تمخض الشؤم فولد أوباما

ت + ت - الحجم الطبيعي

مدهشة هي الخيبة التي يستمر هذا الرجل في زرعها في أنحاء العالم يوما بعد آخر. أوباما، الذي شهر سيفه قبل سنتين ونصف من أجل إغلاق معتقل غوانتنامو وتحصين الاقتصاد الأميركي والعالمي والتبشير بدولة فلسطينية، لم يحقق شيئا من وعوده، بل بدا كأنه لاعب ثانوي (كومبارس) في فيلم أميركي مستمر وطويل.

حيث «البطل» هو الأشقر الذي يخطط وينفذ ويتغلب على «الأشرار». لنقل إن أوباما، وعلى طريقة السينما الهوليودية العنصرية، ليس البطل، بل هو «صديق» البطل المخلص حد العبودية. فالبطل الحقيقي هي السياسات التي تتحكم بصندوق الاقتراع، الذي يهتز دوما على وقع «المزامير النتنياهوية».

أما «الشرير»، فهو، دائما، العربي، وفي خطاب أوباما في الأمم المتحدة، هو، تحديدا، الفلسطيني. العرب يهددون إسرائيل «البريئة المكلومة»، ويشنون عليها الحروب، واحدة تلو الأخرى. ولا اثر لمستوطنين ينهبون الأرض والسماء. هكذا يظن الرئيس، أو هكذا يتوجب عليه أن يظن.

أيظن؟ فعلا؟ في قلبه؟ سؤال لا يجب أن يشغلنا، لقد «أعلنت أميركا عن وجهها القبيح»، كما في كل مرة، لكن هذه المرة تململ كثر وبات الذعر الذي تخلفه العجرفة الإسرائيلية وهيمنتها على رقبة القوة العظمى.. مستفحلا.

لقد وصفت الصحافة الفرنسية رجل البيت الابيض بـ «المكبّل اليدين»، وذكرت «لوموند» أن الولايات المتحدة الأميركية لا تزال تشكل العائق الأكبر في وجه السلام في الشرق الأوسط.

وذهبت الصحافة الأميركية، ذاتها، إلى زبعد من ذلك، فوصفت «ذا نايشن» الرئيس بأنه «الشرير»:«أوباما شرير على الأقل بالنسبة إلى تلك الشعوب التي يمثل لها الاحتلال الإسرائيلي حاجزاً جليدياً أمام الربيع العربي».

كنت قد كتبت قبل شهور أن مباركات الرئيس المستمرة لثوار «الربيع العربي» ما هي إلا كلام مسموم، ومتناقض، الهدف منه التأكيد على احتضان الولايات المتحدة لقيم الحرية والكرامة. تلك البلاد التي دعمت طغاة الشرق والغرب، وتعتقل 700 متظاهر في يوم واحد، يحتجون على جشع «وول ستريت» الذي أنهك العالم، تريد دوما أن تدعي احتفاءها بالحرية.

لكن التناقض الرهيب بين الخطاب المعلن، وموقف أوباما من القضية الفلسطينية، فضح زيف هذا الخطاب المشؤوم، وحجم الرئيس في دائرة القرار!

Email