافية على سطح الماء: "من هنا ألقيت جثة ابن لادن.. من هنا انطلقت بعض أولى الهجمات على العراق". يهلل الجمهور الذي جاء من "ميتشيغن" و"كارولينا" لكي يشجع فريقي كرة السلة في المباراة التي أقيمت على الباخرة.

ينهي أوباما خطبته، فيما دموع تغرغر في عيون الصبايا، اللواتي لا يعرفن أنهن "مشجعات" لكرة السلة أم للبطولة الأميركية في قهر "العدو". يبدو المشهد مستعادا من قصة "نوح" والطوفان العظيم. الباخرة ـ السفينة تنقذ الحياة، تجلب الخير، تواجه الطوفان، وتنجو بأعراق منتقاة. "كارل فينسون" لعلّها النسخة الحديثة لـ"سفينة نوح" المخلّصة.

وقد دأب رؤساء الولايات المتحدة الأميركية على القول إن اشتهاءهم للحروب هو اشتهاء "صوفي"، إذ إن السماء تخاطبهم وتلحّ عليهم بإتمام المهمات لخير الكون (تذكروا النزق جورج دبليو بوش).. "تي شيرت" ميشيل أوباما، المخططة بالأحمر والأبيض، بدت مناسبة جدا لهذا اليوم المنعش على متن الباخرة. تذكّر بأحد الفهود أو "حمار وحشي"، نجا على سفينة نوح!

التمويه الأميركي قادر دوما على صناعة قصص مؤثرة من عمق القبح، قبحه: باخرة حربية، صدّرت القتل والدمار والتشريد، يصنع لها وجه من الحب والتسلية متمثلا بالرياضة.. توصف بأنها "صرح" مقاوم استخدم للقصاص من الأعداء.

بحثت عن معلومات تقنية عن "كارل فينسون" وأخواتها، ووقعت على ما يلي: "مطارات عائمة قادرة على إطلاق أربع طائرات حربية كل دقيقة. وتشكل عصب التفوّق الأميركي في المجال العسكري التقليدي. يبلغ طول هذه الحاملات أكثر من 330 متراً, ووزنها قرابة مائة ألف طن. وهي قادرة على حمل خمسة آلاف عنصر من الطاقم البحري والجوي. تساعد أجهزة دفع بخارية في إطلاق الطائرات، بسرعة تصل إلى نحو 180 كيلومترا في وقت يقل عن ثلاث ثوان".

وللعلم: "في الأيام الأولى للحرب على العراق" قتل الآلاف من الأبرياء. أما جثة ابن لادن، فلا أحد يعرف أين هي ومن هو، أصلا! ثمة أمور كثيرة تجهلها "مشجعات" الرياضة الأميركيات، حين يرفعن أرجلا ومعاصم مغطاة بالريش ويصرخن: "هو.. ها.."!

Email