سماحته يدعو للإرهاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

سماحة المفتي غاضب، مكلوم لموت ابنه "شهيداً" على يد القوات الإرهابية. الموت قضاء الله وقدره. المفتي كان صابرا. هو، أكثر من غيره، يعرف معنى القضاء والقدر، لكنه فقد صبره، فدعا الى عمليات "استشهادية" تشنّ من بلاده وبلاد جارته، "الحديقة الخلفية"، ضد بيوت آمنة في الشرق والغرب. كما فعل وزير خارجيته، الذي هدد بـ"عقوبات أليمة" ضد كل بلد يعترف بممثلي ثورة الشعب. لم يبق للنظام، الذي كلما هدرت الدماء على أيدي جنوده، غرق أكثر..لم يبق له إلا أن يحوّل وزراءه ورجال الدين إلى دعاة للإرهاب.

كيف نفهم ذلك التشابه الغامض بين دعوة سماحته وبين تلك الدعوات التي لطالما أطلقها "غير المأسوف عليه" القذافي حول الفلول التي ستغزو العالم، تفجيرا وقتلا، من أجل حماية رأسه، وأزيائه وحفلات أبنائه الماجنة، وعمليات التجميل التي تجعله يرهق الزمن ولا يرهق. طوال تاريخه، حرص القذافي، على استخدام ورقة الإرهاب من أجل ابتزاز شعبه والمجتمع الدولي. فجر وقتل وأهان، وترك الشعب يدفع، بحصار الأطفال والانتفاء خارج التاريخ، فاتورة الجنون المدقع.

الآن، جاء دور البلد الذي يقتل فيه الأحرار، بينما يضحك قادته لكاميرات تلفزة كوبا وفنزويلا، ليخرج علينا سماحته، مبشرا بعمليات "استشهادية" في الشرق والغرب. لماذا، كلما "دق الكوز بالجرّة"، على قولة أهالي الشام، يخرج "الاستشهاديون" ليغدوا أبطال المسرح؟ أي قضية تستحق "الشهادة"؟

 الدفاع عن نظام بائس يطلق الرصاص على شعبه؟ أليس في تلك التصريحات خدمة مجانية لأعداء المفتي وقادته، الذين يتوجسون من ديننا ويحاربونه، بحجة أنه دين "محرض على الإرهاب"! أليس في ذلك تأكيد على الدور الذي لعبه النظام في "تفريخ" الإرهابيين وإرسالهم عبر الحدود، من أجل تحقيق مصالحه الخاصة وأجندته في البلاد المجاورة؟

لماذا يطلب المفتي، من "الاستشهاديين"، أن يقتلوا أبرياء، قد يكونون في مقتبل العمر وعز الشباب، كما كان ابنه الشهيد؟ كيف يتحول "القلب السمح"، الذي طالما دعا إلى حرية المعتقد وفصل الدين عن الدولة (راجع موقع سماحته الإلكتروني) إلى قلب ينضح بالتحريض على الشر؟ هل يستحق النظام كل تلك الخطايا تدفع من أجله؟ وفي ميزان من؟

Email